أزمة تسجيل ... أم أزمة أخلاق !
منصور الجبرتييمرّ الوسط الرياضي حالياً بأزمة تهدد مبدأ الثقة الوارد بين أفراده، فلم يعد أحد يثق في أية مكالمة هاتفية يجريها، فجرائم «التسجيل الصوتي» من أطراف عدة باتت الحدث الأبرز على رغم أن المتورطين فيها يبدؤون بـ «نفيها» قطعاً ووأداً لـ«الفتنة» التي يشعلها ما يدور في «التسجيل».
ما يحدث أسقط عادل البطي من منصبه في الهلال وأقصى طلعت لامي من قبة الهرم الشرفي في الاتحاد والدائرة تدور الآن داخل المستطيل «الأخضر» في أزمة يوسف الموينع وسلمان القريني والتي لا زلنا نتابع أحداثها، وغيرها لا تزال مجرد جمر يشتعل تحت «الرماد» وربما كان حريقاً يشبّ في أي لحظة.
كثيرون يرفضون الحديث صراحة حول أن «التسجيلات» هي السبب وراء رحيلهم وربما رفضوا هذه «المقولة» ومروا بنا في دهاليز الظروف والمعطيات المتغيرة إلا أن الجميع يدرك أن شرر «التسجيل» هو الذي أحرق «الأخضر واليابس» وقاد المبتعدين إلى «الرحيل».
استخدام التقنية بـ «تسجيل المكالمات» الخاصة التي تدور بين طرفين أمر يخالف العرف والعادات والتقاليد والقانون والشرع، فمن أية زاوية نظرت إليها تجد أنها تصرف لا «أخلاقي» لكن كل هذه المعطيات لا تعني البتة أن هذه «العملية» ستندثر أو أنها لن تعود، فالتكرار وارد والعودة إلى حادثة جديدة وأسماء أخرى ومحتوى مختلف من الممكن أن يحدث.
الأهم هو أن يكون ما يحدث مجرد «علة» عابرة وليس داء «مستديم»، فالصورة الذهنية المرسومة عن الوسط الرياضي لا تحتاج إلى المزيد من «التشويه»، والطموح في خلق بيئة رياضية إدارية وكروية احترافية يتطلب من الجميع أن ينبذ مثل هذه «الأخطاء» ويرمي بأحداثها خلف الظهور وأن يتم محاربتها بكل وسيلة حتى وإن أدى ذلك إلى اتباع السبل القانونية.