عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-09-2007, 11:55 PM
علي المفضّلي علي المفضّلي غير متواجد حالياً
 






علي المفضّلي is on a distinguished road
افتراضي فن الشقر وشعر العرضة ..!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد

شعر الشقر (العرضة)


فن الشقر هو أحد فنون الشعر العربي والذي يرى أن أبياته لها خصوصية فنية ، ولغوية وثقافية، تختلف عن الفنون الأخرى..

فخصوصية ( الشقر) من السمات التي يتميز بها هذا الفن حتى سمي به ، والعرضة الجنوبية بشكل عام تكمن خصوصيتها في صلتها المباشرة بحياة الناس وطباعهم وبيئاتهم مما يجعلها من أمسى الفنون الشعبية وأمتعها..

نستدل من مسمى العرضة على غرضها في رقصة الحرب ، وهي من الاستعراض أو العرض العسكري..

والعرضة ذات مسمى واحد معروف في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي ، إلا أنها تتخذ بعض المسميات حسب تعريفات خاصة بقبيلة أو منطقة ، أو بحسب الألوان التي تؤدي بها فتسمى : الحدوة والعيالة ، والسهيدة ، والبداوي ، والرزيف، والعرضة السيفية ...

ورغم تواجد العرضة في أكثر من منطقة إلا أنها لا تختلف اختلافاً جذرياً عن بعضها البعض فبناؤها واحد في مناطق المملكة والخليج في اللحن والأداء والرقصات ما عدا المنطقة الجنوبية فإنها تتفق معها في المسمى والغرض والهدف وتختلف أداء وبناء..

أما مصطلح ( الشقر) فهو كلمة عامية تطلق على شعر العرضة الجنوبية ، وتطلق عند تشابه لفظين في النطق واختلافهما في المعنى، وهو المحسن اللفظي ( الجناس) بنوعيه التام والناقص، والجناس حلية لفظية تكسب الشعر جرساً عذباً وممتعاً وإيقاعاً جميلاً ، وهو ليس بغريب على قواعد الشعر منذ الإرهاصات الأولية لفن الشعر...

والجناس التام : هو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي نوع الحرف ، وشكلها، وعددها ، وترتيبها..

ومن الجناس التام يقول أبو نواس :

عباس عباس إذا احتدم الوغى
والفضل فضل والربيع ربيع


أما الجناس الناقص : فهو ما اختلفت فيه اللفظتان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة ومنه :

يقول أبو تمام :

يمدون من أيد عواص عواصم
تصول بأسياف قواض قواضيب


ومن الجناس التام في الشعر العامي قول الشاعر محمد بن حمد بن لعبون:

جتني تسلم خلف الأطناب واقفت
منها السلام تحية يوم وقفت
لما وضح مني لها العرف واقفت
قالت لها وش عند خاطرك ياقوت


ومن الجناس غير التام في الشعر العامي قول الشاعر محمد العرفج :

بالله يا ركب إن نويتوا تمدون
ياللي على نسج المساجي تردون
تكفون في روس التايه تونون
بالهون لا هنتوا عسى لي تردون




ومصطلح ( الشقر) يطلقه البعض على شعر العرضة الجنوبية بحكم تفرد شعر العرضة بهذه الصفة ، ولعل أصل هذه اللفظة يعود إلى شقر فصل الشيء إلى قسمين...

وفي شعر العرضة " يشقر" شاعر الرد معنى كلمات أواخر الأبيات إلى معنى آخر غير الذي أراده الشاعر الأول ..

وقد يصبح الشقر ( شقراً) كاملاً (تاماً) ، أو ناقصاً ، أو بدمج كلمتين في كلمة واحدة ، أو بفصل كلمة واحدة إلى كلمتين ، وهذا طبعاً يعتمد على إمكانيات الشاعر اللغوية والمعرفية والشعرية ..


و( الشقر التام) هو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي نوع الحروف ، وشكلها ، وعددها ، وترتيبها..

