رد: الربعون حديث
الحديث 28 من الحديث النووي
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر الفقيه المصري رحمه الله، قال: حدثنا النجاد، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد، قال: حدثنا أبو عاصم يعني: الضحاك بن مخلد، عن ثور يعني: ابن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والطاعة؛ وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء بعدي، الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة.
ورواه الآجري، عن ابن عبد الحميد الواسطي، عن زهير المروزي، عن أبي عاصم. ورواه عن الصندلي، عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، عن الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد.
الشرح الحديث
هذا الباب هو الباب الثاني من أبواب هذا الكتاب، قال المؤلف:
باب الحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وترك البدع، وترك النظر والجدل فيما يخالف الكتاب والسنة وقول الصحابة.
فهذا الباب فيه الحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والعمل بهما، وفيه الحث على ترك البدع، وفيه الحث على ترك النظر والجدل فيما يخالف الكتاب والسنة ويخالف أقوال الصحابة، فهو مكون من ثلاث فقرات: الفقرة الأولى: الحث على التمسك بالكتاب والسنة. الفقرة الثانية: الحث على ترك البدع. الفقرة الثالثة: الحث على ترك النظر والجدل فيما يخالف الكتاب، أو يخالف السنة، أو يخالف أقوال لصحابة.
ذكر حديث العرباض بن سارية، وهو حديث رواه الأئمة والمحدثون، رواه الإمام أحمد، والترمذي، والدارمي، وابن حبان، والبغوي كما بين أهل العلم، وكما ذكر المحقق وفقه الله، رواه البغوي في شرح السنة، رواه أحمد، وأبو داود، وابن أبي عاصم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، صححه ابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين. وصححه الألباني.
وذكر المحقق فائدة نقلها عن ابن حبان، قال ابن حبان بعد روايته لهذا الحديث: في قوله -صلى الله عليه وسلم-: فعليكم بسنتي عند ذكر الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن، وقال بها، ولم يعرج على غيرها من الآراء؛ من الفرقة الناجية في القيامة، جعلنا الله منهم بمنه آمين. يقول ابن حبان: من علامة أهل السنة أن الذي يواظب على السنن، ويقول بها، ولا يعرج على الآراء؛ فهذا من الفرقة الناجية. يقول: يواظب على السنن، ويداوم على فعل السنن، ويترك الآراء التي تخالف السنن، فهذا من الفرقة الناجية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|