[الفقار]

تكالبت الظروف على ذلك الشاب فلم يكمل دراسته لظروفه الأسرية أو لعدم الوقوف معه في مراحل تعليمه الأولى، فكان المؤهل الذي يحمله لا يتجاوز المرحلة المتوسطة
بحث عن وظيفة فلم يجد فقد تعطل من يحمل الثانوية وربما الجامعة في بعض التخصصات ولكنه لم يتوانى عن البحث لأنه بدء يشعر بقسوة الحياة وظروف المعيشة فقرر أن يكون حارس أمن وهي الوظيفة الوحيدة التي فتحت له أبوابها
لم يتردد في ذلك وعمل بكل جهد فكانت البداية بمرتب لا يتجاوز ( 1200 ) ريال قبل به على مضض وظل حريصا على عمله خوفا من البطالة حتى تم اختياره لحسن سلوكه وتفانيه في السابق ليكون حارس أمن على منشأة هامة وهي (( مصرف الراجحي )) براتب شهري يصل إلى 2500 ريال))
كاد أن يطير من الفرح وأعلن زواجه وبدئت أسرته تكبر يوما بعد يوم وكذلك عمره حتى جاوز الأربعين ولم يستطع المقام بالمدينة لموجة الغلاء فقرر أن يداوم لوظيفته من قريته التي تبعد قرابة الخمسين كيلا
وفي كل يوم يشعر بالخطر ويحدث به زملائه في العمل فهو يقطع ذهابا وإيابا في خط مزدحم مئة كيلو متر ، حتى حدث له حادث أليم وهو في طريقة للعمل أصيب فيه بكسر في الحوض وبعض الجروح الأخرى
لم يشعر بألم الحادث بقد ما شعر بألم المستقبل فطلب من أخيه وهو في موقع الحادث أن يتصل على مدير الفرع وقال : له وهو يتأوه من الألم سأرسل مفاتيح الفرع مع أخي فقد حدث لي حادث بالطريق

انظر فيما يفكر ، وهل ستقف الشركة المسئولة عنه معه وتصبر عليه حتى يتم شفائه الذي قد يطول ؟ لا أعتقد

(( قصة واقعية حدثت في الشهر الماضي ))