الاتحاد يجني ثمار الإعداد السليم وتكاتف جميع الأجهزة ببلوغ النهائي الآسيوي
كالديرون ينجح في قراءة ذهاب وإياب نصف النهائي بامتياز
حصد الاتحاد ثمار ما زرعته أجهزته الفنية والإدارية في مراحل ما قبل الوصول إلى نهائي القارة الثالث بالنسبة له، ونجح البرنامج التحضيري الملائم لدوري الأبطال الآسيوي في إيصال الفريق إلى النهائي الذي سيقام في طوكيو اليابانية في الـ7 من نوفمبر المقبل.
وجاء تأهل الاتحاد على حساب ناجويا غرامبوس الياباني ليعطي مؤشرات رائعة دلت على قدرته الفائقة على إقناع المتابع بأحقيته كفريق متمكن وواثق، بعد أن عجزت عناصر الفريق الياباني عن الوصول للمرمى الاتحادي الذي ذاد عنه ببسالة الدولي مبروك زايد في لقاءين حاسمين وصعبين في جدة وناجويا انتهيا بفوزين مستحقين للاتحاد 6/2 و2/1. وواجه الاتحاد أول من أمس منافساً غير عادي يلعب على أرضه وبين جماهيره، ويضم نخبة من اللاعبين البارعين المتمتعين بمواصفات بدنية ومهارية تثير الإعجاب، لكن الاتحاديين تحلوا بالمقابل بالتجانس والتناغم الواضح، وامتازوا بالأداء الفردي والجماعي المثمر, وعزز حضورهم خبرات لافتة في مثل هذه اللقاءات الحاسمة. والإبداع الذي وضع الاتحاد نفسه فيه لم يستطع المنافسون تجاوزه لتألق أداء كثير من عناصر العميد هذه المرة, حيث لم يستطع ناجويا مجاراتهم، على الرغم من أن مدربهم أعد فريقه حسب الامتيازات المتاحة له وهي الحصول على نتيجة تحسن صورته وصورة لاعبيه بعد لقاء جدة العاصف, فعمد إلى استثمار الجانب المهاري الفردي للاعبيه، وحاول الاستفادة من ملعبه من حيث التحرك بكرة ودونها، لاستنزاف طاقات لاعبي العميد قدر الإمكان في شوط المباراة الأول، ومن ثم صياغة أداء آخر في الثاني اتضح من خلال الهيمنة الشاملة على الملعب. على الطرف الآخر, حاول مدرب الاتحاد جابرييل كالديرون رفع الزخم الحماسي للاعبيه والاعتماد على الثقة المهارية لدى كل منهم، وأسند لهم أدواراً مختلفة عما شاهدناه في مباراة جدة, فجاءت تحركاتهم جيدة مع بداية الشوط الأول وشكلت ملامح خطورة على المرمى الياباني تجلت في أكثر من فرصة في هذا الشوط من قدم صالح الصقري وأمين الشرميطي, حتى تمكن الأول من تسجيل الهدف الاتحادي الأول بمتابعة ذكية وتركيز مميز في منطقة الجزاء!
وذهبت محصلة المباراة المشرفة لمصلحة كالديرون الذي عمل منذ البداية على الوصول بعناصر مؤهلة جداً بكل المواصفات المهارية والفنية والذهنية, وتأهل بفريقه الأمهر والأكثر استعداداً, فيما خسر المدرب الصربي لفريق ناجويا وللمرة الثانية على التوالي في تجاوز أو مجاراة إبداع وتألق محمد نور والشرميطي وأحمد حديد وأبو شروان وزايد ومناف أبو شقير والبقية.
محصلة الاتحاديين رائعة !!
في حالة الفوز يُرجع الجميع المكسب للاعبين, وينسون كافة أركان العمل من مدربين وإداريين وأطباء وأجهزة أخرى, ومع الاتحاد لايمكن تحييد بقية الأجهزة العاملة مع اللاعبين إدارية وفنية وطبية, فقد ساهمت كل هذه الأجهزة بتحضير وتجهيز اللاعبين للوصول لهذه المرحلة.
ملاحظات على الاتحاد
لكن أداء الاتحاد لم يخل من بعض الملاحظات، وكان من أهمها:
- عدم دقة التمرير من جل اللاعبين في شوط المباراة الأول, وهو ما بات سمة من سمات الأداء العام للعميد في هذا الشوط.
- تسرع واضح في التخلص من الكرة المستحوذ عليها – وكأنها ذنب كما يقول المثل الشعبي – وكثرت مثل هذه الملاحظات على لاعبي خط الظهر والوسط في الشوط الأول!
- غياب التحرك دون كرة، فما نشاهده مجرد تحرك عند انتظار عملية تمرير من زميل فقط!!
- سوء تحركات متوسطي الدفاع مع اللاعب المقابل سواء بكرة أو دونها، ما سهل من تخطيط اليابانيين للاستفادة من مساحات الملعب واستثمار عامل الارتباك لتسجيل أهداف!!
- غياب التجانس في الكرات المتوقعة وغير المتوقعة من المنافس, فشاهدنا حالات ضياع وتصادم بين لاعبين سعوديين في منطقة الدفاع!
- الاعتماد على الكرات الطويلة في منطقة الظهر الياباني على الرغم من تميز أداء العناصر الدفاعية اليابانية في مثل هذه الكرات.
- ضعف بناء الهجمة السليم المبني على المنهج المنطقي من صعود من المنطقة الخلفية مروراً بعناصر الوسط ثم ترسل بإتقان إلى منطقة الهجوم التي كانت محاصرة بعناصر أكبر مما يتطلب مع هذا الوضع ضرورة بناء هادئ ومتقن للهجمة والتنويع فيها لمباغتة السياجات الدفاعية