امتحان الوطنية وكارثة جده
تعودنا على أن الوطنية مشاعر تنبع من القلب تجاه الوطن وحتى عندما فرضت وزارة التربية والتعليم المادة على طلابها لم تقر نجاحا أو رسوبا للمادة ، وذلك لأن أبناء الوطن بطبيعتهم يهتزون فرحا عند كل منجز وطني
ويتألمون لكل مصاب عند حدوثه 0
ولكن كارثة الأربعاء غيرت الكثير من المفاهيم وجعلتنا ننادي بتقرير نجاح أو رسوب الوطنية
لن أتحدث عن الفساد الذي تسبب في الكارثة فقد كتب عنه الكثير وتناولته الكثير من الأقلام بطريقة تثبت ولاء ووطنية أصحابها
كما أنها كشفت الكثير ممن لبس زي الوطنية وتمتع بخيراتها ونما بأموالها ونهب من مقدراتها إنها مجموعات إجرامية لا تملك حس الإنسانة فكيف بالوطنية
ولكن دعونا نتأمل بعض المواقف لنتحقق من وجود مشاعر الوطنية الصادقة من عدمه
1- عندما حدثت كارثة 11سبتمبر ذهب أحد أبناء الوطن إلى مركز الأبراج العالمية لينظر لحجم الكارثة ويواسي أسر المنكوبين وقدم شيك بملايين الدولارات قابله رفض مذل من عمدة نيويورك آنذاك بينما حدثت الكارثة بوطنه فلم يتحرك هو أو غيره من أصحاب المليارات بما يتوجب عليهم تجاه وطنهم ومدينتهم وأبناء جلدتهم لا أريد أن أذكرهم بأسمائهم فمعظمهم من قائمة أكبر مئة غني بالعالم
2- شركات استيراد السيارات بنت تجارتها من هذا الوطن وقامت إمبراطورياتها من جيوب المواطنين وتحت حماية دولتهم ،
3-حدثت الكارثة فلم تتحرك وتعلن بأنها ستقوم بمساعدة كل من فقد سيارته بخصم 50% فقط من قيمة السيارة لكل مواطن فقد سيارته بل دعونا نقول 25% أين هم من ذلك وكذلك أصحاب المفروشات
ولا نريد منهم التنازل عن رأس المال بل الربح المتوقع للفئة المتضررة فقط 0
4- أصحاب الحناجر الذهبية
نراهم في كل احتفال في الجنادريه غيرها وهم يهزون أجسادهم مع كل أغنية وطنية ويظهرون بعدها بكل وسيلة إعلامية للتباهي بوطنيتهم وهم يقبضون مقابل مادي على ذلك ،وبعد أن حدثت الكارثة بيومين فقط وجثث الناس لا تزال في الشوارع والثلاجات يقيمون حفلاتهم في القاهرة وبيروت والدوحة ؟؟؟؟؟
وفي المقابل نجح كل مواطن بسيط في هذا الوطن عن تعبيره الصادق بما شهدناه من ألم وحسرة ودعاء وترقب ومشاركة