سيدتي الكريمة/ أم يزن
أسعد الله أوقاتك و أوقات كل من سيأتي على مشاركتك الراقية هذه.
مررت بهذه المشاركة الحوارية المتعقلة فآثرتُ أن أشكرك في البدء على طرحك المتوازن و على فكرك الخطابي النير.
ثم أنه يا سيدتي لا شك عندي في أن لدينا خللاً كبيراً في فهم طبيعة الطرف الآخر، الأمر الذي أفرز اشكاليات جدلية واسعة لم تستطع معها حوارات متخصصة سابقة أن تقدمَ حلولاً ناجعة إما أن تروقَ للطرفين أو أن تضعَ للخلافِ نهاية. ناهيكِ عن الانشغال بقضايا فكرية عقيمة.
في رأيي، سيبقى الجدلُ حولَ مكانةِ المرأةِ و قدرِ الرجلِ في المجتمعِ ناصباً هامته، ساخراً من نعتِ مجتمعاتِنا بالمدنية و هي أقربُ إلى العشائريةِ منها إلى غيرها. ستبقى المرأةُ مسلوبةَ الإرادةِ ما لم تعرف كيف تتحاورُ مع الرجل و سيبقى هذا الآخر موضعَ شبهةٍ ما لم يقدم مبادرات جادة في الإصغاءِ لما يؤرِّق حواء.
إن المشكلة الحقيقية - يا سيدتي - تكمن، كما أستشعِرُها، في جهلِ القطبين المكونين للمجتمع بأدوراهما داخل النسيج الأسري.
ليس هذا فحسب، بل أن من الرجال من أضحى يعتقد أنه حتى حرية المرأة الشخصية لا ينبغي أن تخرج من تحت عباءته. في الوقت الذي نجد فيه بعض النساء يطالبن بالمساواة العمياء مع الرجل في كل شىء. سمعت بأم أذني - إن جاز التعبير - من تقول لماذا لا يعيب المجتمع على الرجل تدخينه السجائر بينما يرى في ذلك عاراً على الأنثى.
أرأيتي إلى أيٍ حدٍ نأينا بأنفسنا عن قضايانا الجوهرية ؟
عذراً سيدتي ، فقلب <<<هذا المستخدم ليكادُ ينفطرُ كمداً لما آل إليه الحال ،، إلى اللقاء.