[خليل الحريري]

العميد يغيب في شوط ويعود في الآخر
(محمد الدعفيس)



نبارك للاتحاد انتصاراً ثميناً أبقاه على خط المضي نحو اللقب القاري الثالث له في دوري الأبطال الآسيوي، لكن التأهل الذي جاء بنتيجة عريضة لا يجب أن يلهينا عن الإشارة إلى عيوب فنية فادحة حفل بها الأداء الاتحادي مساء أمس، وعلى الأخص في شوط المباراة الأول تحـديداً، وعـودوا على الأقل إلى نصف الساعة الأول من المباراة لتتيقنوا من كم التمريرات التي تاهت هناك وهنا، وراجعوا الزمن الذي استغرقته الكرة وهي تمرر بين عناصر خط الظهر الاتحادي جيئة وذهاباً بحثاً عن زميل في خطي الوسط والمقدمة يمكن أن يكون في موضع ملائم لتلقيها، وإلى كم الكرات الطويلة التي ذهبت على غير هدى، لتؤمنوا أن المنهجية كانت غائبة، وأن ما كان يحدث في المـيدان ليس سـوى اجتهادات كان خلفها في المقام الأول المغربي هشام بوشروان، وبعده بمراحل التونسي أمين الشرميطي، وبعيداً جداً كان البقية وعلى الأخص محمد نور.
في أداء الاتحاد في الشوط الأول أمس لم نلمس أسلوباً واضحاً للأداء، لم يكن هناك انتشار سليم، ولم تكن هناك نهايات صحيحة للمحاولات الهجومية، وكان اللاعبون يكادون يتحركون متلاصقين فتتداخل أدوارهم، ولذا كانت المسافة في كثير من الأحيان لا تتخطى المترين أو الثلاثة بين النمري والصقري، وكثيراً ما كان مناف يصطدم بكريري أو يكاد.
وقد تكون الحسنة الاتحادية في الشوط الأول قذائف بوشروان وتحرك ذكي من الشرميطي في تمرير الكرة التي جاء منها الهدف والتي أطلقها بوشروان كعادته مباغتة هائلة ارتدت من الحارس الأوزبكي الذي كان نقطة ضعف يفترض أن تستغل مبكراً، ليتابعها النمري بكثير من الذكاء في الشباك.
أما في الشوط الثاني فظهر الاتحاد أفضل بمراحل، وبات الأداء أكثر تنظيماً، وباتت رؤية اللاعبين أكثر وضوحاً، وتمريراتهم أكثر دقة، فتفننوا في التسجيل أشكالا وألواناً، لكن اللعب شوطاً واحـداً بشـكل مرض وسليم قد لا يكون كافياً ليمضي الاتحاد إلى حيث يريد ونريد على عرش الكرة الآسيوية، ولذا فالمراجعة مطلوبة لمعالجة حالـة الضغط النفسي التي لعب الفريق تحت وطأتها قبل تسجيله هدف التقدم، ولمعالجة تكتيكات الفريق بما يضمن له إظهار قوته على مدى كل دقائق المباراة، ولنضمن ألا نتوجس خيفة في شوط قبل أن نرتاح ونسعد في الآخر.