[ابن مخزوم]

لقد حدث ما كنا نخشاه ونُحذر منه دوماً يا إمارة دبي , فالطالما ناشد المناشدون , وحذر المحذرون بأن ما تنهجيه من منهجٍ إقتصاديٍ مُتسرع و مُتغافل , ما هو إلا فقاعة صابون قد تنفجر في يوماً ما , وللأسف قد أنفجرت إنفجار القنابل , حيثُ تجاوزت الديوان المفروضه على دبي نحو تسعين مليار دولار , فيا للهول ويا للمصيبه من هذا الأمر الجلل .

لهذا تحملي لوحدك يا دبي ما أقترفتُه يدك , فالطالما كنتِ تُصارعين من أجل البقاء في الوهم الذي توهمتيه وأُهمتي غيرك , فأخذتي تقترضي القروض الربويه بلهفاً ولهث , وتُنشئي المُنشآت السياحيه الماجنه بحزماً وجلد , لتكوني بحق ممن سعى في الأرضِ فساداً , وممن يبغي بين المؤمنين عِوجا .

ومن أجل هذا أستحقيتي من الله المحق , لأنه تعالى قال في محكم تنزيله : "يُمحق الله الربا ويُربي الصدقات والله لا يحب كل كفّار أثيم" , وأستحقيتي أيضاً الإذان بالحرب من الله ورسوله , حيثُ قال سبحانه : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظْلمون ولا تُظْلمون" .

فسبحان الله كيف يغفل الغافلون عن هذا الوعيد والنذير الإلهي العظيم , ولكنها حُمى التبعيه الغربيه التي يُريدها بعض العرب , حيثُ لو دخلوا حُجر ضبٍ لدخلوه , فسُحقاً لهذه التبعيه الضبيه المضحكه .

فأنظروا متعظين ومعتبرين ماذا حدث لإمارة دبي , فبعدما كانت دبي "اليدِ العليا" أصبحت بين عشيةً وضحها دبي "اليدِ السفلى" , فالأخبار تقول بأن إمارة دبي أصبحت تستصرخ إمارة أبوظبي طلباً للمساعده , لتكون المفاجأه الكُبرى والغير منتظره في أن إمارة أبوظبي تستثقل هذه المساعده , وتقول بإقتضاب بأنها لن تُسدد كامل الديون المفروضه على دبي , مما قد يحدث لاحقاً شرخ سياسي شديد بين الإمارتين لا سمح الله .

فهيا يا محمد أبن مكتوم أرنا ماذا تفعل , فالشعراء قد أفاظوا في مدحك , وأطنبوا في فروسيتك , حتى غووك فأعموك عن الحق , وكما هو معلوم فإن الشعراء يتبعهم الغاوون , حيثُ جعلوك تمشي في الأرض مرحاً , فتفعل ما يُغضب الله و رسوله من فعل المنكرات , ونشر المفسدات .

ولكن لانقول إلا نسأل الله اللطف على أهلنا الكرام في إمارة دبي , فقد سمعت بأن هنالك الكثير منهم قد فقدوا وظائفهم و أعمالهم , فهم بحق الخاسر الأكبر من كل هذا .

لهذا نرجوا من الله أن تمر هذه الأزمه على خير , وإلا "فعلى دبي فلتبكي البواكي" .