[خليل الحريري]

«جرتنا» المثقوبة!!



عادل التويجري

تظل إشكالية الحكام وقضايا التحكيم موضوعا جدليا يتحول في كثير من الأحيان إلى نقاش بيزنطي مؤداه (لا شيء). هكذا، لا شيء!! أفواه تتحدث، وعقول توغر نفسها في جزيئات الجزئيات في التحكيم، وأقلام تكتب، ونقاد يفندون، وحراك رياضي يسير بسرعة القطار، والنهاية (لا شيء) في قضية التحكيم!! أتحدى أن تمر مواد صحيفة إعلامية رياضية لأكثر من ثلاثة أو أربعة أيام دون المساس والتعريض وأحيانا السب في التحكيم وأهله، أصله وفصله، مرة بالتلميح، ومرارا بالتصريح. مرة لجان، ومرة أشخاص، ومرة صناع قرار، ومرة.. تأليب، ومرة (تخريب)، ومرة شماعة، ومرة (خبراء)، ومرة (تنظير) ومرة (تطبيق)، ومرة برامج، ومرة حوافز، ومرة (جغرافيا)، ومرة (تاريخ)، ومرة (إملاء)، ومرة (نصوص)، ومرة (لوائح)، ومرة (أنظمة)، ومرة (نحن)، ومرة (هم)، ومرة ومرة ومليار مليون مرة، فهل استقامت الجرة؟! أم تراها (مثقوبة)؟! يا خوفي أنها (مكسورة)!

أشك ونحن ندلف إلى عالم الاحتراف وهيئته الاحترافية والمحترفة، أن تنقضي قضايانا مع التحكيم. بعضها مستساغ ومشروع، وبعضها أخطاء قاتلة تودي ببطولات لأدراج لا تستحقها. يا سادة، قضايانا مع التحكيم لم تنته ولن تنتهي! فما الحل؟ الحل سهل جدا، لم أكن لأقوله الآن، ولطالما اصطففت بصف حكمنا المحلي، لكن بعد ما تابعت المشهد التحكيمي غير مرة تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أن القضية لا يمكن أن تحل (محليا) بشكل جذري!

الحل، من وجهة نظري أن تنتهي قضايانا للأبد مع الحكم المحلي في نطاق دوري المحترفين السعودي من خلال مبدأ (الإحلال الكلي). دول الخليج متعاضدة في قضايا كثيرة، منها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. والدول العربية كذلك. فما المشكلة مثلاً لو رشح لنا كل اتحاد أهلي ما لا يقل عن ستة حكام من خيرة حكامهم. 36 حكماً أكثر أو أقل، من الخليج يديرون أقوى دوري عربي! ما المانع؟! رعاية الدوري حاليا تدر الملايين من خلال قطار سريع حوّل الهواية لاحتراف، كما شهدنا في تدشين الشعار، والمقبل سيكون أكثر. إذا علينا أن نصرف كثيرا على منتجنا الرياضي، ومنتجنا الرياضي الأساسي في كرة القدم يحتاج إلى قرارات صارمة في هذا النطاق. يحتاج (لإحلال). لن أقول (ستيف)، و(مايكل)، و(جون) وبقية ذوي العيون الزرقاء، لكن محمد وخالد والبقية يفون بالغرض!

الحلول الوقتية تظل مسكنة، لكنها لا تجتث أصل الداء، وأصل الداء في قضية التحكيم مستفحل. نظام خمسة حكام لكل ناد جاء وقتياً، لكنه لم يقض على المشكلة. جيد ذاك القرار، لكنه لا يف بالغرض. ظلت المشكلات حاضرة، لأن الحلول كانت تعالج ظاهر المشكلة، لا صلبها. أصل القضية أن الحكم السعودي، وللأسف الشديد، يستحيل أن ينجح في إدارة منتجنا الرياضي الرئيس، دوري المحترفين. ليس سيئا ذاك الحكم السعودي، لكنه وضع نفسه، ووضعناها نحن، بثقافتنا، وتاريخنا، وتصريحاتنا، ومنطق تعاملنا مع الأخطاء، وأسلوب إدارة حواراتنا في مكان لا يمكن أن ينجح فيه. تألق علي المطلق! ثم ماذا! ذهب مع الريح! سطع نجم خليل جلال، ثم ماذا! طار كما البقية! وغيرها كثير! تتشابه قضايا الحكام قاطبة، وتبقى النتيجة (لا شيء)!! وهذا (اللا شيء) مرده غياب الحل الجذري.

أعجبني ذاك الاتفاقي الأنيق محمد المسحل في مساء الرياضية الجمعة الماضي، وهو يقدم المعادلة بطريقة جيدة. مَن يحتاج مَن؟! أنحتاج إلى تطور في أصل المنتج أم في خدماته المضافة؟! لا أعتقد أننا بحاجة إلى حكم دولي يشارك حتى في إدارة نهائي كأس العالم، إذا كان أصل منتجنا (المنتخب) لم يتأهل! خذوا الإمارات مثلا! رائع ذاك الـ (بوجسيم)، لكن ثم ماذا! اجتهاد فردي خارق من الشخص، ودعم لا بأس به من لجنته واتحاده، لكن ثم ماذا! هل تطور المنتج الرئيس في كرة قدم الإمارات؟! أدع الإجابة لكم! وأثق بفطنتكم! لا نريد أن ننجح في تأهيل حكام دوليين، بينما منتخباتنا الوطنية تصارع الأمرين للنهوض بها!

لدينا كرة قدم حقيقية، لطالما قدمت، ولطالما ستقدم، لكنها بحاجة إلى تسريع الخطى قليلا. أقول (تسريع) لا (سرعة)، والتسريع في التطبيق غير (السرعة) في الإقرار. لدينا مواهب خطيرة، ورؤساء أندية يدفعون الغالي والنفيس، ورعايات بالملايين، وتسويق بأكثر من ذلك بكثير، فما بالنا تسمرنا عند قضية التحكيم! ليست دعوة علنية لوأد التحكيم. هناك مناسبات أخرى يمكن أن نطور حكامنا فيها ومن خلالها، لكن ليس في المنتج الرئيس. خلاف ذلك، ستظل (جرة) التحكيم (مثقوبة)!


نوافذ

- ما زالت آلية جوائز «زين» بحاجة للتطوير.

- نعم، تسويقيا، لا رقم يفوق رقم الهلال، هذا أساس الجماهيرية يا... !

- من الصعب الحكم على بداية الدوري حاليا، لكن تظل البدايات القوية تنبئك بالنهايات!