عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-09-2009, 07:01 AM
الصورة الرمزية m7bcom
m7bcom m7bcom غير متواجد حالياً
 






m7bcom is on a distinguished road
افتراضي كـــــلــــمــــاتـ وألـــفـــاظـ لا يـــجــــوز قــــولـــهــــا (( 11))












بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


[glow=#846B0F]==================[/glow]

ردد معي ...

سبحان الله العظيم ... سبحان الله وبحمده ...
استغفر الله الذي لا اله إلا هو وأتوب إليه ...


[glow=#846B0F]==================[/glow]


الأجـــــــــــــــــانـــــــبـ
الـــــــــــــحـــــــــــربـ
الـــــــــــــــــــتـــــراثـ
الــمسـاعــي الحـمـيـدة
الـوطـنـيـة والـقـومـيـة


في مقال حافل شمل عدة ألفاظ معاصرة ، جاء في مجلة (( البعث الإسلامي )) بعنوان : (( التغريب يشمل الألفاظ )) للأستاذ على القاضي ، هذا نصه بطوله :
(( المجتمع الإسلامي في الماضي كان يستعمل ألفاظاً تحمل مدلولات إسلامية ، لا يختلف أحد في فهمها ولا في استعمالها ، ولا تدور المناقشات حولها .
ثم جاء الاستعمار العسكري للبلاد الإسلامية الذي تبعه الاستعمار الفكري ، فعمل على تغيير الألفاظ ، وتغيير مدلولاتها ، فيسير المسلمون في اتجاه الحضارة الغربية ، ويتركون الحضارة الإسلامية .
لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو يأُخرى ، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه ، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية ، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك ، إلى تعبيرات أٌخرى لها مدلولات أُخرى .
ومن هنا فقد قام المستشرقون بحملة منظمة على أُسس دقيقة ؛ ليحدثوا تغييرات في التعبيرات الإسلامية ، فأحلُّوا تعبيرات غريبة محل التعبيرات الإسلامية ، ومع مرور الزمان تبهت المعاني الإسلامية شيئاً فشيئاً ، حتى تنمحي أو تكاد ، وتثبت المعاني الغريبة عن الإسلام ... وإذا أراد المسلم أن يرجع إلى أصل هذه التعبيرات ، فإنه يرجع إلى الخليفة الثقافية الغربية – وحينئذ يتم للغرب ما يريد من تغريب المسلمين – الأمر الذي يمكِّن لهم من ديارهم كما يمكِّن لهم من عقولهم ، ومن هذه التعبيرات :

الأجانب : بدلاً من الكُفِّار .
الحرب : بدلاً من الجهاد .
التراث : بدلاً من الإسلام .
المساعي الحميدة : بدلاً من الصلح بين طائفتين من المسلمين .
الوطنية والقومية : بدلاً من الإسلامية .
إلى غير ذلك من التعبيرات التي تسربت إلى ثقافتنا الحديثة بدون أن نشعر ، وبعد فترة بدأت هذه البذور تأتي بثمارها .
فقد أصبح الكفار يعيشون في بلادنا على أنهم أجانب فقط ، ومن الممكن أن يكون الأجنبي أيضاً مسلماً ، وأن يكون عربياً ، لأنه من غير البلد الذي يعيش فيه ، ومن الممكن أيضاً أن يكون الأجنبي أرقى ثقافة وأكثر مدنية .
وبالتالي فالمسلم لا يرى أن هؤلاء الكفار دونه في شيء ، وأنه مطالب بهدايتهم إلى الإسلام ، فيبدأ في الاقتداء بهم ، وتنمحي صورة المسلم شيئاً فشيئاً ، ويصير الأمر إلى ما نرى في بلادنا الإسلامية من الاقتداء بالأجانب ، والاقتناع بأنهم المثل الأعلى في التربية .
ثم إلى الاقتناع بأن التمسك بالإسلام هو سبب التأخر في المجتمعات الإسلامية التي تتمسك به ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك .

واستعملت كلمة الحرب : بدلاً من الجهاد :

لأن الجهاد يعطي ظلاله الإسلامية فهو حرب ضد أعداء الإسلام ، وهو جهاد في سبيل الله تعالى ، ومن يقتل في سبيل الله فإنه شهيد .

وهدف الجهاد :

تحقيق رسالة المسلم في هذه الحياة باعتباره خليفة من الله في الأرض.أما الحرب فشيء مختلف ، فقد يكون بين المسلمين وأعدائهم، وقد يكون بين المسلمين بعضهم مع بعض .
وقد يكون لمطمع مادي أو مطمع ذاتي ، كتحقيق زعامة مثلاً ، وما إلى ذلك . ولابد من جهاد المستعمر ؛ لأنه كافر ومستغل وضال .
ولكن ليس هناك ما يدعو إلى حربه ؛ لأنه صديق ، ونحن نستفيد من حضارته وما إلى ذلك .
وبقي المستعمرون في بلادنا فترات طويلة يغتصبون خيراتنا ، ويستعبدوننا ويغيرون مفاهيمنا ، ويعملون على إخراجنا من ديننا ...
ولم يخرجوا من ديارنا إلا بعد أن اطمأنوا إلى أنهم ربَّوْا مجموعات من أبناء البلاد مكَّنوا لها ، وبذلك استطاع أن يطمئن إلى تحمسها لتنفيذ ما يريد .


واستعملت كلمة التراث :

فأصبح المسلم يحس بأن القرآن والسنة من التراث ، كأي شيء آخر ، وبذلك لم يعد لهما أهمية كبرى ، والمسلم لذلك لا يعتز به الاعتزاز الكامل – وقد لا يخطر ببال المسلم القرآن والسنة ، بل الكتب الصفراء – وحينئذ يرى أن هذا التراث بالٍ ، وأن التمسك به رجعية ، وما ينسحب على الكتب الصفراء ينسحب مع الزمن إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ...
ومن الممكن أن نستغني عن التراث أو بعضه .
ولكن ليس من الممكن أن نستغني عن الإسلام ولا عن القرآن والسنة .

واستعملت كلمة المساعي الحميدة :

بدلاً من الصلح بين طائفتين من المسلمين .
والمساعي الحميدة جهود تبذل ، قد تفيد وقد لا تفيد – وحينئذ لا يحس الساعي في الصلح بأنه قد قصّر في أداء مهمته ؛ لأنه أدَّى ما عليه – لكن الصلح بين طائفتين متقاتلتين من المسلمين فرضٌ على المسلمين ، ولا ينتهي إلاَّ بانتهاء القتال ، والأمر واضح في الآية الكريمة : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [ الحجرات:9] .
فلابد إذن من إتباع الخطوات الآتية :
1.الإصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين من المسلمين .
2.إن لم يمكن ذلك فلابد من مقاتلة الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله تعالى .
3.إن عادت الفئة الباغية إلى الصف الإسلامي ، فالصلح بين الطائفتين مطلوب ، لإعطاء كل ذي حق حقه ، والله يحب المقسطين .
وما اتخذ بين العراق وإيران إنما هو مساع حميدة ، وليس الصلح بين طائفتين من المسلمين ، ومعنى ذلك أن التغريب قد أتي ثماره .
بل إن التغريب قد وصل إلى أن الدول الإسلامية قد انقسمت في سلوكها ، فبعضها يؤيد هذه الدولة ، وبعضها يؤيد تلك الدولة ، وبعضها لا شأن له ، وكأن الأمر لا يعنيه .

واستعملت الوطنية والقومية بدلاً من الإسلامية ،
وكان الغرض من ذلك تفتيت الوحدة الإسلامية ، وتقسيمها إلى قوميات وأجناس تتصارع فيما بينها ، وذلك يمكِّن للمستعمر أن يصل إلى ما يريد .
ويلاحظ أن من خصائص القومية والوطنية الغربية : الكراهية والخوف ، فهي لا تبقى إلا إذا كان للشعب ما يكرهه وما يخافه .

ولا زال الغربيون في البلاد الغربية يثيرون الكامن من عواطف الخوف والكراهية ؛ ليبقى لهم ما يريدون ، وقد حلَّل العلامةُ الألماني (( جود )) ذلك تحليلاً نفسياً فقال :

(( إن العواطف التي يمكن إثارتها هي عواطف المقت والخوف التي تحرك جماعات كثيرة من الدهماء – بدلاً من الرحمة – فالذين يريدون أن يحكموا على شعب لغاية ما ، لا ينجحون حتى يلتمسوا له ما يكرهه ويوجدوا له ما يخافه ، فلم يعد من دواعي العجب أن الحكومات القومية في هذا العصر في معاملتها لجيرانها ، إنما تنقاد بعواطف المقت والخوف ، فعلى تلك العواطف يعيش من يحكمونها ، وعلى تلك العواطف يقوى الاتحاد القومي )) .
ويقول (( والترشزبارت )) في ذلك أيضاً : (( إِنَّ الروح الغربية يتفشى فيها القلق والخوف ، وهي شديدة التأثر ، نزاعة إلى الفردية ، محبة للتنافس ، وإن الفرد من خلال هذا النموذج الغربي لا يعبأ بخلاص روحه ، وإنما يهمه فرض سلطانه وتوسيع دائرة نفوذه ، وقد نجح الفرد في تغيير وجه الأرض ، ولكن هذه الثقافة أخذت تملأ سماءها السحبُ وتومض حولها البروق ، وتعصف بها الأعاصير ، وأوربا تنزلق إلى الهاوية ، وتقترب من النهاية ، ولا شيء يستطيع دفع هذا المصير المحتوم ) .

