[خليل الحريري]

الهجرة السعودية !!



عادل التويجري

رغم التوجه العالمي نحو الاستثمار الرياضي بكافة أطيافه والرغبة الجامحة إلى تحويل عالم كرة القدم إلى صناعة مدرة للأموال، لتساهم في العجلة الاقتصادية بشكل عام، إلا أن البعض ما زال يجهل هذا التوجه، وهذا الجهل نابع من عدم المتابعة أولاً، وتواضع الفكر.

خذوا لمحة بسيطة عن التوجه التجاري البحت الذي طرأ على كرتنا السعودية، حقوق النقل التلفزيوني شارفت على 300 مليون، بعدما كانت تباع بـ 25,000 ألف ريال «مقطوعة»!، شركات تسعى لرعاية دوري المحترفين السعودي في نقلات سريعة. البداية كانت

بـ «ثرشهولد» البريطانية المتخصصة في مجال تسويق الرعايات والحقوق التجارية، ومن ثم «صلة الرياضية» مسوقاً تجارياً للبحث عن الراعي الرسمي لدوري المحترفين السعودي، ومن ثم الاتفاق مع شركة «زين» للاتصالات لتكون الراعي الرسمي للدوري، بعد فوزها برعاية المنتخب. «الاتصالات السعودية» ترعى الاتحاد والأهلي والنصر وغيرها، بينما الهلال بشراكة فريدة ومميزة مع «موبايلي».

«فيفا» ترده مداخيل من خلال ست شركات رئيسة، ولديه شركات تسويق مختصة بكل منتج، وعقود الرعاية لديه قاسية وقاصمة. فالتقرير المالي الأخير لـ «فيفا» والصادر في الثاني والثالث من حزيران (يونيو) 2008م حفل بعديد من الأرقام الخيالية، يقول التقرير: إن «فيفا» حقق عوائد بقيمة 957 مليون دولار، بينما كانت المصروفات 773 مليون دولار، بصافي ربح قيمته 184 مليون دولار، ومقارنة بما كانت عليه في عام 2007، فإن الأرباح قد تحققت بسبب تسويق الحقوق، بينما خفضت التكاليف عما كانت عليه في 2007 ، بسبب غياب المنازعات القانونية، بل إن «فيفا» يكاد يكون الجهة الوحيدة التي لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم بأسره.

فلقد أكد التقرير أن «فيفا» لم يتأثر إطلاقاً بأزمة عام 2008، بسبب سياسته الاستثمارية المحافظة وتنويع الأصول في الأوقات المناسبة، بل إن «فيفا» وخلال عام 2008 لم يخسر إطلاقاً،بل حقق أرباحاً مالية إيجابية، حيث حقق فائضاً بقيمة 184 مليون دولار ، بسبب سياسة التحوط التي غلفت الاستراتيجية العامة لـ «فيفا».

ولو اطلعنا على قائمة الدخل، لأدركنا كيف هي الصناعة، فالرقم هو المحك في هذه المعادلة، فلقد بلغت عوائد المناسبات التي يرعاها «فيفا» 903 ملايين دولار، بينما بلغت إيرادات التشغيل 32 مليون دولار، والإيرادات المالية 22 مليون دولار. أما المصروفات التفصيلية، فكانت مصروفات المناسبات التي يراعاها «فيفا»، بقيمة إجمالية بلغت 441 مليون دولار ، بينما بلغت مصروفات التطوير 133 مليون دولار، والمصروفات التشغيلية الأخرى 129 مليون دولار. بينما بلغت المصروفات المالية ستة ملايين دولار. علاوة على أرقام تفصيلية لا يسمح المقام بذكرها.

وحيث إن الموجة عالمية، فلقد شاهدنا (هجرة) رؤوس الأموال السعودية أخيرا، باستحواذ علي الفراج على 90 في المائة من بورتسموث الإنجليزي، وأنباء أخرى عن (هجرة) أموال أخرى. فجأة هكذا، وبلا مقدمات، طارت أموالنا المحلية لاستثمارات أجنبية، بعض من (محدودي) الفكر ظنها بحثاً عن الشهرة. وهذا تفكير ومنطق عقيم، فربع ما (هاجر) من أموال، يعيش فيه صاحبه بحبوحة من (الشهرة) المزيفة. يا جماعة القضية قضية استثمار، والاستثمار الرياضي لدينا مازال يحبو، وفي بداياته. وهذا ليس معيبا، لكنها الحقيقة، ولو وجدت رؤوس الأموال السعودية ما يكفل لها تحقيق الربح من خلال أنظمة شفافة، وتطبيقات واضحة ومحترفة، لما هاجرت أساساً.

لا نريد لرؤوس أموالنا الهجرة، لذا علينا العمل جدياً عل أنظمتنا بشكل عام. دورينا (خصخص)، وتم بيعه لـ «زين»، وننتظر ما بعد ذلك. أنديتنا ترعاها شركات (تحلب) كل ما فيها (تسويقيا)، ولا تصدقوا غير هذا الحديث، ويبقى السؤال ، ماذا بعد. ماذا أعددنا لوقف هذه الهجرة التي يجب أن نحد منها بأنظمة وبيئة استثمارية رياضية سليمة وتنافسية، لا أن نشجع الفوضى فيها.


نوافذ

- عاد الشلهوب، وتألق الفريدي، والدوسري قادم بقوة!

- السرعة باتت سمة الهلال!

- خسر الشباب لأنه كان ضعيفاً!

- حتى في رفع الظلم يقولون مجاملات! عجبي!

- أبحث عن الطرح الجديد، فأجده غائباً، لغياب الفكرة! وهنا المحك!