الموضوع: طاش و ما طاش
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-09-2007, 06:44 AM
الصورة الرمزية الجنتل
الجنتل الجنتل غير متواجد حالياً
[مشرف سابق]
رئيس فريق التحرير والنشر
[اللجنة الإعلامية]
 






الجنتل is on a distinguished road
10 طاش و ما طاش


طاش و ما طاش !!،

قضية رمضانية موسمية اعتدنا أن يحتدم الجدل حولها في كل عام بل صدرت فيها الفتاوى و دبِّجت فيها الخطب وكتبت فيها القصائدّ! ومع ذلك فلا تزيد هذه القضية إلا اشتعالاً! فهل تستحق هذه القضية فعلاً كل هذا الزخم ؟ أليس من المبالغة أن نتوجه بكل هذا النقد لهذا المسلسل بدلاً من الاستفادة منه؟ هل صحيح أن سبب مهاجمتنا لهذا العمل هو خوفنا من النقد؟ أم أن هذا المسلسل قد تجاوز حقاً قضية النقد إلى أمور أبعد من ذلك ؟ وأخيراً كيف استفاد ( الغرب ) من طاش!!؟

تساؤلات عديدة و مواقف متباينة ، لكن يبقى أن كل الذين شاهدوا طاش في هذا وحلقاته لم تنته حتى الآن يجمعون على أنه دخل مرحلة جديدة !! فما طبيعة هذه المرحلة ؟ وكيف ينبغي التعامل معها بصورة صحيحة معتدلة؟

يقول البعض عن هذا المسلسل إنه عمل درامي كوميدي هدفه التسلية فقط، و ليس الهدف منه علاج الظواهر الاجتماعية أو النقد السياسي ، ولذلك فهو غير مُلزم بالمعايير الموضوعية أصلاً ، و أما ما نشعر به من حساسية مفرطة تجاهه فإن ذلك بسبب ما تعودناه من تضخيم و تهويل لكثير من مشاكلنا وقضايانا .فيما يرى آخرون أنه عمل ناقد وذو رسالة، يحاول توظيف الكوميديا الساخرة و الطرح الجريء لعلاج بعض مظاهر الخلل في المجتمع وبخاصة في تلك القضايا التي تعتبر في عرف البعض خطاً احمر، وأما يثار حوله من ضجيج فذلك مؤشر نجاح له، نظراً لأن من طبيعة جميع الأعمال الناجحة الجريئة التصادم مع كثير من المفاهيم التقليدية و الممارسات السلبية السائدة في المجتمع ، لكنه قد لا يوفق أحياناً في معالجة بعض الموضوعات .

وفي المقابل فهناك من يخالف الرأيين السابقين ويعتقد بأن هذا العمل هو أكثر من كونه عملا كوميدياً أو ناقداً ، أو على الأقل فقد تحول من كونه عملاً كوميدياً ناقداً إلى عمل مبرمج وموجه و محدد السياسة ، وعليه فهم يرون فيه صفحة جديدة من صفحات الحرب الليبرالية على ثوابت ومسلمات و أعراف هذا المجتمع ! ويُلحظ ذلك من خلال وجود التطابق و التناسق التام في طريقة معالجة هذا المسلسل لبعض القضايا الحساسة كالتطرف الديني وقضايا المرأة و التعليم وقضايا الحسبة و غير ذلك، وأيضاً في الطرف الآخر لم يسلم الليبراليون من طاش فقد هوجم الليبراليون في حلقة (ليبراليون ولكن)؟! هنا السؤال ولكن ماذا؟ عادةً ما يكون الحديث عن مشاكل المجتمع أمر محفوف بالكثير من المخاطر .خصوصاً في مجتمع محافظ لا يرضى أن تمس ثوابته البسيطة فما بالك بالثوابت الأكثر التصاقاً بالدين والعرف العام الذي تحجر به الاصطلاح فما يسع أحد أن يمسسه بسوء حتى ولو كان حسن النية ينضح من جنباته .

وقد كان المسلسل الرمضاني الضاحك المضحك طاش ما طاش في البداية عبارة عن محاولة من محاولات الكادر السعودي التمثيلي لتعبئة الفراغ الزمني في البرامج الرمضانية وكم من المسلسلات التي التهمها النسيان والتي لا تختلف عن طاش ما طاش إلا في القليل من التفاصيل .

وقد اكتسب المسلسل الكثير من الشعبية لما يقدم من مشاكل المجتمع السعودي بعيداً عن المسلسلات العربية التي لا تتكلم إلا على المشاكل المحلية للبلد الذي أتى منه المسلسل فأصبح طاش ما طاش هو البديل المنطقي لما يعرض وكم وفق المسلسل في بعض حلقاته في كشف الكثير من المشاكل في المجتمع السعودي .

بينما ظلت بعض حلقاته رهينة الإسفاف والضحك الرخيص والمبتذل .وهذا ما أثار حفيظة البعض وكان مجمل الخلاف يقع في نقاط التهكم على بعض الأعراق.

وإن كان الكادر يجتهد في جعل كل الأجناس والأعراق واللهجات متساوية في التناول أو التهكم .

كل هذا ولا زال الكثير يرى فيه الكثير من الإيجابيات .لكن وفي هذه السنة وككل سنة قلب لنا طاش ما طاش القاعدة وصار يختلق المشكلات ثم يأتي لنا بها ليوجد حلاً لها!!؟

فما حلقة «البرقية» والتي بالغ فيها ثنائي طاش في اختلاق مشكلة وهو أن الرضوخ للأمر الواقع سيكون هو الأمر المحسوم في النهاية..

كاعتراض البعض في البداية على الراديو ومن ثم التلفزيون والطبق الفضائي وصولاً بأن المرأة سيأتي اليوم التي تقود فيه السيارة نهاية بدور العرض السينمائي .

وقد لفت نظري نقطتان في هذه الحلقة

الأولى هي الاستهزاء الواضح بالمسؤولين والتقليل من شأنهم في طرح آرائهم وأن لا هم لهم إلا القول بلا فعل؟!!

والنقطة الثانية هي التركيز على المرأة وإعطاؤها الحرية الكاملة حتى أنها تعود في ساعة متأخرة من الليل معللةً ذلك بوجودها داخل إحدى دور العرض السينمائي وهذا مالم يتخيله العقل والمنطق؟!!

وكما رأينا كيف كانت المرأة كاشفةً عن وجهها واضعة الماكياج كاملاً بالإضافة إلى لبس العباءة المخصرة ..

طاش ما طاش أصبح أداة توجيه في يد من يريد أن يزرع قيما جديدة فبعد أن كان للتسلية والإضحاك أصبح للتوجيه
والإرشاد


صحيفة المدينة

رؤية: فهد زيدان - جدة

وتقبلو مني خالص الحب والتقدير
.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة الجنتل ; 25-09-2007 الساعة 07:11 AM.