[غربة مشاعر]

اوكلت لي مهمة استلام المنزل في احد ايام رمضان
لتغيب والدتي عنه..
وتنويمها في المستشفى مع احد اخوتي الصغار..
وحدثت لي مصائب متتاليه..
بداءً بإحتراق (حشوة السنبوسه)
وانتهاءً بنسيان عمل (القهوه)..
:
يومي لم يبدأ كالمعتاد..
ايقضني والدي العزيز عند الساعه التاسعه
لأستلم خفارة المنزل..
وحراسة اخوتي الصغار وهم نائمون..
رغم اني لم انم الا اربع ساعات..
وهذا رقم قياسي سجلته لاقل معدل نوم لي شخصيا
حيث اقل معدل لي هو من 12 ساعه الى 14 ساعه..
:
ارتحت نصف ساعه لاستعيد نشاطي
وبعدها اقوم بعمل الافطار..
:
بعد ذلك وضعت (اللحم) على نار كنت اراها هادئه..
وقتت ربع ساعه
اظن انها كافيه لنضوج اللحم..
وذهبت لتصفح النت..
:
الربع ساعه تلك تحولت بقدرة قادر
الى ساعه كامله..
لم اشعر بمرور الوقت ابدا..
الا حينما استنشقت رائحه (شيء محروق)..
وذهبت الى المطبخ لارى ماذا جرى..
واكتشفت اخيرا
ان اللحمه اصبحت سوداء <<مشويه
تلافيت ذلك بسرعه
فلا احد هنا سواي..
اعدت طبخ اللحمه من جديد..
ولم احرقها هذه المره..
:
انتهيت منها..
وبدأت في لف السمبوسه ..
التي لم اضبطها جيدا..
فنصفها (مضبوط) والنصف الاخر (مربع)
ولكن مشيت حالي..
انتهى الامر على خير بلا احتراقات..
بدأت في (حوسة الحلا) الطبق الذي نضج جيدا..
ثم (الجلي) الطبق الثاني ناضج ايضا..
ثم المعجنات..
:
انتهى عملي قبل الثالثه عصرا..
ولم يخطر ببالي اني قد نسيت شيئا..
اذن المغرب..
وافطرنا..
ولكن بلا (اكل)
فالسمبوسه احترقت..
والفطائر لم تنضج..
والعصير ثلج..
والحلا سكر زياده..
كل هذا كوم ..
وسؤال والدي كوم..
سألني قائلا:. هدى وين القهوه؟
نظرت الى (الصينينه) ولم اجد شيئا..
حينها تلون وجهي الى الوان عده..
سكبت له ماءً وقلت عبر نفسك..
افطرنا (ماء وتمر)..
:
رأيت التذمر على وجوه اخواني ..
فشرحت لهم اني عملت كل ذلك عمدا ..
حتى يشعرون بعظم الصيام..
واخبرتهم ان الحكمه من شرع الصيام هي الاحساس بالفقراء والمساكين..
واليوم حدث هذا الشيء ..
فهنيئا لكم اخوتي الجنه..
الجدير ذكره ان الجميع تفهم الوضع ولم اتلقى اي صفعه..
:
احيانا تمر علينا مواقف تجعلنا ننقد الاخرين لاعمال عملوها..
وظننا انها خطأ..
وهذا شيء عادي وقد يحدث كثيرا..
لكن عندما يحدث من شخص اخطأؤه فادحه
فهنا تمكن المشكله..
:
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه وسكت..
اليوم فقط سأسكت ولن اتشرط في السحور على والدي..