ومن ( الشقر التام) قول الشاعر سعيد بن هضبان :

البدع :

يا عبد الله صدقوا كل ما " ينقال "
ما قريت إلا الأحاديث " والقران"
والدولة تحمى جانبك " وجانبي"
والسعيد مساعد والشقي "معذب"
لا تسوي حزب وإلا " مظاهرة"


وفي الرد يقول الشاعر صالح بن عزيز:

عندنا الهداج ما هو بماء " ينقال"
والبحر والنهر ما بينها " قران"
البحر يرضي المواطن و" جانبي"
مير ما ابغى التحليه والشراب " معذب"
شربنا من عد أزرق " مظاهره"


فلو لاحظنا الكلمة الأخيرة من كل بيت نجدها قد شقرت كاملة دون زيادة أو نقصان .



أما ( الشقر الناقص ) فهو الذي ما اختلفت فيه اللفظتان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة ومنه :

البدع / عيضة بن طوير :

لا تنظر ما تبصر الشهر و"النجوم"
والكهربه ما جاء على نورها "غيوم"
وابو حسن قلبي يهرج معه " بالعاني"
واللي معه تعبات من قصف " معرفه"


الرد أحمد بن زربان ( حوقان المالكي ) :

لفيت جيد قدر الضيف و" المعزوم"
عوايده ما يكره الضيف كل "يوم"
نعمين يا اللي يركمون الخطر " والعاني"
واللي معه عقلاً ورشداً " يصرفه"


فلو لاحظنا أواخر الأبيات في قصيدة الشاعر عيضة بن طوير لوجدنا أنها لم تشقر شقراً كاملاً في قصيدة الرد ، بل حرص الشاعر ابن زربان على الحرفين الأخيرين من كل بيت فحافظ على المعنى وضحى بالشقر .



أما شقر الكلمة إلى كلمتين فمنه قول عبد الواحد الزهراني في البدع :

يا مملكتنا تحدي الزمن و"العهود"
لو كان شفت الزمان اللي "معاه ادوخان"
ونهظة المملكة واعمالها " منجزاه"
ما شفت مصفاة ينبع "بيش جاء زيتها"


الرد/ عبدالله البيضاني :

يقول عبد الله ما حق تضيع "العهود"
عرفت راع الخيانة يوم " عاهد وخان"
إن كان لابد للي خاين " من جزاه"
اتعب قلبي وروحي "بيش جازيتها"


وهنا نلاحظ أن الكلمات الأخيرة في أبيات الشاعر عبد الواحد الزهراني شقرت إلى كلمتين في أبيات الشاعر عبد الله البيضاني .



أما ( الشقر) الذي تم فيه دمج كلمتين في كلمة واحدة فمنه :

قول اللخمي في البدع :

حطوا الناس جاله واجعل " الجن .. جال"
والتقط موجة الرادي "ينص اريال"
يوم دارت وكون الخير" من ربيه"
ما ابصر إلا الصواقع في " كري.. تشي"


الرد على عبد الواحد الزهراني :

خلها عشرة البراد و" الفنجال"
الجنيهات نصرفها "بنص ريال"
وأنا لو كان في جيبي "مية ربية"
لاشتري كل غالي في "كراتشي"


ففي البيت الأول ، وفي البيت الرابع نجد أن الشاعر عبد الواحد دمج كل كلمتين في كلمة واحدة .



أما بيت العرضة الجنوبية فما يسمى شطر في بيت الشعر العربي يسمى بيتاً في شعر العرضة الجنوبية ، كما تتميز بيوته بحفاظها على الوزن وتخليها عن القافية الموحدة في القصيدة الواحدة فهو أشبه بالشعر الحر.


منقول بتصرف
المصدر: موقع فضيلة الشيخ عائض القرني
http://www.algarne.com/publish/article_230.shtml

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
****
!!
أخر مواضيعي