[تركي الحريري]

سمعت كلام الشيخ وقرأت الخطاب الإيضاحي الذي نشر في جريدة الوطن , ولم أجد فيه ولا في منهجه وفكره مايدعوا للإثارة ولا التهييج الذي طاله , إذ أن 26 مقالاً صحفيًا خلال يومين تؤنب الشيخ وتعرض فيه وفي كلامه توحي بأن ما قاله وذكره أمرٌ محال صدوره من أي مواطن عادي , وأنه قال كلامًا قويًا يسير جيوش أو ينفر عامّة , ولكن في الحقيقة هو كلامٌ عادي وقد قيل ماهو أصعب وأكثر صراحة , وكل هذا يجعلنا نقطع بأن الأمر فيه من الترصد والتحين الشيء الكثير , بالإضافة إلى أنه تهديد ووعيد لكل من ( تسوّل ) له نفسه الانتقاد أو الصدح بالحق أو النهي عن المنكر بأن مصيره مصير الشيخ وإن على الجميع الركون والخضوع مهما عظم الأمر أو ادلهمّ الخطب ,,,

وبعد هذا أقول : ( لا تحسبوه شرٌّ لكم ) لأن ( العاقبة للمتقين )
إذ أن للإقالة أمور عاقبتها للشيخ ولما يدعوا إليه بإذن الله وذلكـ :
ـ قد يكون في عضويته للهيئة شرٌّ له ولعاقبة أمره , ولأن الله أراد به خيرًا فقد فصل ,

ـ بتفرغه للتدريس قادر بحول الله تعالى أن يخرج لنا عشرات منهم أمثاله وخيرٌ منه بالصدح بقول الحق ,

ـ لنا في قصة أصحاب الأخدود مثالاً أعلى , والغلام الذي دل الملكـ الذي يريد قتله على السر في كيفية قتله وذلكـ بأن يقول قبل أن يهم بقتله ( بسم الله رب الغلام ) فما كان من الملكـ إلى أن قالها , مما جعلها تفتح آفاقًا ويدخل أهل القرية طواعية إلى الإيمان برب الغلام , أقول علّها تفتح آفاقًا لعقول وقلوب كل من يهمه الأمر للتفكير والتفكر , في ماهية القرار وكل قرار لا يتماشى مع شرع الله وابتغاء مرضاته .
وأخيراً لا نملك الإ الدعاء بإن يجعل جميع أعمال الشيخ في موازين حسناته .
و حسبنا الله ونعم الوكيل ، يكفيك أنك صدحت بالحق ولم يأخذك في الحق لومة لائم
هذا ليس زمن اللحيدان ولا الشثري ولا خالد الراشد ، هذا زمن الرويبضة والمتعلمنة ومميعي الدين
والله المستعان .