عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2009, 12:03 PM   #10
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: *اقـــــوى من الســـــجـ..ن*






قصة هجاء الحطيئة للزبرقان بن بدر في قصيدته التي يقول فيها :
لمَّا بدا لي منكم عيبُ أنفسكم ولم يكن لجراحي فيكم آسي
أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم ولن يُرى طارداً للحر كألياس
دَعِ المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنت الطاعم الكاسي


وعندما علم الزبرقان بن بدر بهجاء الحطيئة له ، رفع أمره إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وقد استُشكل الأمر على عمر رضي الله عنه ، وقال للزبرقان : ما أسمع هجاءً ولكنها معاتبة ،
أو قال : ما أرى لك بأسا ، وعندما أصر الزبرقان على موقفه استعان عمر بحسان بن ثابت رضي الله عنه لخبرته بمعاني الشعر
وكانت شهادة حسان بأن هذه القصيدة من قصائد الهجاء، ومن هنا فقد أمر أمير المؤمنين بحبس الحطيئة.
وبناءً على رأي الخبير أصدر عمر حكمه بحبس الحطيئة في قعر بئر وكان يعلم تماما أن ابن الخطاب سوف يستجيب له لما فطر

عليه من رحمة، فأرسل إليه يقول:
.
***********
ماذا تقول لأفرخ بذي مرخ زغب الحواصل لاماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الامام الذي من بعد صاحبه
ألقي إليه مقاليد النهي البشر
ما آثروك بها اذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بك الإثر
وما كاد يسمع عمر بهذه الأبيات، حتي رق قلبه ولان، وأطلق سراحه.





**





كما كتب الدكتور يوسف القرضاوي نونيته الرائعة المشهورة في باستيل السجن الحربي وهي ملحمة خالدة رائعة،
وصف فيها ألواناً من التعذيب الذي لا يوصف، كما تطرق فيها إلى مهازل الاشتراكيين في محاكماتهم الهزلية الجائرة، يقول في مطلعها :


ثار القريض بخاطري فدعوني - أفضي لكم بفجائعي وشجوني


فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى - والشعر عودي يوم عزف لحوني


يصف قصيدته قائلاً :


نونية والنون تحلو في فمي - أبداً فكدت يقال لي ( ذو النون )


صورت فيها ما استطعت بريشتي - وتركت للأيام ما يعنيني


ما همت فيها بالخيال فإن لي - بغرائب الأحداث ما يغنني


أحداث عهد عصابةٍ حكموا بني - مصر بلا خلقٍ ولا قانون


أنست مظالمهم مظالم من خلوا - حتى ترحمنا على نيرون


بعد أن مهد لقصته بوصيةٍ يحذر فيها كل من تسول له نفسه أن يسأل عن حقيقة اعتقاله، إشفاقاً عليه من انفلات أعصابه، قال :


في ليلةٍ ليلاء من نوفمبر - فزٌعت من نومي لصوت رنين


فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً - وتحوطني عن شمألٍ ويمين


فتخطفوني من ذوي وأقبلوا - فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين


وعزلت عن بصر الحياة وسمعها - وقذفت في قفص العذاب الهون


في ساحة الحربي حسبك باسمه - من باعثٍ للرعب قد طرحوني


في كل شبرٍ للعذاب مناظر - يندى لها والله كل جبين


ثم يبدأ بوصف ألوان التعذيب وأسماء بعض الجلادين، ثم يسأل ساخراً مستنكراً عن حقيقة إنسانية أولئك المسوخ :
[grade="00008B FF6347 008000 800080"]هذا هو الحربي معقل ثورةٍ - تدعو إلى التحرير والتكوين


فيه زبانية أعدوا للأذى - وتخصصوا في فنه الملعون


متبلدون عقولهم بأكفهم - وأكفهم للشر ذات حنين


يتلقفون القادمين كأنهم - عثروا على كنزٍ لديك ثمين


بالرجل بالكرباج باليد بالعصا - وبكل أسلوبٍ خسيسٍ دون


لا يقدرون مفكراً ولو أنه - في عقل سقراطٍ وأفلاطون


لا يعبأون بصالحٍ ولو أنه - في زهد عيسى أو تقى هاورن


لا يرحمون الشيخ وهو محطم - والظهر منه تراه كالعرجون


لا يشفقون على المريض وطالما - زادوا أذاه بقسوةٍ وجنون


أترى أولئك ينتمون لآدمٍ - أم هم ملاعين بنو ملعون ؟


وبعد أن وصف وجوه الجلادين، انطلق إلى وصف المحاكمة قائلاً :


قالوا محاكمة، فقلت رواية - أعطوا لمخرجها وسام فنون


هي شر مهزلةٍ ومأساة معاً - قد أضحكتني مثل ما تبكيني


الخصم فيها مدعٍ ومحقق - وهو الذي يقضي بلا قانون


أرأيت محكمة ترأسها امرؤ - يدعوه من عرفوه بالمجنون




ضع في يدي القيد، ألهب أضلعي - ضع عنقي على السكين


لن تستطيع حصار فكري ساعةً - أو نزع إيماني ونور يقيني


فالنور في قلبي وقلبي في يدي - ربي وربي ناصري ومعيني[/grade]





أحمد مطر،
والأستاذ له عشرات القصائد عن السجون والمعتقلات والقيود،


قصيدته

وقفت في زنزانتي أقلب الأفكار - أنا السجين هاهنا أم ذلك الحارس بالجوار


فكل ما يفصلنا جدار - وفي الجدار فتحة يرى الظلام من ورائها وأرقب النهار


لحارسي ولي أنا صغار وزوجة ودار- لكنه مثلي هنا جاء به وجاء بي قرار


وبيننا الجدار يوشك أن ينهار - حدثني الجدار فقال لي إن الذي ترثي له قد جاء باختياره وجئت بالإجبار


وقبل أن ينهار فيما بيننا - حدثني عن أسدٍ سجانه حمار ( اكرمكم الله )



موضوع طويل لكن مفيد وممتع


ويتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً