الموضوع: الطب النفسى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-10-2009, 05:41 PM
الصورة الرمزية عطر الكون
عطر الكون عطر الكون غير متواجد حالياً

قلم مميز
 






عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي الطب النفسى

تاريخ الطب النفسي في بلاد المسلمين

عرف الإنسان الاضطرابات النفسية وكثيراً من وسائل علاجها منذ القدم، فهي لم تكن وليدة عصرنا هذا فقط، أو نتيجة لمتغيراته الحضارية، وما ارتبط به من اضطرابات سياسية واقتصادية، وإنما هي قديمة بقدم الإنسان ذاته على أرض الوجود. ولقد حاول الإنسان منذ عصور التاريخ المبكرة علاج تلك الأمراض بشتى الوسائل المتاحة لـه، وطبقاً لمعتقداته الروحية والاجتماعية تجاه تلك الأمراض. وتشير بعض الدلائل الأثرية إلى أن إنسان العصور المبكرة من التاريخ قد لجأ إلى فتح ثقوب في جمجمة المريض النفسي لتخرج منها الأرواح الشريرة الحبيسة بداخله !! أما البدايات العلمية لدراسة هذه الاضطرابات فقد بدأت في بلاد اليونان على يد أبقراط (460 –370 قبل الميلاد)، ومن بعده جالينوس (131-201م) اللذين اعتبرا الأمراض النفسية مثل سائر الأمراض الجسمية، وأنها تنشأ عن زيادة الأخلاط (السوائل) في الجسم، وليست عن أرواح شريرة، كما كان يعتقد غالبية الناس في ذلك الوقت. ثم تبع ذلك فترة تدهور خصوصاً في القرون الوسطى، حيث أصبح يُنظر إلى الأمراض النفسية على أنها ليست إلا مسًّا من الجن أو غضباً من الآلهة. وجاء الإسلام ليساهم بنظامه المتكامل الشامل المنظم لجميع شؤون الحياة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها في تقويم نظرة الناس إلى النفس البشرية، وأشار إلى شيء من أسرارها وخباياها. ولقد احتوى القرآن الكريم على وصف موجز لطبائع النفوس ووسائل علاجها، وكشف للإنسان عن بعض أسرار نفسه وأسرار الكون من حوله، ودعاه إلى دراسة هذه وتلك ليعرف ويتعلم، ومن ثم يتجه الاتجاه الصحيح. كما أضافت السنة النبوية الكثير، وفصلت ما ذكره القرآن مجملاً في هذا المجال، مما أعطى مجالاً لعلماء الأمة الإسلامية في توظيف تلك التوجيهات الإلهية في علاج الإنسان ووقايته من مختلف العلل النفسية والروحية، إلا أن هذا الفتح الكبير لم يستمر طويلاً بسبب تدهور الحضارة الإسلامية. وقد ظل علم النفس لفترة طويلة مجالاً لاجتهاد الفلاسفة والحكماء ورجال الكنيسة، ثم أصبح فرعاً من فروع علم النفس، ولم يستقل عنها إلا بعد أن أصبح له موضوعه ومنهجه الخاص به، وبعد أن بدأت بالظهور تلك التجارب المعملية على يد بعض العلماء مثل (جوستاف فخنز) (1801-1877م) و(وليام فنت) (1832-1920م). وقد ركز هذا العلم التجريبي الجديد جهوده في دراسة العقل الإنساني والعمليات العقلية الشعورية كالإدراك والتذكر والتفكير والنسيان وغيرها، وفي الوقت نفسه كان الأسلوب العلمي يأخذ طريقه إلى ميدان الطب النفسي لدراسة مشكلات الشخصية الشاذة ووسائل علاجها المختلفة.
ولعله مما سبق يمكن القول بأن مفهوم المرض النفسي قد مر بثلاث مراحل عبر التاريخ:
1ـالعصور القديمة من التاريخ: والتي اعتمدت بشكل مطلق على الخبرة الخاصة، وكان ذلك في مصر القديمة وفي الحضارات الآشورية والبابلية والصينية والهندية. وقد كان يعنى بمسائل عامة: كطبيعة الوجود وما وراء الطبيعة والروح والأخلاق والسياسة، وكل ما يُهم الناس في حياتهم العامة.
2ـالعصور اليونانية والعربية : والتي اعتمدت على المهارة الإكلينيكية (السريرية) والخبرة التجريبية، التي بدأت على يد أبقراط وجالينوس، ثم تم ترجمتها وتطويرها وتجديدها بواسطة العرب، وخاصة أبا بكر الرازي وابن سينا.
3ـالعصر الحديث: ويستند مفهوم المرض النفسي فيه إلى المنهج العلمي والبيولوجي (الحيوي) بشكل أساسي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
{ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته }~.
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس