عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-2009, 03:36 AM   #8
زهرانية أبا ًعن جد
موقوف
 







 
زهرانية أبا ًعن جد is on a distinguished road
افتراضي رد: دور زهران في مبايعة ونصرة الملك عبد العزيز .


أشكرك على هذا الموضوع الرائع
بارك الله فيك
------------------------------------

أعمال زهران الحربية في عهد آل سعود:

تعرضت جزيرة العرب في بداية القرن الثالث عشر الهجري لحملات الأتراك التي قام بها محمد علي باشا والي مصر من قبل الدولة العثمانية، يساعده ولداه طوسون وإبراهيم باشا، وكان الهدف من تلك الحملات هو إظهار مصر بمظهر الحامي لمقدسات المسلمين في مكة والمدينة لتكسب الرأي العام الإسلامي إلى جانبها، بالإضافة إلى رغبة محمد على باشا في القضاء على الجنود الألبان الذين كانوا عامل شغب في مصر، وفتح أسواق جديدة لمصر في الحجاز .

وقد قاومت الدولة السعودية الأولى تلك الحملات، وكبدت الأتراك خسائر فادحة في الرجال والأموال، إلا أنهم زحفوا إلى مكة واستولوا عليها بعد استيلائهم على جدة والمدينة، ثم واصلوا زحفهم- أي الأتراك- إلى الطائف وبلاد زهران وغامد وعسير، فكان نصيبهم الفشل الذريع، وكان يقود جيش زهران في تلك الأثناء بخروش بن علاس الزهراني من قرية العديّة بقبيلة قريش، وقد أظهر في حربه ضد الأتراك شجاعة نادرة وإخلاصا صادقاً لآل سعود الكرام، وكان بالتالي حجر عثرة أمام توسع الأتراك في منطقة عسير سراة وتهامة .


وفي سنة 1228هـ اشتبكت قبائل زهران وغامد مع جيوش الأتراك في القنفذة فهزم الأتراك شر هزيمة، ثم تجددت هزائمهم في زهران وغامد، فطلبوا النجدة من محمد علي باشا، فأمدهم بقوات كبيرة يقودها ولده طوسون، ومع ذلك فقد توالت هزائمهم وعادوا يجرون ذيول الخيبة والفشل براً إلى الطائف وبحراً إلى جدة، وغنم رجال زهران وغامد ما كان معهم من المؤونة والذخيرة .

ومن أهم المعارك الحاسمة: المعركة الكبرى التي وقعت في وادي قريش ببلاد زهران، حيث هاجم بخروش بن علاس بجيش زهران المتواضع في عدده وعدته جيش الأتراك الذي يقدر بحوالي عشرين ألف مقاتل، فهزمه شر هزيمة، وقدر عدد القتلى من الأتراك بألف رجل تقريباً، فانسحب الأتراك إلى الطائف خاسرين، وقد أثبت بخروش في تلك المعركة الحاسمة مدى ما يتمتع به من بطولة حقة وحنكة حربية بارعة .

التقى بعد ذلك جيش آل سعود بقيادة الإمام عبد الله بن سعود بجيش الأتراك بقيادة محمد علي باشا في معركة (بسل) بالقرب من الطائف، وكانت نتيجة تلك المعركة في صالح الأتراك لتفوقهم على الجيش السعودي في العدد والعدة، وقد شدد الأتراك الضغط على جناحي الجيش السعودي اللذين تكونا من غامد وزهران، واعتقد أن ضغط الأتراك المباشر على زهران وغامد ، يرجع سببه إلى حنق محمد علي باشا وعزمه على الانتقام من رجال زهران وغامد الذين أذاقوا جيوشه مراراً عديدة طعم الهزيمة المرة ومزقوهم شر ممزق .

وبعد معركة ( بسل) استولى محمد علي باشا على تربة وبيشة وما جاورهما، ثم زحف إلى عسير فقبض على طامي بن شعيب وبخروش بن علاس.

ويحكي لنا أحمد بن علي نقلاً عن كتاب (حكام مكة) للكولونيل ديجوري : وصفاً لنهاية حياة القائد الزهراني بخروش بن علاس على يد محمد علي باشا فيقول: ( كان بخروش عبوساً ساكناً، وفي ليلة من الليالي وجد بخروش حراسه نياماً ، فحل وثاقه وهرب، وعندما درى الحرس بهروبه تعقبوه ولما اقتربوا منه قتل بعضهم ، وجرح كثيرين منهم ، وأخيراً وقع في أسرهم وجيء به عند محمد علي باشا، وسأله لماذا هربت وقتلت الجنود ؟ فقال له : ما دمت حراً مطلقاً أعمل كما أشاء، فرد عليه الباشا: سأعاملك بنفس المعاملة، وأمر برد الأغلال عليه، وإيقافه وسط الجنود ثم أمر الجنود المحيطين به أن يطعنه كل واحد منهم طعنة غير قاتلة برأس خنجره إطالة في تعذيبه، وتلقى الزعيم تلك الطعنات بصمت وشجاعة، ولم ينبس بكلمة تشعر بأنه نادم على ما وقع منه، أو يستعطف الباشا وأخيراً قطع أحد الجنود رأسه، وأرسله إلى اسطنبول مع طامي بن شعيب الذي أعدم هناك).

ولم تقف سخرية الأتراك عند هذا الحد، بل تعدت إلى أنهم عند وصولهم إلى مصر في طريقهم إلى اسطنبول ، علقوا رأس بخروش بين كتفي زميله طامي، وطافوا به في شوارع القاهرة .

وهكذا انتهت حياة ذلك البطل ولكن ذكره ما زال ملء الأسماع وخاصة في بلاد زهران مسقط رأسه ومجال شجاعته .

وبعد عودة محمد علي إلى مصر هاجم رجال من زهران وغامد وألمع جنوده المقيمين في تهامة والسراة، ودحروهم عدة دحرات، فانهزموا خاسرين إلى الطائف وجدة.


وفي الثلاثينيات من القرن الهجري الحالي استبدت أسرة آل عايض بشؤون الحكم في بلاد عسير، وكان الأمير حسن بن عايض مستبداً ظالماً، فنفرت منه القبائل- خصوصا قحطان وزهران- وأرسلت وفودها إلى مدينة الرياض، وشكوا إلى الملك عبد العزيزبن عبد الرحمن آل سعود - غفر الله له - ما يعانيه الأهالي في عسير من ظلم واستبداد آل عايض، فأرسل الملك عبد العزيز إلى حسن بن عايض ستة من علماء نجد ينصحونه، ويدعونه إلى التزام جادة الحق والصواب، ولكنه كابر ولم يستمع لنصحهم، واستمر في سياسية الظلم والعدوان .

فبعث إليه الملك عبد العزيز جيشاً يقوده الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي فتمكن من القبض على حسن بن عايض وابن عمه محمد، وأرسهما إلى الملك عبد العزيز بالرياض، فأكرمهما أحسن إكرام، واتفق معهما على أن يعودا إلى عسير ويلتزما الهدوء والسمع والطاعة، فعاد إلى بلادهما راضيين مغتبطين، ولكن حسن بن عايض عاد من جديد إلى إثارة الشغب والفوضى، فجهز الملك عبد العزيز- رحمه الله- حملة كبيرة وجهها إلى عسير بقيادة ابنه الأمير فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله، وعند وصول الحملة إلى بلاد زهران انضم إليها أربعة آلاف مقاتل من زهران، واستمرت الحملة في زحفها إلى عسير، حيث تمكن الأمير فيصل من القضاء على آل عايض نهائياً، وأراح الناس من ظلمهم وتعسفهم، وفي وقتنا الحاضر تنعم بلاد زهران بفضل الله ثم بفضل الحكم الرشيد والقيادة الحكيمة بالرخاء والأمن والاستقرار .

وهاهم شباب زهران يعملون في جميع أجهزة مملكتنا الفتية ، وفي مقدمتها الأجهزة العسكرية ، يدفعهم إلى ذلك إيمان بالواجب ، وتقدير للمسئولية ، وإخلاص كبير في خدمة الدين والوطن والمليك .

المصدر

كتاب / بلاد زهران في ماضيها وحاضرها
تأليف / محمد مسفر حسين الزهراني
زهرانية أبا ًعن جد غير متواجد حالياً