عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2009, 02:40 PM
الصورة الرمزية فراشه شفافه
فراشه شفافه فراشه شفافه غير متواجد حالياً
 






فراشه شفافه is on a distinguished road
Thumbs up فن اختيار شريك الحياة



فن اختيار شريك الحياة



قبل أن نتحدث عن فن اختيار شريك الحياة لابد من معرفة طبيعة العلاقة الزوجية أولاً حتى نعرف متطلبات الاختيار وأهميتها:




أولاً: العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها: علاقة جسدية, عاطفية, عقلية, اجتماعية وروحية; ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر في الزواج, وأي زواج يقوم على بُعد واحد مهما كانت أهمية هذا البعد يصبح مهددًا بمخاطر كثيرة.




ثانيًا: العلاقة الزوجية علاقة أبدية (أو يجب أن تكون كذلك) وهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط وإنما تمتد أيضًا للحياة الآخرة.




ثالثًا: العلاقة الزوجية شديدة القرب, وتصل في بعض اللحظات إلى حالة من الاحتواء والذوبان.




رابعًا: العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى أن هناك أسرارًا وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث


وأكبر خطأ يحدث في الاختيار الزواجي أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد (اختيار أحادي البعد) ولا ينتبه لبقية الأبعاد.







والزواج ليس علاقة بين شخصين فقط، وإنما هو أيضًا علاقة بين أسرتين وربما بين عائلتين أو حتى بين قبيلتين; أي أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلبًا وإيجابًا, ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذي جاء منهما كل طرف. ومن التبسيط المخل أن يقول أحد الطرفين "أنا أحب شريك حياتي ولا تهمني أسرته أو عائلته أو المجتمع الذي جاء منه", فالشريك لابد وأنه يحمل في تكوينه الجيني والنفسي إيجابيات وسلبيات أسرته والبيئة التي عاش فيها, ولا يمكن أن نتصور شخصًا يبدأ حياته الزوجية وهو صفحة بيضاء ناصعة خالية من أي تأثيرات سابقة, بل الأحرى أنه عاش سنوات مهمة من حياته متأثرًا بما يحيطه من أشخاص وأحداث تؤثر في سلوكه المستقبلي,

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" أخرجه الحاكم




آليات الاختيار:




تدبير أو سؤال, وإنما هو أمر مقدر سلفًا ولا يملك الإنسان فيه شيء!!، وهذه نظرة تكرَّس للسلبية والتواكل ولا تتفق مع صحيح العقل والدين, فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب في كل شيء, ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج نظرًا لأهميته التي ذكرناها آنفًا, ومطلوب أن يغطي كل المستويات الممكنة.

لذلك يمكننا تقسيم آليات الاختيار إلى ثلاثة مستويات أو دوائر كالتالي:






1- الرؤية والتفكير:


وذلك بأن نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه, ومن مراجعةٍ لأنماط الشخصيات التي حددها علماء النفس





2- الاستشارة: بأن نستشير من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة




بطباع البشر, ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج ( زملاءه أو جيرانه أو معارفه) وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة, ونعرف التاريخ الطولي لشخصيته ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه. وفي بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كليهما لاستشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءًا على استقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما

.3- الاستخارة: ومهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة

تبقى جوانب مستترة في الشخص الآخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء ولا يخفى عليه شيء, ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التي نتخذها في حياتنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق. والاستخارة هي استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشري الممكن, أما من يتخذ الاستخارة بشكل تواكلي ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فإنه أبعد ما يكون عن التفكير السليم.






والاستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الاستخارة يتبعهما الدعاء التالي:"


اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك،وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ،وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر-يسمي حاجته-خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي،ثم بارك لي فيه،وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه،واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به" رواه البخاري.





ونتيجة الاستخارة تأتي في صورة توفيق وتوجيه في اتجاه ما هو خير, وليست كما يعتقد العامة ظهور شيء أخضر أو أبيض في المنام، والاستخارة تعطي للإنسان سندًا معنويًا هائلاً وتحميه من الشعور بالندم بعد ذلك.




* التوافق والتكامل وليس التشابه أو التطابق:



وما يهم في شريكي الحياة أن يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنة, وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما وإنما يتطلب تكاملهما بحيث يكفي فائض كل شخص لإشباع حاجات الشخص الآخر.





