وجهة نظر أسقطت الاتحاد
يخلط الكثير في المفهوم الحقيقي لوجهة النظر التي يعبر بها الإنسان حول موضوع معين، فالكل يتحدث وينظر ويظهر كل ما يلج في صدره من ذم أو مدح تحت مظلة وجهة نظر، (المغلوبة على أمرها)، وربما يمرر سمومه أو أفكاره من نفق حرية الرأي، وهنا لابد لنا أن نوضح حقيقة مصطلح وجهة النظر الدارجة في المجتمع الرياضي على وجهه التحديد، حيث أنها تصنف وجهة النظر لنوعين، إما تكون وجهة نظر مقبولة (وليس بالضرورة تكون صائبة)، أو وجهة نظر مرفوضة، فهناك فرق. فوجهة النظر المقبولة في الطرح تتمحور في المفهوم الصحيح، ويكمل ذلك بأنها رؤية خاصة بك حيال موضوع يتم طرحه للمناقشة، و يطلب رأيك فيه (وليس تطفلا منك)، لتقوم بإبداء وجهة نظرك أو رؤيتك وفق ما تعتقده أو تشاهده من مرئيات منطقية ومعلومات مؤكدة، لتعطي في نهاية الأمر رأيا بني على أسس ومعايير يقبلها العقل والمنطق، وعندما تسأل عن الدوافع المكونة لوجهة نظرك تستطيع أن تقدم التبرير المقنع، وبالتالي ينبغي على الطرف الآخر أن يحترمها حتى لو اختلف معك، نتيجة المعطيات التي استنتجتها من الحدث الذي تعبر عنه، وفي الغالب وجهات النظر قد تختلف من شخص إلى آخر في الرؤية، لكن لا تختلف في المعايير التي قامت عليها، وكلما اقتربت وجهة النظر من الواقع، منحت انطباعا عند المتلقي بأن صاحب هذه الوجهة ذو بعد ثقافي للمجال الذي يخوض فيه، لذلك تجد أصحاب وجهات النظر الثاقبة هم الأقرب لتشخيص الواقع من غيرهم، وعادة ما يطلقون على هؤلاء بمصطلح (خبير)، وهناك من وجهات النظر ما تتقارب في نقاط وتتباعد في أخرى، لكن تجدها تتمتع بمعايير الطرح وهي تدور في بوتقة واحدة لتقاربها في الرأي و قد نتفق عليها وقد لا نتفق.
• أما وجهات النظر التي لا تقوم على أسس أو معايير منبثقة من الحدث، فهي محصلة عقليات (ضحلة) تهرف بما لا تعرف فاقدة جميع مقومات الطرح بعيدة كل البعد عن المنطق، وإنما تظهر للإفساد متعة الحوار ولا يستطيع ذلك( المعبر) تقديم الحجة التي يقنع بها المتلقي، بل إن صاحب وجهة النظر المرفوضة يفقد احترامه في النقاش بإصراره، وربما يستخدم عبارات ساقطة من أجل الضغط على المتلقي للأخذ بوجهة نظره وغالبيتهم تجدهم عندما يتحدثون لا يضع لحديثه حدودا أدبية، فيورد بعض الألفاظ لدعم موقفه في سياق وجهة نظره، وعبارات أخرى مثل (أنا أتكلم بصراحة.. وأنا لا أخشى أحدا.. ولن أجامل)، وللأسف كل تلك الإيحاءات تعبر عن حقيقة نفسه وتساهم في سقوطه الثقافي من على خشبة المسرح الإعلامي، كما أنك تجدهم يغيرون وجهات نظرهم لنفس الحدث من مجلس إلى آخر، حسب ما تقتضيه المصلحة، كونها لا تقوم على أسس حوارية معينة ومن السهل تغييرها، طالما المخرج عاوز كدا، وهؤلاء يطلق عليهم الطابور الخامس ..
• من وجهات النظر المقبولة ما تناوله عادل البطي في برنامج مع الحدث بقناة art عقب خسارة الاتحاد لنهائي كأس آسيا، مبينا أسباب الخسارة مع ذكر الدوافع التي اعتمد عليها، وقد قبلت من المشاهد، بينما وجهة النظر المرفوضة طرحت في نفس البرنامج من قبل أحد زملاء المهنة، و التي أرجعت خسارة الاتحاد لنهائي كأس آسيا إلى أن اللاعبين أغنياء والإداري (فقير)، و بالتالي لم يستطيع أن يكسب المباراة، ولا أعرف ماهي علاقة ذلك بتلك، وهذا يفرض علينا عدة تساؤلات منها:
• هل الزميل اطلع على كشف حساب اللاعبين والجهاز الإداري ليعرف من الأغنياء فيهم؟
• وهل الاتحاد عندما كسب ناغويا الياباني في نصف النهائي كان وقتها الجهاز الإداري أغنى من اللاعبين، لذلك فاز الاتحاد، وعندما عسكر الفريق في اليابان 18يوما أفلس الإداري بحكم غلاء المعيشة ، مما كسر بخاطر اللاعبين ليخسروا المباراة؟
• حقيقة أغرب وجهة نظر سمعناها، لينطبق عليها المثل القائل «رب كلمة تقول لصاحبها دعني».
خاتمة
• بقيت وجهة نظري والتي اختصرها، بأن القائمين على القنوات الرياضية هم من يحددون نجاح البرامج، سواء من خلال فكرة البرنامج أو حياديته في الطرح أو نوعية الضيوف المختارين لإثراء البرامج، ومنهم بتال القوس ومحمد نجيب كنموذج يقتدى به، فهما لا يقبلان المزايدة على مصداقية برامجهم ونجاحها