رغم الهزيمة.. الاتحاد يستحق الاحترام
كنت جهزت قلمي كما فعل غيري لتفصيل الحديث عن منجز توقعنا أن يحققه الاتحاد بحصوله على كأس آسيا، كما أثنينا قبل على وصوله إلى النهائي بعد أن أبدع في مشواره، ومصدر الثقة مستوى الاتحاد الراقي في هذه المسابقة، لكن بما أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن فإن الطموح الذي تغير من كأس آسيا ثم مشاركة الاتحاد في مسابقة كأس العالم للأندية إلى اقتصاره على المركز الثاني لا يعني قلب ظهر المجن عليه، فنتحول من المدح إلى القدح، ومسبب التوجه هذا الحالة الشاملة الراهنة التي تعيشها كرة القدم السعودية على مستوى المنتخبات خاصة، فطالما أن الوضع العام متراجع فإن الحالات الاستثنائية يجب الثناء عليها حتى إن لم تصل إلى القمة.
حالة كحالة الاتحاد قدم عروضا رائعة في مشواره الآسيوي فحقق نتائج قوية كما هو الحال حينما فاز على ناجويا الياباني بستة أهداف جميلة في جدة، وبهدفين في اليابان وبمستوى متميز في الدور نصف النهائي يجعلنا نتمهل قبل توجيه نقد حاد له، فهو الآن بالمقياس الحاضر الخاص بمسابقات آسيا لهذه الفترة ثاني أفضل ناد في آسيا، وعلينا أن نكون منصفين له عامة ولإدارته خاصة، هذه الإدارة الفتية التي استلمت مهماتها قبل بضعة أشهر فقط، فلا يثني عزمها عدم نجاح في لقاء واحد حتمت الظروف عليه أن يخسره ويخسر بالتالي الحصول على بطولة.
حينما نضع الأندية على المشرحة نجد أن ثلاثة منها هي الشباب والهلال والاتفاق فشلت في مرحلة مبكرة من المسابقة الآسيوية في مرحلتها الأخيرة، وهو فشل طبيعي إذا ما نظرنا إلى المستوى العام للكرة السعودية، وغير طبيعي إذا نظرنا إلى حجم القوة التي تتمتع بها أندية كالهلال ماديا وفنيا وجماهيريا، خاصة أن الأندية الأخرى المقابلة تعيش حالة دونية إما فنيا أو اقتصاديا، والوضع الاحترافي الذي ارتقت الأندية إليه يتطلب تقديم مستوى مشرف على الصعيدين المحلي والخارجي.
تقييم الكرة السعودية عامة في الوقت الراهن يمكن تجزئنه، فعلى مستوى المنتخبات ثمة تراجع مخيف لن يتم إسعافه في فترة وجيزة حتى لو بذلت جهود مضاعفة طالما أن الشق أكبر من الرقعة، أما على مستوى الأندية فثمة ثبات وتراجع في آن واحد، فأندية كالإتحاد ما زالت محافظة على قوتها خارجيا تتقدم أحيانا وتتراجع أحيانا، وأخرى تراجعت خارجيا، فالهلال مثلا غاب عن أهم البطولات الخارجية وهي الآسيوية منذ سنوات، وهو الذي ظل يحضر لها ليبلغ القمة التي كان متربعا عليها، والأهم المشاركة في مسابقة كأس العالم للأندية، المسابقة الأهم إطلاقا لجميع الأندية في كافة أقطار العالم. لننتظر إلى العام المقبل، فربما بلغت الأندية السعودية مبلغا أفضل، لكن لتعمل من الآن لذلك الحدث