الشـيــخ قاري دراج السني الزهرانــي
سأتكلم بلسان المحايد بما أن الموضوع إبتدأ بشخصيــة تاريـخية معروفة من قبيلة آل السني
الشيـــخ قاري بن دراج السني يرحمه الله شخصية ورجل لن يتكرر مع إحترامي لجميــع المتقدميـن والمتأخريـن من الرجال في قبيلة آل السني (وحفظنا لفضلهم)
قاري بن دراج يعتبر أول شيخ للقبيلة وهو الشيخ المعترف به رسمياً والذي أعطي ختم من الملك عبدالعزيز عندما زاره في الطائف هو والشيــخ مهدي بن هدوين (أبو الشيخ عبدالعزيز بن مهدي بن هدوين) يرحمهم الله جميعاً
وقتها كانت قبيلة آل السني تتبع رسمياً لقبيلة بني فقيــه (الفقهان) إلا أن الشيخ قاري قد طالب بأن تنفصل قبيلته وتستقل عن قبيلة بني فقيه في العرج وقد تم الإتفاق بين الشيخين وذهبا معاً وأعتقد أن ذيبان يرحمه الله قد رافقهما في تلك الرحلة إلى الطائف .
عرف عنه حكمته وسداد رأيه وكاريزما مأثرة وشخص قيادي من الطراز الأول
كان له قبول واسع وحلف وارد وصلة أرحام ومصاهرة مع قبائل كانت قوية في زمنها وعنوة معهم وكانوا يقدرونه كثيراً ويرفعون ويجلون قدره ويتواصلون معه في الأفراح والمناسبات ولايتأخرون عنه عندما يطلبهم
القبائل التي كانت تربطه معها علاقات وثيقــة هي قبيلة آل حسان بأعلى أظم وتلك الصلات كانت صلة جيرة ورضاع وأخوة كذلك القواسمة من ذوي حسن كانت بينه وبينهم سموة وعُنُوة لا تزال قائمة حتى الآن
بني هلال كذلك كانوا على علاقات وثيقة جداً مع قاري بن دراج وأسرته وعلاقات مميزة جداً وهي علاقة رحم ومصاهرة وجيرة لاتزال قائمة حتى الآن وخاصة مع فخذ الحنشة من بني هلال
حل رحمه الله الكثيــر من المشاكل التي حدثت في عهده وقد تجاوز بالقبيــلة الكثير من المحن والمشاكل التي مرت بها بفضل حكمته وبعد نظره ونفاذ وصواب رأيه
من أكبر المشاكل التي مرت بها القبيلة في عهده وكان الفضل له بعد الله في حلها وإجتيازها هي مشكلة حسن بن شتران عندما قتل ختام الخميسي الهلالي في بلاد الفرع حيث كان ينزل قسم من آل السني وقتها طالبت قبيلة بني هلال بالإقتصاص من حسن بن شتران أو أحد إخوته الشتاريـن (المعروفيــن وبالمناسبة هم أخوال قاري بن دراج فحسن بن شتران كان أخو أم قاري وهو خاله مباشرة)
أو بأي رجل من آل السني وقد كان آل خميسة معروفيـن بسطوتهم وشدة بأسهم وشجاعتهم وكانوا يطالبون بالقاتل وقد أوشك البلاء لولا الله أولاً ثم حكمة قاري بن دراج ودبلوماسيته التي عرفت عنه وتقدير القبائل المجاورة ومحبتهم له
من المشاكل التي عاصرها مع القبائل الكبيرة المجاورة المشكلة التي قامت مع قبيلة العمرين أهل كساب بسبب الخلاف معهم على أرض الشرى الواقعة بحليــة والتي تم فيها صلح كبير حضره أعيان من قبائل بني هلال وبني مالك تنازلوا عما يدعون
أيضاً مشكلة كبيرة عاصرها وهي إدعاء قبيلة النعاثلة من بني مالك في أحد الشعيب الواقعة بحلية وحدوث مناوشات إنتهت بصلح بين قاري بن دراج وأعيان من قبيلة النعاثلة وتنازلهم عما إدعوا فيه من أرض حلية
قاري بن داراج شخصيــة عظيمة وأحد رجال آل السني الفاعليــن والذين تركوا بصمة واضحة ورائهم وهو معروف عند الصغير والكبيــر من آل السني وحكمه وأقواله لا تزال تتكشف لأبناء تلك القرى وما جاورها ويرددونها دائماً
كانت أيام مشيخته وقيادته للقبيلة أيام آمنة وقد كان جبل يلجؤون إليه أوقات الشدائد حيث لم يكن يخيب ظنهم به عم الإستقرار القبيلة وانتشر فيها العلم والرخاء المعيشي ونشطت التجارة بفضل الرأس المدبر
كان مقدماً في الملافي والإصلاح والناطق باسم القبيلة ولسان قومها في الاجتماعات القبليــة والدوائر الحكوميــة كان فصيحاً كريماً شجاعاً لا يجامل أحـد أو يتحيز إلى طرف مهما كان هذا الطرف نافذ في القبيلة
حظي بإحترام أبناء قبيلته وأبناء القبائل المجاورة وكان مسموع الرأي مجرب المواقف لم يتخلى في يوم من الأيام عن أحــد إنتخاه أو لجأ إليــه أنجب من الأبناء هلال وحرشان وأحمد وإبراهيــم ومحمد وعساف
كان شيخاً مطاعاً من الكل وكان له ملازميـن دائميـن مثل بويقي وعبدالله بن حديب وحسين بن غافل وكان يعاملهم معاملة لا تختلف عن معاملته لأبنائه
خلفه في المشيــخة بعد وفاته الشيــخ هلال بن قاري يرحمه الله وهو فصل آخر من الشجاعة والكرم وهو من الرجال الثابتيــن المعروفيــن وشجاعته وكرمه وجوده يضرب بها المثل من بعد الشيــخ قاري خلفه بعد مماته الشيــخ أحمــد بن هلال السني أطال الله في عمره وهو الشيـخ الثالث للقبيلة بعد أبيه وجده يرحمهم الله
هؤلاء هم سلسلة الشيـوخ في القبيــلة من بعد قاري
أما قاري بن دراج فما ورد عنه وعن مواقفه النبيــلة هو قطرة من بحر هذا الرجل العَلَم الذي عرفته تهامة وقبائلها ولا تزال تذكره وستبقى تتذكره وتتعلم منه كيف تكون القيادة وحب أبناء القبيـلة وتحمل الصعاب معهم والسعي من أجل مساعدتهم وحل مشاكلهم.
يتبع ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|