أنا ارى بأن الحياة الزوجية عبارة عن شركة يجب تأسيسها وفق معايير مدروسة ومخطط لها سابقا ً من قبل الزوجين
فتوافق الزوجين في المستويات الثقافية والعلمية والاجتماعية قد يكوّنان مثلث قائم الزاوية ،
ومرات ارى تلك الحياة هرم وجهه الاول التفاهم ووجه الثاني الاحترام والثالث الحب ..!
اغلب اللذين مرّوا علي في حياتي وتفاقمت مشاكلهم حتى ادت إلى انفصال او طلاق هم من لم يتوافقوا في تلك المستوايات
لنفكر قليلا ً في تلك الزوجة التي هي اعلى من زوجها علميا ً وشهادتها الجامعية تقابل بها شهادته المتوسطة
بديهي أن يحاول ذلك الزوج إهانتة زوجته عمدا امام اهلهما أو ابنائهما من باب الذل لا اكثر ، اعتقادا منه بأن هذا يحطم كيانها
من الداخل ، وتحسبا ً ألا ّ تراه بعين الفوقية التي يتوهمها بسبب الشعور بالنقص ، إذا ً هو سيء المعشر والطلاق حل .
وذاك رجل آخر اعتاد على الانفتاحية والسفر إلى الخارج سنين من طلب العلم
واصبحت عادات وتقاليد الغرب تسيطر عليه ، حتى الدين اختل عنده حتى لا يفرق بين حرام وحلال ،
تزوج بفتاة من عائلة محافظه ، ثم يتفاجأ اهله قبل اهلها بأفكاره المنحطه وادمانه على شرب الكحول وعلاقاته المحرمه مع النساء
شرّه ليس مقصورا ً عليه وإلا كانت ستقضي باقي عمرها معه بالنصيحة والتوجيه ، لكنه يرغمها على مشاركتها معه بالفجور
بل ينزع حجابها بدعوى الانفتاحية .. إذا ً الطلاق هو الحل حيث لم يتوافقا اجتماعيا ً .
الثقافة .. أم متسلطة على ابنائها ومن هواياتها التدخل في خصوصياتهم مع زوجاتهم دون اكتراث بأن لكل بيت حرمة وخصوصية
زرعت بداخل ابنائها ثقافة ماعانته في صباها بأن المرأة ليس لها كيان ، ضّلت تمارس اعمالها الشيطانية والعدوانية حتى تسببت في
طلاق جميع زوجات ابنائها وياليت كتاب "غينيس" يعلم عنها ليدوّن اسمها .
كثيرات هن النساء اللاتي ينعتهن المجتمع بمكفرات العشير .. حيث يعطيها زوجها جميع حقوقها وزيادة
علاوة على انه رجل يهتم بتفاصيل المرأة وحبها لاحياء ذكرى زواجهما في احد الاماكن الفارهه بين الشموع
ومفاجئتها بالهدايا والسفر .. لكن ماذا تستفيد تلك الزوجة من زوج لا يصلي / شارب للخمر / له علاقات غير شرعية ؟!
جميع ماذكرته قصص واقعيه لمشاكل عقيمة ليس لها حل إلا الطلاق ، صحيح بأن المشكلات البسيطه هي ملح الحياة ،
ولكن زيادة الملح ترفع نسبة ضغط الدم .!
إضافة إلى ذلك فإن رغم سؤال اهل الفتاة عن الخاطب إلا أن هذا ليس كافيا ، إذ يبقى هناك وجه آخر له لا يكتشفه إلا الزوجة بعد العشرة
حتى وإن حاولت التعمق في شخصيته اثناء فترة الخطوبة .. تضل جاهلة بسائر اموره ، فالزواج كفيل بكشف المستور .
/
أما عن الحلول .. فقناعتي تقول بأن الوقاية خير من العلاج .!
ودائما ما انصح المقبلين على الزواج بحضور دورات تأهيلية متخصصة في الزواج وكيفية التعامل مع المشكلات بعقلانية
فيما لو صادفهم لاسمح الله مشكلة ليست بمعضله في طريق استمرار حياتهما الزوجية .
أما عن المطلقة وابنائها .. فليس بالضرورة أن تكون هي الضحية دائما ، بالعكس الدراسات اثبتت بأن الزوج اكثر تأثرا ً بالطلاق
من المرأة ، ربما لأنه الفاعل .!
وخروج امرأة من زنزانة رجل كالذي سبق ذكرهم ، هو فرج لها وأمل متجدد بحياة زوجية سعيدة قادمة من بعيد
فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، كذلك الاطفال لم يخلق الله دابة إلا وعليه رزقها فكيف بإنسان ؟!
ينقصنا فقط الإيمان بالله وقضائه وقدره ، وكل شيء يتغير إلى حال افضل .
العندليب
الف شكر لك على هذا الموضوع الشيق
وآمل من الله للجميع بحياة زوجية هادئة وسعيدة
اختك