[خليل الحريري]

نواف للنشء: النجاح عنوان للمثابرة والجد



عبد العزيز العجلان من الرياض

عندما يقترن حسن الخُلق بحسن الأداء، فإن أول لاعب يتبادر إلى ذهنك هو نواف التمياط صانع ألعاب الهلال والمنتخب السعودي سابقاً الحاصل على أفضل لاعب آسيوي وعربي عام 2000، النجم الذي شغل الوسط الرياضي وأبهرهم بالمستويات الفنية الكبيرة التي قدمها خلال فترة وجيزة قبل أن تحرم الإصابة الوسط الرياضي المتعة الكروية الحقيقية حتى أجبرته الإصابة التي أبعدته على فترات متقطعة لما يزيد على ثمانية مواسم أن يعلن اعتزاله النهائي للعبة مطلع الموسم الماضي.

قدم التمياط أمس الأول درسا جديدا في الوفاء ورد الجميل عندما تجسدت كل المعاني الأصيلة في الفتى الذهبي في المؤتمر الذي عقده بجانب عادل البطي وأحمد القرون للإعلان الرسمي عن توقيع العقد مع إنتر ميلان الإيطالي للمشاركة في مهرجان اعتزاله الذي سيقام في الثاني من كانون الثاني (يناير) مطلع العام المقبل بعد ما يقارب 60 يوماً، حيث أصر التمياط على ألا يضيع حقوق ناديه وأكد في كل إجاباته أنه يبحث عن مصلحة الهلال للاستفادة من هذا المهرجان عندما رفض مجاملة الجزيرة الرياضية بمنحها الحقوق الحصرية لنقل المهرجان بسبب ارتباطه بعقد لتحليل الرياضي معهم، كما ركز النجم الكبير على تفعيل الدور الاجتماعي الذي حرص عليه التمياط وما زال بتواجد الجمعيات الخيرية وذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى في مهرجان اعتزاله وأن يكون لهم نصيب كبير في المهرجان، كما سيسعى التمياط إلى تواجد براعم وناشئي الهلال في المهرجان ليقدم لهم رسالة للعمل الجاد والمثابرة والطموح من أجل تحقيق النجاح.

كما أعلن التمياط أن مهرجان اعتزاله هو مهرجان المبادرات, حيث أهاب بالجميع أن يقدموا الأفكار والاقتراحات فيما يتعلق بالمهرجان, مؤكداً أنه يعتز بالجميع.

التمياط كان في قمة الأدب عندما اعتذر للجميع على عدم التواصل معهم في المرحلة الماضية بسبب عدم اتضاح الرؤية، مشدداً على أن عقده المؤتمر جاء بعد أن تم قطع شوط كبير في المهرجان.

نواف التمياط آخر أبناء التمياط بعد شقيقيه محمد وصفوق أبناء الشيخ بندر التمياط - رحمه الله - الذين يجمع الوسط الرياضي على أنهم من القلائل الذي لن يبرحوا مخيلة الرياضيين لما جمعوه من فن كروي وحسن خُلق رغم أن حياتهم الرياضية قصيرة جداً مقارنة بما قدموه وحرمتهم الإصابات من الاستمرار وتسببت للكرة السعودية في خسارة مواهب كروية لا يمكن تكرارها.

نواف التمياط الذي يصنف النجم الأبرز الذي تعشقه الجماهير على مختلف ميولها حتى الجماهير المنافسة لفريقه, يعده الحكام صديقاً لهم ويعتبره المدربون سلاحهم ويعده الإداريون نصيرهم وسندهم وتضعه الجماهير نجمها الأول يرى أن مكسبه الكبير من الوسط الرياضي هو العلاقات الجيدة التي جمعها.

نواف لم يرتق منبرا ليهاجم أو يتهم أحدا خلال مسيرته الرياضية. خليل الزياني عميد المدربين السعوديين يؤكد أن نواف التمياط من أبرز اللاعبين الذين أشرف عليهم، مشدداً على أنه يجمع صفات كثيرة تجبر أي مدرب على الاعتماد عليه، فيما يقول محمد الخراشي الذي قاد المنتخب السعودي لمونديال أمريكا 1994، إن نواف التمياط لم يخذله عندما كان يعتمد عليه في المباريات المصيرية، من جهته، أكد ناصر الجوهر المدرب السعودي الشهير والمستشار في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن نواف التمياط كان أحد أهم أسباب نجاحه خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب السعودي، ومن جانبه، أكد عبد العزيز الخالد أن التمياط كان الوحيد القادر على حمل لواء اللاعبين السعوديين في أوروبا لما يحمله من فكر احترافي وموهبة كروية.