* أنماط من الشخصيات يجب الانتباه إليها عند الزواج:ولما كان موضوع الاستشارة يعتمد أساسًا على الآخرين وأمانتهم وبصيرتهم, ونظرًا لاحتمالات الخداع في هذا الجانب بسبب ضعف التواصل بين الناس وعدم معرفتهم ببعضهم بدرجة كافية حتى ولو كانوا جيرانًا متقابلين في عمارة واحدة أو حتى أقارب, لذلك يصبح للمقابلة الشخصية أهمية كبيرة في قرار الزواج لأنها رؤية فعلية للآخر دون وسيط (خادع أو مخدوع أو مجامل). ولكن هذه الرؤية أو المقابلة الشخصية المباشرة تحتاج لعلم ومهارة لكي نتمكن من فهم مفاتيح الشخصية وتحديد نمط سلوكها الحالي والمستقبلي. وقد أصبح هذا ممكنًا بناءًا على الدراسات المستفيضة في العلوم النفسية بحيث تم تقسيم الشخصيات إلى أنماط لها خصائص محددة ومفاتيح تسهل قراءتها إلى حد كبير. والناس كثيرًا ما تتجمل وتلبس أقنعة ولكنهم لا يستطيعون طول الوقت أن يخفوا صفاتهم الحقيقية كلها فتفلت منهم أشياء تسهل قراءة بقية السمات التي حاولوا إخفاءها بقصد التجمل أو الخداع, خاصة إذا تكررت المقابلة أكثر من مرة قبل بداية الخطوبة أو أثناء فترة الخطوبة. وهناك مجموعة من الشخصيات يصعب جدًا التعايش معها, ومجموعة أخرى من الشخصيات يمكن التعايش معها مع وجود بعض المتاعب والمشكلات وسنوضح ذلك فيما يلي ليكون مفتاحًا مهمًا في يد المقبلين على الزواج وذويهم ولنقلل من احتمالات الخداع لأقل درجة ممكنة.

أولاً: شخصيات يصعب الحياة معها:
1-الشخصية البارانوية (الشكاك المتعالي) :محور هذه الشخصية الشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع العداء والإيذاء منهم فكل الناس في نظره أشرار متآمرون. هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه في طفولته المبكرة لم يتلق الحب من مصادره الأساسية (الوالدين), لذلك لم يتعلم قانون الحب. وهو دائم الشعور بالاضطهاد والخيانة ممن حوله , وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم. ويتخذ عدوانه صورًا كثيرة منها النقد اللاذع والمستمر للآخرين, أو السخرية الجارحة منهم وفي نفس الوقت لا يتحمل أي نقد من أحد فهو لا يخطيء أبدًا (في نظر نفسه) وهو شديد الحساسية لأي شيء يخصه.

والشخص البارانوي لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير, ولذلك فالكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة, وهو يسيء تأويل كل كلمة ويبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة ويتوقع الغدر والخيانة من كل من يتعامل معهم. وهو دائم الاتهام لغيره ومها حاول الطرف الأخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه وسوء ظنه, بل إن محاولات التودد والتقرب من الآخرين تجاهه تقلقه وتزيد من شكوكه. وفي بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوة (امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها) فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل إلى ما يريده فإنه يشعر بالاستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الآخرين وينظر إليهم باحتقار.

والسؤال الآن: كيف نكتشفه في فترة التعارف أو في فترة الخطوبة ؟
نجده كثير الشك في نوايا خطيبته, يسألها كثيرًا أين ذهبت ومع من تكلمت, وماذا تقصد بكلامها, ويجعلها دائمًا في موقف المتهمة المدافعة عن نفسها, وهو شديد الحساسية تجاه أي نقد, في حين يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع. وإذا كانت فتاة نجدها شديدة الغيرة بشكل مزعج حتى من أقرب الناس شديدة الحساسية لأي كلمة أو موقف, كثيرة الشك بلا مبرر, وخطيبها في نظرها كذاب ومخادع وخائن, تعبث في أرقام الهاتف لتعرف أرقام من يتصلون به, وتتنصت على مكالماته وتعبث في أوراقه أو أجنداته أو درج مكتبه للبحث عن دلائل الخيانة. وهذه الشخصيات لا يجد الطرف الآخر أي فرصة معها للسعادة فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء.

