لماذا ما زالت مقابرنا مجّانيــّـة ..؟ 
الدولة ما قصّرت، لذلك كلّ مواطن لا يريد أرضاً ولا بيتاً، لقد اكتفينا من الأراضي الخالية، والصحارى الممتدة، والجبال الجرداء، إنّ بلدنا فارغ تماماً، ونحن لا نبحث عن أراض أو بيوت، ولماذا الأراضي والبيوت ونحن سنموت؟
وبمناسبة الحديث عن الموت، إننا نشغل بقبورنا مساحات تجارية واستثمارية ومواقع استراتيجية في قلب المدن، وهذا يؤثر على الاقتصاد الوطني كثيراً، فاستخدامنا كأموات لأرض الدولة بشكل مجاني يؤثّر بالتأكيد على خطط وميزانيات واستراتيجيات الشؤون البلدية والقروية، فأنا أقترح عليها أن تبني لنا قبورا على طريقة الطوابق المتكررة لاستثمار المساحات، ويمكننا أيضاً أن نعجن كل مواطن ونضعه في علبه صغيرة توفيراً لعدد الطوابق، أو أقول لكم حلاّ آخر: على دولتنا أن تفرض رسوم استخدام على المقابر طالما نحن موجودون في ترابها، وعلينا تسديد الرسوم إلى أن يبعثنا الله ثمّ لا نعود في حاجة إلى الأرض، حتى تتسلم الدولة أرضها حينها خالية منّا، لكي لا نؤثّر على ميزانياتها، وأعتقد أن الدولة لن تقصّر في تطبيق هذا الاقتراح ..