بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمّد وعلى آله الطيبين الطّاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي أحببت أن أشارككم تساؤلات, تهمّني وتهمّكم, وهي يوم الجمعة. يوم الجمعة يوم فضيل فيه عيدٌ لنا نحن المسلمين, وفيه أجر وثواب عظيم لمن كان يرجو الله . نزلت في هذا اليوم سورةٌ عظيمة, وطبيعيّ أن نكون حافظيناها منذ الطفولة, ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ) . هذه السّورة فيه أحكام عظيمة لمن كان يدرك تفسيراتها وأبعادها الإيمانيّة , ففيها حثّ على استباق الخيرات, إلى المسجد وما يتعلّق بذلك من علاقات إجتماعيّة وتقوية الصّلات بين المسلمين ولو مرّة واحدة في الأسبوع. وفيها أيضاً إستراحة
لمن كان مشغولاً بالتّجـارة, وهوساً طوال الأسبوع بالجري وراء المال .
ما أريد أن أقوله يا أخوان, هو أنّ يوم الجمعة, وبالذات صلاة الجمعة, تحوّلت من كينونتها الحقيقيّة إلى أشبه ما يكون بإثبات الوجود أو تصفية للحسابات . صور متعدّدة أشاهدها في يوم الجمعة كالتّالي:
1- إمام مسجد يتخلّى عن خطبة المسلمين إلى شابّ متحمّس, يطلب منه الخطبة ولو مرّة واحدة, حتى يتسنّى لهذا الشّاب أن يمارس فكره على المسلمين البريئين. فيرغي ويزبد على الجموع ويأخذ وقتاً طويلاً, على الرّغم أنّ خطبة الجمعة ليست لمشقة المسلمين.
2- للأسف, المساجد لا تزدحم بالمصلين إلا في صلاة الجمعة. حاولت أن أجد تفسيراً لذلك, لكنّي لم أجد.
3- بعد صلاة الجمعة, تجد الشّوارع مليئة بالزّحام, خصوصاً المطاعم, وبمقابلها تجد الشتم واللعن, بل ويتعدّى ذلك إلى الصّدام بين النّاس.
4- الأخلاق, كان يفترض أن تكون في يوم الجمعة في أعلى مستوى لها, ولكن أزعم أنّ ذلك يعود إلى استقبال الأسبوع الدّراسي, والذي لا يحفل بعمليّة تربويّة تليق بأخلاق الطّلاب وتهذيبهم.
هذا ما أردت أن أقوله وسلامتكم