لقد وجدت أن حمد الله في كل حين ،، يطمئن الفؤاد،،
ويجلب الإسعاد
فاللهم لك الحمد أولاً وآخراً ،، وظاهراً وباطناً،،
كلما تنفس صبح وأسفر ،، وكلما لمع برق وأمطر ،،
وكلما ترعرع ورد وأزهر،،
ووجدت أن الصلاة على الرحمة المهداة ،،
والنعمة والمسداة،،نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،،
يخرجنا من عالم الهم،،وحفرة الكآبة،،وفخ الغم،،
فاللهم صل وسلم على نبينا محمد ما ذكره الذاكرون
وما غفل عنه الغافلون،،
صور تتكرر أمامنا ،، ومواقف تحدث لنا ،، نراها لا نكذبها،،
وأين نهرب من واقعنا...!!
أب ينهى ابنه عن الكذب ويحذره .. بل ويقبحه أمامه،،
ثم هو هو من يقول لإبنه قل له أنني نائم أو لست موجود..
معلم يؤنب طلابه عن عدم التأخير والحضور المبكر،،
ويشدد على ذلك،،ويرتب العقوبات،،
ثم هو نفسه من يتأخر تكراراً ومراراً..
طبيب يداوي ويجلس مع مدخن هدته الآلام ،،
وتجرع الغصص،، من أثر التدخين،،
ينصح ذلك المدخن ويبين له أضرار التدخين،،
وما سيحدث له إن هو استمر على ذلك،،
ثم يخرج الطبيب ليشعل السيجارة أمام الكل
ويجعلها بين شفتيه مدخنا..
إمام يخطب في منبره،،،يوعظ ويخبر،،
ويحث على إقامة الصلاة ،،حيث ينادى بها
ويضرب الأمثال،،ويأتي بالعبر ،،ويتأثر بذلك
ثم تجده غائباً عن الصلاة متأخراً عنها..
أم تحث بناتها على برها والتلطف معها،،
ومساعدتها في أمور بيتها،،والوقوف معها
تتكلم على بناهنا وتهزؤهم ،،وتشتكي كثيراً منهم،،
ثم هي هي وأمام بناتها ،،تعامل أمها بقسوة ولا ترعى حقوقها،،ولا تحسن إليها..
مدير ينزل القرارات في كل لحظة ،،يشدد على الأنظمة
وعدم التلاعب ،،ويعاقب كل مخالف،،
وبعد ذلك يرى تسيباً في العمل الوظيفي وعدم أمانة فيه..
ثم هو نفسه يأتي متأخراً ويذهب مبكراً،،وينتهك الأنظمة ولا يبالي بها..
تلكـ صور نراها،، ومواقف نمر بها..
تؤلم قلب كل غيور ،،
حقاً بغياب القدوة،، تحصل الهفوات وتكثر الأخطاء،،
وتختفي الأمانة..
عندما يرى المتربي..أن من يحسبه قدوة ويؤمل فيه نجاحاً وفلاحاً وصلاحاً..
بل وتوجيها وإرشاداً..
يراه أبعد ما يكون عن التطبيق وعن التخلق
وعن الرقي والتقدم،،
فإنه يسجد نفسه منقادة لتقليده ..والتشبه به..
إذ أنه لا يملكـ الكثير من التجارب والخبرات..
ويسعى لكسبها من خلال مربيه،،
شعر بذلك أو لم يشعر
ما أحوجنا إلى قدوات صالحة ناضجة،،تسر كل ناظر ،،
وتبهج كل خاطر،،
قدوة صالحة المظهر والمخبر..
يجدها المتربي أياً كان فيتأثر بها..
يحصل على خبرات وتجارب تعلمه كيف يتعامل مع الحياة..
في زمن رمز فيه إلى قدوات لا تستحق ذلك،،
وبات الكل يقلدها ويسعى لتطبيق كل ما تفعلها دون أدنى تفكير
قدوات مخربات للعقول والأبدان،،تزرع السموم ،،
تزين المظاهر بكل جميل ،،وتحلي كل عبارة،،
مع ما تحمله من حقد وبغض..
هذا ما يحدث باختصار
لابد أن يجعل كل واحد منا ،، من نفسه قدوة صالحة إيجابية..
لنكن نجوماً في السماء يهتدي بها كل ضال..
لابد أن نراقب تصرفاتنا وسلوكياتنا..إ
ذ أنها منهج ينتهجه الآخرون..
لنكن وردة فواحة،،لنكن عبيراً زكيا،،
وقبل كل شيء ،،يجب علينا أن لا ننسى أننا مراقبون ،،
وعلينا ملائكة يكتبون،،
يجب علينا أن نستشعر مراقبة الله في كل أعمالنا..
مراقبة الله التي تخلص الأعمال له وحده سبحانه،،
لا يهمه بشر ولا يقدم ويأخر معه أمر
وليت الذي بيني وبينك عامر .. وبيني وبين العالمين خراب
مراقبة الله..تدفعنا لكي نكون قدوات صالحات
أسأل الله أن يوفقنا لكل خير ،، وأن يطيب آثارنا،،
وأن يجعلنا قدوة أينما كنا
محبكم
أبوسالم