[صوت من زهران]

حينما يتبصّر الإنسان بعد أن تقادم زمن ولادته في ذكرياته و خبراته و لا أستقصد إخفاء حال الدوائر التي يقع ضمنها ، يعلم أن التغيير للجيد أمر ٌ متاح و يكون متطلب في أحسن الأحوال فكيف بالسيء منها .

ففي زهاء العشر أو أقل منها من السنوات رأينا على غير ما صعيد تحولات جذرية و ناجمة عن سوء التخطيط و قلة إلمام بالإدارة و علمها .. لا شيء يبعث في النفس تفائلا و حرصا على البقاء المؤقت على الحياة أكثر من ذكر الله و العمل على طاعته ، و لعل من الأمور المعينة على إرضاءه سبحانه هو القيام بالأعمال الدنيوية على خير وجه فالمؤمن القوي و النشط خير بكثير من الضعيف الخامل .


تعليمياً : مليارات المليارات تذهب في قليل غير دائم ، و تلامذة مستشطون من كل شيء ابتداء ً من الوزارة إلى المعلم إلى كابوس نفاد الوظائف .

اقتصادياً : البنوك كلها ربوية .

صحيا ً : لن يحظى بالعلاج غير معارف المسؤول " س " من الناس

رياضيا ً : وداعا جنوب إفريقيا !

إجتماعياً : الأسر متفككة متباعدة تجانسيا أو جغرافيا و تكنيك التعامل و مهاراته مفقودات بين الأب و الابن و خير دليل عليها الأوامر الرسمية و الرغبات المحضة التي لا تقبل التأجيل أو الرفض سواءً من الابن المدلل أو من الأب الغاشم و المتسلط .

و ضعف و تردِ حال المجالات الآنفة يرمز ضمنيا ً إلى ضعف الدين فالدين منوط بكل مناح الحياة و قنواتها و أساسيات تقويمها و علو العمارة في الأرض ، ليس سرا ً أن الدين هو ايضا فيما يختص بالعبادات ضـَعُفَ و الإيمان مع الإتكاء على الصحة و المال يزيح الأول عن سلطانة في إمارة القلب .


نحتاج حقا ً .. لأن نغير و من يقول بالعكس فهذا رأي ٌ شاذ لا يعتد به و لا يتصرف و فق الشاذ ، و مستحيل ٌ أن يحدث التغيير إلا إذا وظفنا الشريعة الغراء في الحكومة و في الوزارة و في كل شيء و قطعا لن نصل إلى هذا الهدف إذا ماعزمنا عليه إلا و أن تكون الخطوة الأولى التمسك بالكتاب الكريم و السنة المطهرة .

كيف تريد من علماني ٍ أن يخلص في كتابته في إحدى الصحف و هو غير أمين أي غير مؤمن ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه و هذه صحفنا منافقة لن تجد لو افترضنا أخبار مرضى حمى الوادي المتصدع في المنطقة الغربية في الصفحات الأولى لأنها لم تصِب بقدرة الله أحدا من أفراد الأسرة الحاكمة .

كيف تريد من أن يكون معلما ما صادقا مع تلامذته و يحثهم على إبداء أرائهم و حقيقة المجتمع تضاد ذلك ؟ فتصويب الأخطاء يحتاج إلى تجريدها من القيم الضارة بالعملية التصحيحية .


استعملننا كثيرا من الخيارات ففشلنا و مازالت هناك خيارات أخرى عديدة فـ ( أيها السعودي ) إن الله قد تعهّد لنا بالنجاح و التوفيق و النصر ، هذا ليس طبعا عندما نخالف شرعه القويم المسدد من عنده .

يجب على جيمعنا أن نتخذ و نعترف بهذا المبدأ و نصر عليه حتى و لو أقيلَ كل المواطنين السعودين و علينا أن نكثّر القليل الصابر المحتسب إذا دعت الحاجة و بعده سيفرض المبدأ و يطبق .

[align=left]
أحمـد .. .[/align]
.
.


تحيتي ،،