!!أريد أن أخبركم بأمر!!
ربما عجب الغرب من اجتماع أسرة كاملة على مائدة الغداء أو العشاء
أبٌ وأمٌ وأبناء
وربما عجبوا من انتظام المصلين في صفوف الصلاة
وقل أنهم قد أدهشهم تواجد الجم الغفير من المسلمين في عرفات
مناظر تستوقف الأبصار وتجذبها وتجعلها تسبح في نهر الخيال
كيف لتلك الجموع أن تتفق،،وكيف لهؤلاء القوم أن يجتمعوا
أليس لديهم أعمال!!
ألا يسعون لجمع الأموال!!
كم حالهم غريب!
وكم فعلهم عجيب!
ما سر هذا الاجتماع وما حقيقة هذا التجمهر؟!
إنه ذلك الدين العظيم الذي علمنا الألفة والمودة
إنه ذلك الدين الذي علمنا الأولويات والمهمات
أحبتي الكرام كم نحن بحاجة إلى العودة إلى توحيد الكلمة
والانضمام إلى الصف وجمع القلوب
نعيش فرقة قلبية حتى مع أهل بيتنا!
ويا للعجب!!
غابت عنا تلك المعاني
قول الله تبارك وتعالى(إن هذه أمتكم أمة واحدة)
وقول نبينا صلى الله عليه وسلم
(عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يصيب من الغنم الشاردة)
وما أجمل ما قال معن بن زائدة
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى..خطبٌ ولا تتفرقوا أفرادا
إن الاجتماع والاتحاد يبدأ من نفسك
إنك عندما تفهم نفسك وتتعرف عليها
وتأتلف معها وتسعى لإيصال لها ما ينفعها
ذلك اتحاد
وأنت أيها الأب الحنون
كون علاقة ألفة ومحبة بينك وبين زوجتك
إتفاقية الاتحاد وميثاق الوحدة
تقوم على فهم زوجتك والصبر على أخطائها
والوقوف إلى جانبها
ثم ازرع ذلكـ في أبنائكـ
ولكل من عُين رئيساً على مجموعة
عليكـ بغرس الترابط والأخوة بين أفراد العمل
إخوتي الكرام
ليس المهم أن تجتمع الأجساد بقدر أن المهم
أن تجتمع القلوب
أن تبيت وليس في قلبكـ شيء على أحد من المسلمين
أن تحب لإخوانكـ المسلمين ما تحبه لنفسكـ
أن تتفقد كل من حولكـ
أن تقف مع الفقير وتعاون المحتاج وتغيث الملهوف
أن تحفظ أعراض المسلمين
أن تدعوا لكل من يلهج بكلمة التوحيد قولاً وعملاً
من الآن جمّع ولا تفرِّق
من الآن بشِّر ولا تنفر
من الآن أرفق ولا تشدد
من الآن أزرع الحب والوحدة والتآلف بين الذين من حولكـ
لنعتصم بحبل الله جميعاً
لنأوي إلى الركن العظيم
لنعلم الأبناء العمل بروح الفريق
لنكن أمة واحدة
حتى نعيش حياة نحمدها
وعمراً نشكره
وزمناً نثني عليه
هذي حروفي قد كُتبت
تنتظر روعة تفاعلكم
وفقتم
أبوسالمـ عساكـ سالمـ