[ابن مخزوم]

الأخ الأستاذ العسعوس , أما بعد ,,

* أما بخصوص قريش سيحان المخزوميه , فإنني أعتقد بأنها قد أنضوت ضمن قبائل دوس بني فهم من فترة حلف قريش و دوس , و الدليل على ذلك هو أن قريش سيحان تعد الأن من عداد قبيلة "دوس بن فهم" , و ليست من عداد قبيلة "عمر السراة" ,
و هذا التداخل القبلي لايحدث إلا بوجود حلف , ينضوي على إثره "القبيلة الأصغر في القبيلة الأكبر" كما يقولون علماء الأنساب ,
بل أن كل كبار السن في قرية بني محمد لا يعلمون متى ذهبت هذه القبيلة إلى "دوس بن فهم" , و كل ما يعلمونه أنهم لازالوا يتواصلون معهم إلى الأن , و بالتالي فإننا لا نستطيع التأويل و التخمين على وقت معين إلا بوجود شاهد حقيقي للوقت ,
وكل ما لدينا من شواهد في الوقت الحالي هو زمن حلف قريش و دوس لأبن حبيب .

* أما بخصوص بنوسلامان بن مفرج , فأنا ألتزم بما قرأته في نص الحلف , حيث أن أبن حبيب يشير أن بنوسلامان قد تحالفوا مع قريش صراحةً ,
و عندما يقول أبن حبيب بأن بنوسلامان من دوس فهو يقصد دوس بمعنى قبيلة زهران , لأن لقب دوس كان يطلق على جميع قبائل زهران فيما مضى من الجاهليه إلى القرون الأولى من الإسلام , كما تعلم يا أستاذي الغالي .
ثم يا أستاذي العسعوس ,
عندما نشاهد الواقع نجد بأن قريش زهران متجاورة مع بني بشير و بني جندب , والتي تعودان في الحقيقه إلى قبيلة بني سلامان القديمه , و أيضاً نجد أن وادي بيده قريب جداً من قرى قريش زهران حيث أنها تقع في الجزء الشرقي , و أنا شخصياً كنت أذهب في رحلات كشفيه بالمشي شرقاً نحو وادي بيده العظيم ,
و أضف على ذلك فإن في وادي بيده قرية لبني محمد تسمى قرية الفطشان ,

وبالتالي نستنتج بأن بنو سلامان قد تحالفوا مع قريش حلفاً قبلياً , و ليس كما ذكرت بأنه حلف فردي مع حاجز بن عوف , و الذي عُرف عند قبائل العرب عامة بأنه من صعاليك العرب الشهيرين , و لك أن تقرأ قصائده و أفتخاره بمناوشاته للقبائل العربيه .

الأستاذ الغالي العسعوس ,,
إليك خريطة قبائل زهران التي أستعرتها من الأخ الكريم علي الفضلي , و التي أود منك أن تركز على موقع قبيلة قريش زهران بالنسبة لبني بشير و بني جندب .






* أما بخصوص زمن الحلف فانا لازلت مصر على أنه منذ عهد الجاهليه , رغم وجود تلكم المعركة الشهيره بين دوس و قريش التي حدثت بسبب إغتيال أبو أزيهر الدوسي .
لأن لو نظرنا إلى قبيلة ثقيف نجدها قد دخلت ضد قريش في أربع معارك من معارك حرب الفجار الشهيره , بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قاتل مع أعمامه في حرب الفجار الرابعه , و ذلك بقوله كنت أنبل لأعمام , و هو نفسه الذي ذهب إلى الطائف ليدعوا قبيلة ثقيف إلى الأسلام لكن ثقيف أبت , و في طريق عودته من الطائف مر على مزارع لقبيلة قريش في الطائف , و كانت بعض هذه المزارع لعتبة و شيبة أبناء ربيعه القرشيان , و هذا كله رغم وجود الثارات بين ثقيف و قريش .
والشاهد هنا : هو أن قبيلة ثقيف قد تعاركت مع قريش في أربع معارك لكن ثقيف كانت ملتزمة بحلفها مع قريش , وهذه من طبيعة القبائل الحضرية إذ أنها تحمي ذمارها لكي يأتوا الناس إلى أسواقها و مزارعها و يستثمروا فيها .
و يمكن أيضاً أن تذكر حلف الفضول في قريش و كيف أن هذا الحلف يهدف إلى حماية المستثمر الأجنبي على القبيلة .
بل أن قبائل زهران إلى وقت قريب جداً كانت تحمي المستثمر الأجنبي عنها , وذلك بأن تجعل شدات في أسواقها ملزمة على أهل السوق لتحمي مرتادي السوق من الأجانب .

أذن أعتقد بأن الحلف في الجاهليه و أستمر إلى عهد عبدالملك بن مروان و من ثم إلى وقتنا الحالي , و لا أجد تعارض بين حادثة إغتيال أبي أزيهر الدوسي , و حلف قريش و ثقيف و دوس , خصوصاً أن الواقعتان قد ذُكرتا في نفس كتاب المنمق في أخبار قريش .

وللحديث بقية.