والسمات البارانوية ربما نجدها بشكل ما في العوانس والمطلقين والمطلقات وفي الأشخاص ذوي الميول المتطرفة، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرًا صعبًا وأحيانًا مستحيلاً.

2- الشخصية النرجسية (الطاووس – المتفرد – المعجباني) :
وكلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ Narcissus ومصدرها أسطورة يونانية تقول أنه كان شابًا يونانيًا يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات
فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب, يرى نفسه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم, يعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق وبالتالي هو محور الكون, والكل يدورون حوله يؤدون له واجبات الولاء والطاعة ويهيئون له فرص النجاح والتفوق ويمتدحون صفاته المتفردة. تعرفه حين تراه فهو شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته, يتحدث عن نفسه كثيرًا وعن إنجازاته وطموحاته. مغرور إلى درجة كبيرة لا يرى أحدًا بجواره. يستخدم الآخرين لخدمة أهدافه ثم يلقي بهم بعد ذلك في سلة المهملات. ليس لديه مساحة للحب, فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أي عمق وأي دفء. يميل كثيرًا للتباهي والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من اهتمامه بجوهر الأشياء.

ربما يستطيع من خلال تقديره العالي لذاته أن يحقق نجاحات شكلية ظاهرية تدعم لديه شعوره بالتميز, ولكن الحياة معه تكون غاية في الصعوبة فهو غير قادر على منح شريكة حياته (أو شريك حياتها) أي قدر من الحب بل هو يستغل الشريك لصعود نجمه وتألقه ثم يلقيه بعد ذلك في أقرب سلة مهملات إذا وجد أنه استنفذ أغراضه.

3- الشخصية الهيسترية (الدرامية – الاستعراضية – الزائفة) :هذه الشخصية نجدها أكثر في الفتيات والنساء عمومًا, وهي شخصية مثيرة للجدل ومحيرة وتشكل هي والشخصية السيكوباتية أهم الشخصيات التي كتبت فيهن الأشعار وعنهن الروايات. فهي شخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض, تراها غالبًا جميلة أو جذابة, تغري بالحب ولا تعطيه, تغوي ولا تشبع, تعد ولا تفي, والويل لمن يتعامل معها. تبدي حرارة عاطفية شديدة في الخارج في حين أنها من الداخل باردة عاطفيًا. تبدي إغواءًا جنسيًا يهتز له أقوى الرجال, في حين أنها تعاني من البرود الجنسي في الحقيقة, وتكره العلاقة الجنسية وتنفر منها. تعرفها من اهتمامها الشديد بمظهرها, فهي تلبس ألوانًا صارخة تجذب الأنظار مثل الأحمر الفاقع والأصفر الفاقع والأخضر الزاهي والمزركشات. وحين تتكلم تتحدث بشكل درامي وكأنها على المسرح وتبالغ في كل شيء لتجذب اهتمام مستمعيها. ولها علاقات متعددة تبدو حميمية في ظاهرها لأنها قادرة على التلويح بالحب وبالصداقة, ولكن في الحقيقة هي غير قادرة على أي منها. وفي بدايات العلاقة تراها شديدة الحماس وترفع الطرف الأخر في السماء ولكن بعد وقت قصير يفتر حماسها وتنطفيء عواطفها الوقتية الزائفة وتهبط بمن أحبته إلى سابع أرض.
يتعلق بها الكثيرون لجمالها وشياكتها وأحيانًا لجاذبيتها وإغرائها, ولكنها تكون غير قادرة على حب حقيقي, وهي متقلبة وسطحية وخادعة ومخدوعة في نفس الوقت, وبالتالي فإن الحياة الزوجية معها تبدو صعبة.

وهي شخصية هشة غير ناضجة, عندما تواجه أي ضغط خارجي لا تتحمله. فتحدث لها أعراض هستيرية (إغماء- تشنج- شلل هستيري- فقد النطق- أو غيره) وذلك لجذب التعاطف والاهتمام ممن حولها وإذا لم تجد ذلك فهي تهدد بالانتحار بطريقة درامية وربما تحاوله بعد أن تكتب خطابًا رومانسيًا أو تهديديًا، كل هذا بهدف استعادة الاهتمام بها.

