الموضوع: الطب النفسى
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2009, 05:45 PM   #2
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الطب النفسى







تاريخ الطب النفسي في بلاد المسلمين


تاريخ الطب النفسي عند بعض الحضارات القديمة:

أولاً : عند الفراعنة:
اعتقد قدماء المصريين أن قوى خفية موجودة في الكون تؤثر في سلوك الإنسان، وقالوا: إن السلوك هو تفاعل أو محصلة تلك القوى الخفية في الكون مع قوى أو عناصر داخلية في الإنسان. كما اهتم المصريون القدامى بتفسير الأحلام، وكانوا يرون أن الأحلام هي رسالة من القوى الخفية في الكون إلى خبيئة الإنسان، وأن تفسيرها يقع في الحاضر والمستقبل أكثر من الماضي. كما استخدموا تفسير الأحلام في تغيير أو تبديل سلوك الإنسان حاضراً ومستقبلاً بما يعتقده مفسر الأحلام أنه الأصلح لحال الفرد الحالم، معتمداً في ذلك على العمليات الإيحائية. وقد كان يقوم بمهمة العلاج تلك بعض رجال الدين عندهم، ويتم ذلك داخل المعبد، وكان الناس يطلقون عليه المعالج المقدس. ولقد تم التعرف على الممارسات الطبية في مصر القديمة من عدة برديات طبية جاء فيها ذكر العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والانتحار. كما عرفت مصر القديمة مفهوم الاضطرابات الهستيرية وعزتها إلى حركة الرحم، وذلك قبل أن يصفها أبقراط بزمن طويل، وكانوا يعالجونها بأسباب مادية ولا ينسبونها إلى أسباب غيبية. ولقد تضمنت بردية (أبر) في كتاب القلب وصفًا تفصيليًّا للاكتئاب والخرف والسبات الحركي والسلبية وحالات الهذيان دون الحاد واضطرابات التفكير، والتي كانت في الغالب تنسب إلى أسباب مادية. ومما سبق يتبين لنا أن مفهوم المرض العقلي عند الفراعنة كان يفسر بأسباب جسدية ويعالج علاجًا (جسديًّا ونفسيًّا) رغم أن حضارتهم كانت تبالغ في عزو الأمور إلى أسباب غيبية.

ثانياً : عند الإغريق :
كانت حضارة الإغريق حضارة فكر وفلسفة، وكانوا يعتقدون أن انفعالات الفرد ورغباته وكذلك القوى الخفية في الكون هي سبب الأمراض النفسية. وقد برع الإغريق في وصف الأعراض النفسية، كما وصفوا مرض الصرع وسموه (المرض المقدس)، لأن أحد ملوكهم (شؤول) كان يعاني منه. كما وصفوا أيضاً أعراض اضطراب الهوس والاكتئاب والهذيان والهستيريا، وكذلك الخرف الناتج عن عته الشيخوخة. ويعد الطبيب الإغريقي الشهير (أبقراط) هو أول من أشار إلى أن النفس مكانها المخ، وأنها هي التي تكيف الانفعالات والأفكار والأخلاط. كما اعتقد الإغريق بنظرية الأخلاط، وهي أن السوائل الموجودة في جسم الإنسان هي: البلغم، والدم، والعصارتين الكبديتين السوداء والصفراء. وبناءً على ذلك فقد قسموا سلوك الإنسان إلى أنماط تبعاً لتغلب ووفرة نوع الخلط السائل في جسم كل إنسان، فيقولون: هذا بلغمي (أي رَضِيّ الخلق)، وذاك دموي (أي سريع الانفعال والغضب)، أو سوداوي (أي الساكت الساهي المدبر)، أو صفراوي (أي الضاغن الحاقد). والطريف في الأمر أنه مازال بعض العامة يستخدمون بعض هذه المصطلحات في بعض البلاد العربية. وفي أواخر العصر الإغريقي أصبح الأطباء يتخبطون في التفريق بين النفس والقلب، وأيهما منبع الفكر، وأيهما منبع الوجدان (المشاعر والعواطف). كما قالوا: إن الإنسان يحب ويلهم ويخاف بقلبه، وأن القلب ينبض بالسوائل الدافئة، وأن الروح لا يمكنها أن تعيش إلا في وسط دافئ، ولذلك فإن الروح ـ عندهم ـ مكانها القلب لا النفس.


السابق التالي



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
{ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته }~.
أخر مواضيعي
عطر الكون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس