بقلب رجل واااحد ..!
بقلب رجل واحد ..!
المكان .. الرياض ..مخرج 11
بعد ظهر يوم الجمعه 18 /11
وانا في طريقي لقضاء بعض إحتياجاتي ..
حالة تأهب وإستنفار ..
صوت إنذارات ..
أمامي .. لون أصفر يُحيط بالمكان ..
ركنت سيارتي .. بقرب ذلك البيت والدخان يتشعب من كل نافذه ..
إسعافات
رجال الدفاع المدني منتشرون ..
مايُقارب 12 سيارة إطفاء بجميح أحجامها
ثلاث سيارات إسعاف ..
لحظه بلحظه مع الحدث ..
كالمجنون أتنقل من شخص لأخر
أتسائل . هل من أحد بالداخل ..
مابين ضمير يؤنبني .. وحسره ..
ومابين منعي من الدخول في غيمة سوداء لا أرى من خلفها ..
لم يقف أمامي سوى رجل الأمن ..
أختنق بالرغم من كوني بعيداً شيئاً هذه الغيمة السوداء
ولكن مادفعني للإصرار والإختناق هو ذلك الرجل الذي خرج برفقة زوجته وطفل لا يتجاوز الثالثه من عمره
من كومه هذا الحريق ..
أتسائل مع نفسي .. هل هناك من ينتظرني بالداخل ..
وهل هناك من بحاجة لمساعده ..
عدت كالمجنون من رجل أمن لأخر هل من أحد بالداخل ..
كمامات ..
مراوح شفط
إسعافات
سيارات إطفاء بجميع أحجامها ..
ومعها في هذا الحدث ضميري الذي يؤنبني
وإصراري على الدخول ..
بالرغم من عدم التقصير من رجال الأمن الأوفياء ..
والذين كانوا بقلب رجل واحد
يتنقلون من غرفة لأخرى
بينما الأخر يعتليهم من أعلى السطح
..
حمدت الله أن لنا رجال كهؤلاء ..
وهنيئاً لهم بهذا الأجر العظيم ..
إنقاذ طفل من اليتم ..
عندها لم يسعني الخروج من نطاق هذا المكان حتى أتأكد بأن المنزل خالي ممن هم بحاجة للمساعده ..!
لم أعد أدرك الوقت ..
لأرى بأن وقفتي تجاوز الثلاث ساعات
بين .. سؤال .. وتأنيب .. وحسرة ..
ونظرة فخر لهؤلاء الرجال الأوفياااء ..
يخرج أحدهم من كومة هذه الغيمه السوداء .. بعد ان خلع الكمام الذي تسلل منه هذا الدخان
منهكاً مختنقاً .. متركناً تلك الزاويه
ليعود زميله الأخر بالدخول دون تردد ..
لعلي في ذلك الوقت أصبحت أحدهم
فلو سُمح لي بالدخول فإصراري لن يقف على كمام ..
ولن أنظر لنتيجة مابعد ذلك ..
ولكن رجال الأمن أستطاعوا إدراك الوضع ..
بنظرات تأمل ..
وبعد أن أطمئيت بما حصل ..
وريت حالة ذلك الطفل دون أية تأثر .. حمدت الله أن لنا مثل هؤلاء الرجال ..
وعلمت اننا مازلنا بخير ..!
لأعود
مقترباً من ذلك الرجل والذي يتبين تأثير كومة هذه الغمية السوداء
على وجهه وحالته الصحيه
وضعت يدي على كتفه ..
وهمست له ..
بإبتسااامه فخر ..
شكراً لكم أيها الأبطااااال ..
إنتهى .. فقد كان ذلك من قلب الحدث ..!
في يومي هذا ...
العندليب ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|