| 
				 قصـــــيدة العشماوي في جدة 
 
		
		 [poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا = لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
 لا تسألوا عنها السيولَ فإنها = قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟
 لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا) = فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
 أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ = والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟
 لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي = أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
 لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا = عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
 مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً = وعلى كراسيها الوثيرة دارا
 مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً = جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
 لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ = دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا
 مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ = فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى
 وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ = تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
 صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها = صوراً تثير من الرَّمادِ شراراً
 أهلاً برونقها الجميل ومرحباً = لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
 لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها = فالجرح فيها قد غدا موَّارا
 لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم = بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا
 ما بالهم تركوا العباد استوطنوا = مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا
 السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه = إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
 فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا = هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟
 ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ) = زار الفُلانَ، وليته ما زارا
 قال المحدِّث: لا تسلني حينما = زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا
 ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه = وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
 حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ = عن ظهره المشؤوم حين أدارا
 سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما = ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
 ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما = أعطيتُه الأوراقَ والإِشعارا
 ألقى إليها نظرةً، ورمى بها = وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
 هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما = يتباكم المتكبِّر استكبارا
 فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً = حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
 ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ = ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
 قال: الأمور جميعها ميسورةٌ = أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
 وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه = ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
 وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على = حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
 ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً = ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
 يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي = غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
 إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ = فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا
 ويقول والأمل الكبير يزيده = أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا
 يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا = لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
 واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً = في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا
 ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً = وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
 يا خادم الحرمين تلك أمانة = في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
 الله في القرآن أوصانا بها = وبها نطيع المصطفى المختارا
 في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما = تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
 تلك الأمانة حين نرعاها نرى = ما يدفع الآثام والأوزارا[/poem]
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
			 
 |