[أح ــمد ع ــبدالله]

حزمة ضوء
المشوار صعب



خالد الطويل

ربما يخطئ الهلاليون كثيرا إن ظنوا أنهم بفوزهم المدوي على الاتحاد بخماسية نظيفة وبمستوى رائع قد ضمنوا الفوز ببطولة دوري المحترفين، فالمشوار لم ينته إلا نصفه والنصف الباقي هو الذي سيشهد مدى تصميم الهلاليين على الفوز بالبطولة من عدمه خاصة وان المشاركة الآسيوية ستختلط بالمشاركة المحلية، والخيار أخيرا هو خيار يجب أن يستحضر الماضي الهلالي غير البعيد عندما فاز الهلال الموسم ما قبل الماضي ببطولة الدوري في آخر مباراة جمعته بالاتحاد المتصدر حينها عندما أعاد الفوز الذي سجل هدفه ياسر القحطاني الهلال إلى الواجهة، وهذا ربما هو سر كرة القدم تلك اللعبة السحرية التي لا يمكن الاطمئنان لها إلا مع إعلان الختام.

واستغرب عند الحديث عن ياسر القحطاني ما يقال عن صومه عن التهديف، ومن يقول ذلك فإنه يختزل معنى المهاجم فقط في التسجيل دون صناعة الأهداف وهي الصناعة التي تقول وقائعها انه من بين (33) هدفا سجلها الهلال في دوره الأول كان لياسر نصيب مباشر في صناعة (16) هدفاً منها، هذا غير تحركاته ومشاغباته داخل الملعب وهي تحركات تشير إلى نضج فني قلما نجده عند المهاجمين، وهو ما يمثل مفهوم الكرة الحديثة وهي كرة تجد صداها في هذا الفريق الكروي الهلالي، ومن يقول عكس ذلك فإنه يحتاج إلى أن يترك المشاهدة عبر التلفزيون وأن يحضر إلى الملعب لمشاهدة ما يسمى اللعب بدون كرة.

وإذا تركنا البطولة التي حققها الهلال بجدارة الموسم الماضي وتمثلت في رئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فإننا سنجد أن الفوز الهلالي المتوج والمتفق عليه حتى الآن والذي لا يوجد خلاف عليه يتمثل في وجود سامي الجابر مشرفا على الفرقة الزرقاء، لا أقول ذلك لأرقامه العالمية المسجلة في الفيفا، ولا لانجازاته وعقليته التي جعلته اختيارا دائما للفرق والمنتخبات العالمية لتمثيلها في مباريات عالمية أو سفيرا لنشاطاتها، بل أن ذلك يأتي من تواجده و نشاطه الواضح مع الفريق ولما يمثله مفهوم كرة القدم لديه من بعد تراه ينعكس في تصريحاته، هذا غير درجة التناغم بينه وبين المدرب غيرتس الذي لن يندمج ويتناغم إلا مع عقليات متفوقة مثل الجابر، وهذا الأخير أثبت انه جبل لم تهزه رياح تصدر أحيانا من صفحات وافدة لا توزع أكثر من 4750 نسخة يوميا.

يبقى على الهلاليين الثقة بإداراتهم التي تعاقدت مع ثلاثة من أفضل لاعبي الدوري من غير السعوديين حيث يمثل السويدي ويلهامسون في تقديري أفضل لاعب تعاقد معه الهلال بعد ريفلينو ونجيب الإمام، وعليهم أيضا الثقة بأن مدير فريقهم (ذئب) كعادته، هذا غير الاطمئنان إلى نمط النهج الفني الذي يختطه المدرب الهلالي وهو نمط مختلف افتقدناه منذ كرة المدربين الهلاليين السابقين أمثال يوزيك ويوردانسكو، وإذا كان هناك من شيء يحتاج أن يفعله الهلاليون غير مساندة الفريق في الملعب فهو ترديد جملة (اللهم اكفنا شر من به شر) التي يرددها رئيسهم دائما.