[المرباوي]

سلبت أفراحنا قي اعيادنا فمات ماضينا وجار حاضرنا : ــ
هل اجتمعت الاسرة بكاملها لتتبادل التهاني لتعزيز ترابطها لتجسيد تلاحمها لتؤكد أن الزمن رغم مشاغله ومشاكله لم يباعد بينكم وان مثل هذه المناسبة كفيلة بأن تصل بعضكم ببعض على المحبة والصفاء .

اسأل وانا أعرف أن الكثير من الأسر لم تلتق مع بعضها البعض كما هو عهد الاباء والأجداد ولا سيما في في مثل هذه المناسبة .

وهو عهد كان فيه الجميع على درجة قصوى من المحبة .. والترابط ... والتأخي ولم تكن بينهم مثل هذه الفواصل والموانع والمتاريس التي نشهدها الان .

يكفي للدلالة على فظاعة ما يحدث أن أذكر ان الاخ لا يعرف أبناء أخيه .. والاخت لا تعرف أقاربها وانسابها وأفراد اسرتها .


والسبب في ذلك هو : ــ
أستحكام ظلام الخوف ووساوس الشيطان داخل عقولنا .. وفهمنا للعلاقات الأسرية بصورة مختلفة . بصورة . متأزمة , بصورة مريضة .

لقد كانت الاسرة بكاملها تجتمع صبيحة العيد في بيت كبير العائلة تتناول الإفطار وتتغدى وتتعشى .. وتتناول أجمل الاحاديث واصدق الأماني والتطلعات بروح صافية وعقول نظيفة وبمحبة لا توصف ولا تقارن بثمن .

اما اليـــــــــــــــــــوم : ــ ؟؟؟؟؟؟؟؟

فإن كل واحد فينا أبعد ما يكون عن الاخر : ولا أبالغ إذا قلت إن الكثير من الأباء والأبناء والأخوة والأخوات لم يلتقوا حتى في يوم العيد . ؟؟ ــ لماذا

لأن منطق الحلال والحرام قد حل محل مفهوم الأسرة .. مفهوم العلاقات الانسانية الحميمة مفهوم الأخوة الصادقة والنفوس الصافية والأجواء الانسانية المثالية .

وبكل ثقة أستطيع أن أوكد أن القيم والاخلاقيات التي كانت سائدة داخل كل أسرة الى وقت قريب كانت أقوى وأعظم وأمتن وأنظف مما هو سائد اليوم في ظل بعض النظرات التي أورثتنا الفرقة والتباعد وغلقت عقولنا ونفوسنا بالكثير من المحاذير والشكوك غير المبررة وقطعت أواصرنا وجعلتنا أبعد ما نكون عن بعضنا البعض حتى إنه لم يعد يوجد بيت واحد لا يعاني من هذه الفرقة والانقسام .

فكيف نتحدث عن وحدة وطنية : ــ
ونحن عاجزون عن تحقيق الوحدة والتجانس والحب داخل الاسرة .
دعونا نكن صادقين مع أنفسنا
وصرحاء مع بعضنا البعض
وأن نعترف بأننا نعيش في مجتمعنا مشكلة كبيرة .