عـــــــــــــــــلاقــــــــاتـــــــــنـــــــــ ـــــا إلــــى أيــــــــــن ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .
يعتمد الكثير منا منهجاً وأسلوباً خاصاً في تكوين علاقاته مع الآخرين، وبعضنا يضع أمامه خطوطاً عريضةً تحوي مواصفات واشتراطات لا يجب عليه تجاوزها إذا ما أراد تكوين علاقةٍ جديدة، وفي الغالب تختلف طبيعة هذه الاشتراطات من شخص لآخر ، وإن كنا لا نقول صراحةً بتلك الاشتراطات أو المواصفات لكننا نخزنها في عقولنا ونطبقها ونعمل بها بشكل تلقائي أو على السليقة كما يقال.
علاقاتنا، بين بساطة تمدنا بمعرفة وثقة، أو تعقيد يجعلنا في جمود وعزلة!
بدايةً ، دعونا نتصور المستويات أو الخطوط العريضة والتي تقرأها أعيننا بوضوح خلال لحظات قبل أن نشرع في قبولٍ ظاهر أو رفض ونفور مبطن لعلاقة مقترحة أو مطروحة بين شخصين التقيا للتو، وكيف يبدأ أحدهما بالنظر للآخر (نشمل الذكر والأنثى ).
شخصياً ألحظ أن من يتنوع في صداقاته ولا يحصرها في نطاق محدود هو شخص يمتاز بالثقافة والمعرفة والإطلاع الواسعين وتبرز في آراءه ملامح المنطق وسعة الأفق، هذا من جانب ثقافته ودرايته، إضافةً إلى جوانب أخرى في شخصيته كصفات النضج وطيبة النفس والتواضع والتي قد تكون في حقيقتها سبباً رئيساً في قابليته وجاذبيته وانجذابه نحو تكوين علاقات واسعة مع الآخرين.
وفي هذا السياق يفضل غالبيتنا أن يفرق بين نوعية العلاقة التي تربطه بشخص ما، فذاك صديق عزيز، وهذا من الأصدقاء، والآخر زميل، وربما زاد أحدنا ليصف علاقته بآخر بأنها مجرد شراكة عابرة في موقف لن يدوم، أو مجرد علاقة يضمن بقاءها مصلحة أو فائدة تجمع كلا الطرفين.
ومن هنا قد يقبل أحدنا زميلاً بغض النظر عن أي مواصفة، في حين أنه يتوقف عند الكثير من الاشتراطات فيما لو أراد ترقيته لمرتبة صديق..
ما دعاني لسرد هذا الحديث أو الفلسفة إن اعُتبرت كذلك، هو التصور الذي أحمله بأننا نحن السعوديون بشكل خاص لدينا حساسية كبيرة وحذر وترقب مبالغ وأحياناً تكبر وتعالي في جوانب تكوين علاقاتنا الاجتماعية وطبيعة تعاملاتنا المبنية عليها، ومثل هذا التصور لا أستطيع القول بأنه مثبت بالأرقام أو ناتج عن اختبارات قياس للشخصية السعودية، ولكنه تصور خلقته التجارب والمواقف المختلفة والشواهد الحية من خلال النقاشات والأحاديث العابرة مع أصدقاء وزملاء سواء كانوا من حملة الجواز الأخضر والطابع المحلي أو من جنسيات وثقافات أخرى.
أخيراً، إن أردنا تنمية مهارات الاتصال لدينا واكتساب المزيد من الثقافة والمعرفة التي لا تدونها الكتب، فإن علينا أن نتطبع بطابع البساطة والتلقائية ونبتعد عن التعقيد والتدقيق، وقبل هذا كله ، وهو الأهم، لا ننسى أن نمتع أنفسنا بقدر كبير من التواضع، فلسنا المصطفين الأخيار.
تلك هي وجهة نظر، ولعل أحد الكرام هنا لديه ما يصححه أو يضيفه ويستشهد به.
عذراً على الإطالة ، في أمان الكريم ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|