وعلى هذا الأساس قُسِّمتْ الأُمة الإسلامية إلى دويلات ، تمشياً مع هذه النزعة ، ولا زالت تُقَسَّمُ حتى الآن ، فلبنان التي هي جزء من الدولة الإسلامية الكبرى يعمل على تقسيمها إلى دويلات ، وأهم من ذلك الروح التي تسود تلك الدويلات – روح الكراهية والحقد – وقد أصبح كل قطر إسلامي يتعامل مع غيره على أساس العداوة في أكثر الأحيان ، وأصبحت المودَّة صناعية تسير مع المصلحة الخاصة ، وقد تكون مع الدولة الكافرة ، بينما العداوة للدولة الإسلامية .
لكن الإسلام يُربِّي أبناءه على أساس أن الناس جميعاً خلقوا من ذكر وأُنثى ، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم ، ومهمة المسلم عمارة الأرض ، وتحقيق الأمن والسلام فيها .
أما عاطفة الكراهية فإنه يوجهها إلى العدو الحقيقي الذي لا يريد بالإنسان إلا الشر ، ذلك هو الشيطان الذي حذَّرهم الله تعالى منه بقوله :

{ يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [ الأعراف: من الآية27 ] .
وقد بدأ تفكك الدويلات الإسلامية على أساس القوميات التي بدأت في الشام ، ولو أن المظلومين قاموا باسم الإسلام ليدفعوا الظلم ، لوصلوا إلى ما يريدون – مع بقاء وحدة المسلمين – وحينئذ يبقى لهم كيانهم ووحدتهم ، ويستطيعون أن يؤدوا رسالتهم في هذه الحياة .
وفي عصور الظلمات وفي ظروف خاصة بالأُمة الإسلامية استهوتها هذه الشعارات ، وأصبح الجميع يرددونها ، وأصبح بعض المسلمين يعمل على تنفيذها ، ونجح الاستعمار في ذلك نجاحاً كبيراً .
وهكذا قامت جامعة الدول العربية على أساس القومية العربية لإبعاد الإسلام ، وهكذا تُثار نعرة الفرعونية في مصر ، والبربرية في شمال إفريقيا ، وغير ذلك . وهكذا قامت الحرب بين إيران والعراق ، ولم نجد من الدول الإسلامية من يعمل بالآية الكريمة :

{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ..... }
وهكذا تبقى إسرائيل في وضعها آمنة مطمئنة ؛ لأن الجهود غير موجهة إليها ، بل إلى أشياء بعيدة عنها تساعدها على تحقيق آمالها وأهدافها وسط الأُمة الإسلامية .
ولأنها تعيش آمنة فإنها تسعى في الأرض فساداً ، وتنفذ مخططاتها في أمن وتبجح واستهانة بالعالم الإسلامي كله .
ويهتف بعض الناس (( ستبقى القدس عربية )) ، ترى لماذا لا نقول : (( ستبقى القدس إسلامية )) فنكون أقرب إلى الحقيقة ، وبذلك نثير مشاعر المسلمين في جميع أنحاء الأرض ؟
إن كل نجاح للأُمة الإسلامية لا يتم إلا تحت راية ( الإسلام ) .
وكل فشل يتم تحت راية ( العروبة ) .
لأن الإسلام يُوحِّد ؛ بينما العروبة تُفرِّق .
ومن هنا فإنهم يحاولون أن يبعدونا عن طريق السليم ليصلوا إلى ما يريدون .
بل إنهم عوَّدُونا أن يتحدثوا عن الإسلام في كل ما يتعلق بالفشل ، بينما يتحدثون عن العروبة والعرب في كل ما يتعلق بالنجاح .
إنه مخطط خبيث ، ولابد من أن نتنبه له حتى نصحح مسارنا ، لنبلغ بالإسلام إلى ما نريد ونحقق رسالتنا الإسلامية ) .

المصدر معجــــم
المناهي اللفظية


بقلم
بكر بن عبد الله أبو زيد ـ رحمه الله ـ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي