بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أتوقع أن السعودي فقط في الخارج وبالأخص في الدول العربية يعطى ضعف أسعار المنتجعات والفنادق ، إلا أني صعقت بالأمس عندما علمت أن الأجنبي لدينا يتمتع بسعر مخفض يصل إلى نصف السعر الذي يستأجر به ابن البلد و "يا عيني على ابن البلد " هذا على أرضنا ومنتجعاتنا وفنادقنا بكل أسف يا بلدياتنا !!!
بصراحة لم يكن يخطر ببالي أبدا مثل هذا ، إنها والله قمة المهزلة يا هيئة السياحة الموقرة ويا بلدياتنا الكريمة ، بل والكارثة الكبرى هي تلك الأسعار المضاعفة في فترة الصيف ، يعني تخيلوا معي أسعار مضاعفه للسعودي بالأساس ثم تضاعف كرة أخرى خلال الصيف ، لتصل لثلاثة أضعاف السعر "الأجنبي" ، والله لو أن لكل سعودي بئر بترول متنقل لنفد ، فالكل يريد أن يأكل ما يحلوا له من كعكة المواطن طالما غاب الرقيب ، وكما قلت مرارا " إذا غاب الرقيب العب يا تاجر ". أظن أن علينا أن نستعين بـ " فلبيني" في المرة القادمة لعمل الحجوزات الداخلية باسمه !
لا أعلم لماذا لا تتجه الأنظار لتنشيط السياحة واجتذاب سياح العالم إلينا والتخفيف من سلب جيوب المواطنين بهذا الشكل المخجل ، دول فقيرة بل ربما تحت الفقر تحقق أرباحا خيالية من خلال السياحة ، ونحن لدينا أعظم مدينتين في تاريخ البشرية والإسلام ولازلنا عاجزين عن إيجاد دخل يساعدنا على قتل البطالة ورفع مستوى المعيشة للمواطن السعودي من خلال السياحة الدينية ، ولن أعرج على المدن الأخرى التي تغط في سبات سياحي عميق كالأخدود ومدائن صالح وغيرها من المدن الأثرية الخالدة عبر عصور التاريخ .
فأين البرامج السياحية الداخلية التي ترفع من اقتصادنا "بعيدا عن صلخ المواطن" وتنهي مسألة البطالة وتفتح آفاقا أوسع لتلاحم وترابط الوطن بالتعرف على خيرات بلادنا الحبيبة ومناطقها المترامية الأطراف من خلال التعرف على تاريخها وآثارها ، والتي قد لا يعرف آثارها حتى ساكنيها ، فلقد عشت في منطقة الباحة والتي كغيرها من بلادنا الحبيبة تزخر بكم هائل من الآثار إلا أني صعقت قبل عامين مضت عندما علمت أن هناك ما يدعى بـ " سكة أصحاب الفيل " وهو الطريق الذي تم تعبيده لفيل أبرهة الأشرم عندما قدم من اليمن ليهدم الكعبة ، وأنا الذي عشت أكثر من نصف عمري في تلك المنطقة ولم أسمع به من قبل !!! والأدهى من ذلك والأمر أني لم أعلم سوى من وفد قدم من "نيوزيلاند" لمشاهدة آثار "سكة أصحاب الفيل " وأكاد أجزم أن العالمين به في جميع أرجاء الوطن لا يبلغوا في تعدادهم ذلك الوفد النيوزيلاندي !
أظن أننا نحتاج إلى علم قائم في جامعاتنا يهتم بهذا "البترول" الغير مكتشف والذي لو عرفنا نستغله ، لأنهينا جميع مشاكلنا الاقتصادية بحول الله ، ولكن بعيدا عن تلك الأسعار المضاعفة لابن البلد والقاتلة في إجازة الصيف لروح الوطنية والانتماء وسياحة الداخل .
لذا يا هيئة السياحة ويا بلدياتنا ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فأسعار المنتجعات السياحية والفنادق أصبحت مخجلة وبخاصة تلك الأسعار المضاعفة للسعودي عن الأجنبي وفي بلده وعلى أرض وطنه بكل أسف ، فإن كان كل هذا على أرضنا ومن أهلنا وفي وطننا فلن نلوم الأجانب حينها على ما يقومون به من استغلال لجيوب المواطنين .
انطفاء : لو كانت هذه الكنوز في ماليزيا ، لسيطرت على العالم !
نشر بتاريخ : 5/9/2009م
صحيفة الأولى الالكترونية
ودمتم بخير