[خليل الحريري]

تصنيف البلطان للأندية الكبار في الكرة السعودية يفجر غضب الأهلي والنصر
رئيس الشباب يصر على رأيه ومناوئوه يعتدون بالتاريخ والبطولات والعقود الاستثمارية




خالد البلطان



الرياض: بندر الماضي، أحمد الأسمري
حرك رئيس نادي الشباب خالد البلطان مياهاً راكدة تتعلق بتصنيف الفرق الكبيرة في الكرة السعودية, بتصريحاته المثيرة للجدل عقب مباراة فريقه الدورية أول من أمس أمام الاتحاد (1/صفر), قال فيها إن زمن مقولة الأربعة الكبار ولى إلا في المدرجات, ولا يوجد حالياً سوى 3 كبار بالأرقام هم الشباب والهلال والاتحاد.
واعتبر الأهلاويون والنصراويون التصريح انتقاصاً لهم ولتاريخهم بإبعادهم من خانة الكبار التي يمثلون نصفها في مسمى "الأربعة الكبار"، واشتعلت حدة التوتر إزاء حديث البلطان سريعاً عبر آراء الجماهير الخضراء والصفراء في منتدياتها في شبكة الإنترنت التي تضمنت بعض الأطروحات الحادة الخارجة عن النص, قبل أن تنتقل المواجهة للميدان الفضائي بردود مباشرة من المسؤولين النصراويين والأهلاويين كانت عنيفة تجاه الشباب في بعضها خصوصاً من الجانب النصراوي ودخلت في مسائل متعددة كالوصول لكأس العالم للأندية والعقود الاستثمارية والجماهير ودوري الدرجة الأولى ودوري الممتاز بنظام النقاط, مما اضطر الرئيس الشبابي للظهور من جديد لإعادة حديثه بصورة أشمل. في المقابل لزم الهلاليون والاتحاديون الصمت إزاء مقولة البلطان في إشارة لتأييدهم له، ولا سيما أنه سبق لرجالات بارزين في كلا الناديين طرح فكرة التصنيف الجديد لمفهوم الكبار في أوقات سابقة.

ردود فعل

وفي الوقت الذي انقسم فيه المتابعون بين مؤيد ومعارض وآخرين وقفوا على خط الحياد, أكد رئيس النادي الأهلي عبدالعزيز العنقري احترام ناديه الكبير لنادي الشباب، مقراً أن الشباب كان في المواسم السابقة وهذا الموسم من أكثر الفرق التي تقدم الكرة الجميلة الممتعة, لكنه أبدى عتبه على البلطان لذكره معلومات خاطئة قللت – برأيه – من الفريق الأهلاوي قائلاً إنه "عتب محب" نظراً لأن التصريح صادر من رئيس ناد كبير.
وأضاف "ما ذكره البلطان لم يكن محقاً فيه فيما يتعلق بالجانب الأهلاوي بالذات, ففي دوري الموسم الماضي كنا في المركز الثالث قبل الشباب الذي احتل المركز الرابع, وحققنا الموسم الماضي بطولة أندية الخليج, وقبلها نلنا كأسي ولي العهد والأمير فيصل بن فهد (موسم 2006/2007) على حساب غريمنا التقليدي الاتحاد, فيما لم يستطع الشباب أخذ الدوري بنظام النقاط, كما أن العقود الاستثمارية التي أبرمتها بعض الأندية أثبتت من هم الأربعة الكبار, فكثير من الأندية التاريخية غابت لفترات وحضرت في أخرى".
أما رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي فأكد أن "الفرق الكبيرة معروفة لدى الجميع والشركات الراعية تبحث عن التوقيع معها، وأعتقد أن فرق النصر والاتحاد والأهلي والهلال هم الأربعة الكبار الحقيقيون ولم يسبق لهم السقوط والهبوط إلى دوري الدرجة الأولى"، في تلميح إلى هبوط الشباب نهاية القرن الهجري الماضي وعاد بعدها بسنة ليصبح لاحقاً ثاني الدوري المشترك عام 1402.
بدوره قال عضو شرف النصر الأمير ممدوح بن عبدالرحمن إن "الشباب لم يصل للعالمية كالنصر أو يهيمن على البطولات الآسيوية حتى يتفوق على النصر والأهلي, وربما أن حديث البلطان جاء كتصفية حسابات مع بعض الأشخاص الذين اختلف معهم في بعض الأندية", مثمناً علاقته القوية التي تجمعه بالبلطان الذي وصفه بعضو الشرف النصراوي.
وأضاف "ليس من حق البلطان تصنيف الكبار، وبالمناسبة تصنيفه ذكرني بتصنيف زغبي وتصنيف شغالة الاتحاد الدولي للإحصاء، والبطان ربما خانه التعبير، وهناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، وربما هو متضايق من أحد الأندية التي أسقطها من حسابات الكبار وكنت أتمنى ألا يحدث ذلك وهو يعرف من أقصد".
أما المشرف العام على كرة القدم الأهلاوية الأمير فهد بن خالد فأكد أن ما ذكره البلطان يعد وجهة نظر تخصه, رافضاً بشدة إبعاد الأهلي من خانة الكبار.

تبيان

من جهته, عاد البلطان لتأكيد تصريحه، وقال إنه ما زال على رأيه بأن القمة الآن الفرق الثلاثة التي ذكرها وفق مستوياتها الفنية وأدائها واستحواذها على البطولات وسيطرتها خلال الـ6 سنوات الماضية على لقب الدوري بالتساوي فيما بينها مع تصارعها الآن على صدارة الدوري بمسافة بعيدة عن غيرها, فيما لم يسقط مقولة الأربعة الكبار في التاريخ والجماهيرية".
واستغرب البلطان أن يهاجم النصراويون والأهلاويون تصريحه عندما سعى لإنصاف ناديه ومنحه حقه بين الأندية الكبيرة, وتساءل عن صمتهم عن تصنيف كثير للكرة السعودية وأنها لفريقين هما الاتحاد والهلال, مشدداً على احترامه التام للأهلي والنصر وتاريخهما العريق، وأنه لم يذكرهما في تصريحه ولم يسيء لهما كما أكد تقديره أيضاً لجميع الفرق دونما استثناء.
واستطرد "أنا صوت شبابي مل من عدم الاهتمام الإعلامي بفريقه, فإلى متى هذا التجاهل الذي نعاني منه حتى في عقود النادي واللاعبين؟ كما أنني أستغرب هذا الاحتقان تجاه ما ذكرت وهو يعبر عن وجهة نظري ومن واقع فني واضح ومن لا يرى أن الشباب ليس من الكبار فعليه كثيراً مراجعة حساباته, كما لم نغضب نحن حين كانوا يقولون الأربعة الكبار".