وهي أنانية لا تهتم إلا بنفسها, ولا تستطيع الاهتمام بزوجها أو بيتها أو أبنائها, لذلك فهي زوجة فاشلة وأم فاشلة تقضي معظم الوقت في شراء الملابس والمجوهرات والإكسسوارات وتقضي بقيته في التزين والفرجة على نفسها في المرآة واستعراض كل هذا في المناسبات والحفلات.

4- الشخصية السيكوباتية (النصاب – المحتال – المخادع – الساحر) :
كذاب, مخادع, محتال, نصاب, عذب الكلام, يعطي وعودًا كثيرة, ولا يفي بأيٍ منها. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد، ولكن كل ولائه لملذاته وشهواته. يسخر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وأحيانا ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب, ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة, ويعرف ضعفهم ويستغلهم. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية, وربما يكون قد تعرض للفصل من دراسته أو من عمله أو دخل السجن بسبب قضايا نصب أو احتيال أو انتحال شخصيات, أو أنه يتعاطى المخدرات بكثرة. وهذا النموذج يعرفه أصحاب الخبرة في الحياة ولكن تنخدع به الفتيات الصغيرات, فهو ينصب الفخ لفتاة قليلة الحظ من الجمال ويوهمها بالحب, ومن خلال هذا الوهم يبتزها ويستنزفها (ماديًا أو جنسيًا), ويدفعها للصراع مع أهلها لإرغامهم على الموافقة على الزواج منه, وإذا حاولوا أن ينصحوها بالابتعاد عنه (لما يعرفونه عنه وعن أسرته من انحراف) تزداد هي عنادًا وتمسكًا به, وإذا وافق الأهل مضطرين تحت ضغط ابنتهم المخدوعة وإلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ويغدر بها, وإذا حدث وتزوجها فإنه يذيقها الأمرين بسبب نزواته وانحرافاته وفشله وعدم تقديره للمسئولية.

5- الشخصية الإدمانية (الباحث عن اللذة دائمًا) : هذا الشخص دائمًا لديه رادار يبحث عن اللذة في أي شيء وفي أي موقف فاللذة هي المحرك الأساسي لسلوكه ولذلك نراه يجرب سائر أنواع المخدرات والمسكرات ويفاضل بينها وينشغل بها, ويجرب سائر أنواع العلاقات العاطفية والجنسية بحثًا عن الأكثر لذة والأكثر متعة, فهو أولاً وأخيرًا ذواقة للأشياء وللبشر ولا يعرف الوفاء لأي شيء ولا لأي شخص وبالتالي لا تدوم معه الحياة ولا يشعر بالمسئولية الدائمة تجاه أحد. وحياته شديدة التقلب شديدة الاضطراب. تعرفه وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق دخانها بعمق شديد منسجمًا ومستمتعًا, وتجد لديه تعلقات كثيرة بمشروبات أو مأكولات فهو عاشق متيم بالتدخين وبفنجان القهوة وبسيجارة الحشيش أو البانجو, وكثير التعاطي للمهدئات والمسكنات والمنشطات والمسكرات. والمرأة بالنسبة لهذا الشخص لا تعدو كونها موضوع جنسي استمتاعي مثل أي شيء يستمتع به ثم يلقيه على قارعة الطريق مثل الزجاجات الفارغة أو يضعها في الطفاية مثل أعقاب السجائر.

وهو رغم ذلك عذب الحديث وجذاب بالنسبة للجنس الآخر ويوهمهم بأنه عازم على ترك إدمانه وأن الحب هو الدواء العظيم له, وتنخدع الضحية وتعتقد أنها ستقوم بدور عظيم في علاج وهداية هذا الشاب الطيب الذي ظلمته الحياة وظلمه الناس ولم يفهموه, وتصر على إتمام الخطبة والزواج منه رغم معارضة أهلها لما يعرفوه عنه من سلوك إدماني, وبعد ذلك تحدث الكارثة وتكتشف المخدوعة أن الإدمان في دمه وليس في يده.

وعلامات هذه الشخصية التي يمكن أن تظهر في فترة التعارف أو الخطوبة: التدخين بشراهة, استعمال أنواع متعددة من المخدرات والمسكرات وليس شرطًا أن يكون مدمنًا لها جميعًا, تعدد علاقاته العاطفية والجنسية, اضطراب مسار عمله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

[ رَبِ .. غَلّفْ قَلبٍي بٍسعآدهً بَعدهآ لاَ أشقىّ ..
وَهِبْ لِـ روُحيٌ طمأنّينةً لآ تَفنّى .. ]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس