عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-09-2007, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابو المنذر الفلسطيني
ابو المنذر الفلسطيني ابو المنذر الفلسطيني غير متواجد حالياً
 






ابو المنذر الفلسطيني is on a distinguished road
10 مسلسل باب الحارة

--------------------------------------------------------------------------------

بينما كنت جالسا على كرسي الحلاقة بالأمس وانتظر أن يبدأ الحلاق بحلق شعر رأسي وفي اللحظة التي قرر فيها ذلك، بدأت حلقة جديدة من مسلسل باب الحارة السوري الذي تتسابق الفضائيات العربية على بثه كما تسابق الناس على مشاهدته.


خلص بطلنا شغل، قال الحلاق الشاب، بلعت ريقي فلا شيء غيره أبلعه في ذلك الوقت - اللهم إني صائم- ماذا تقول ، قال أمزح معكم لكني أريد أن اشاهد المسلسل، مع العلم أنها حلقة معادة وأنا شخصيا لو كنت حضرتها عنده لكانت المرة الثالثة التي أشاهد فيها تلك الحلقة.


بدأ العمل والمشاهدة معلقا على كل كلمة تقال، ولما حان وقت سكب الطبيخ قال الحلاق، اسكبي ردا على ما في المسلسل، والله انه الواحد دايخ من الجوع، واستمر على حاله الى حين ان انتهى من قص شعري ، ثم خرجت من عنده والحمد لله خرجت سالما لا احمل خدشا ولعلكم تقولون انه بارع يشتغل ويشاهد ويخرج زبونه سالما.


نعم انه مسلسل باب الحارة، الذي تروج له الفضائيات العربية قبل رمضان بفترة وربما من العام الماضي حيث أعلنوا أن له جزءا ثان، وفعلا لقد واصلوا الجزء الأول بالثاني، وهنا انا لا انتقد مشاهدة المسلسل فأنا من متابعيه ومريديه ولكني انتقد أن تحول حياتنا كلها وأن تقف وتعلق على باب الحارة.


فالموضوع لم يقف عند حد المتابعة للمسلسل أو انتظاره وترقبه بل تعداه ليتحول عادة من عادات الناس في شهر رمضان المبارك فكما الاكل والشرب ضروريان وكما الصلاة والصيام فان متابعة مسلسل باب الحارة أصبحت كذلك.


في رام الله قبل ايام افتتح مطعم جديد سمي باب الحارة، ولعلكم قرأتم ما كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حول موظفيه وباب الحارة والغنج السوري، ولعله من حقنا أن نسأل لماذا كل هذا الهوس في هذا المسلسل، ولكن ربما نجد الاجابة بسيطة وهي في انها اضافة الى اجابة البرغوثي في ان رجال فلسطين يشتاقون الى غنج النساء فان جوابا آخر وهو قرب ذلك المسلسل من العادات الاجتماعية الاصلية للعرب وخوضه في قضايا تعيدنا الى ذاكرة الاربعينات والثلاثينات ربما، انه يبقي الكبير والصغير مرتبطا بذاكرة جده وأبيه وعلى تواصل مع عالم انقرض او بات يتآكل من داخله شيئا فشيء.