الكل يدرك نوعية الزمن الذي نعيشه بكل إيجابياته و سلبياته ، وندرك كم صارت الحياة صعبة في ظل المتغيرات التي طرأت في الفترة الأخيرة على مجتمعاتنا سواء كان تغير مادي محسوس كغلاء المعيشة والمحروقات و السلع بشكل عام ، أوتغير معنوي غير ملموس ولكن ندركه كغياب القيم و الأخلاق ومنها ظواهر دخيلة على المجتمع كالجنس الثالث و المسترجلات و ظاهرة الإباحية في الأماكن العامة وأمام الأطفال وهذا غيض من فيض .
ولكن ثمة في العتمة نور ، وفي الأجساد ضمائر و في الرؤوس عقول ، نعم هناك ناس كالذهب لم ولن تتغير فهي راسخة كرسوخ الجبال على قيمها و عاداتها و تعاليمها الإسلامية ولكن من يقنع الديك بهم .
نعم هناك حثالة من الشباب و البنات همهم وشغلهم الشاغل المعاكسات و الشات و الألعاب على النت بقصد التعارف ، نعم هناك كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت ، نعم هناك مسترجلات و فاسخات للحياء ، نعم هناك مائلات و مميلات ، نعم هناك شابات هوايتهن الإغراء و التميع و التسكع في المجمعات ، و ليس الشباب عنهم ببعيد فهناك شباب أشباه الرجال أعزكم الله تقشعر لهم الأبدان من هول ما ترى ، شعر طويل و استشوار و كريمات أساس و ميك اب ، أو الرجل فيهم بمفهوم الذكورة من يملك صديقات و عشيقات فتارة يتغزل في هذه وتاره يخرج مع تلك .
موضوعي لا يتكلم عن هذه الفئة الضالة المضلة ولكن على النقيض تماماً فأنا أتكلم عن الفئة الصالحة منهم ، أتكلم عن معادن الذهب التي لم تتغير ، الفئة المحافظة على دينها و على نفسها وعلى المجتمع ، أتكلم عن تلك الفئة التي بدأت تتحلل وتندثر في وسط المجتمع ، الفئة التي باتت تختفي شيئاً فشيئاً ، نعم أنا اقصد فئة الصالحين منهم ولا نزكي على الله أحد، هم عماد المجتمع و بذرة الخير.
ولكن كيف ننصف هؤلاء بل الطامة الكبرى كيف يمكن أن نقنع " الديك " بهم ، كيف نستطيع أن نقنع الناس أنهم هم على طريق الصلاح و السلامة ، في زمن تداخلت فيه الأوراق مع بعضها و اختلط الحابل بالنابل . كيف نستطيع أن نقنع مجتمعاً كاملاً أن الصلاح في إتباع تلك صاحبة الحجاب واللبس الساتر ، إن الصلاح في العفيفات الطاهرات ، كيف نقنع المجتمع أن السلامة في إتباع أوامر الأئمة و العلماء ، كيف نقنع المجتمع ببعض الصالحين الذين يخافون الله ويعبدونه حق عبادته ، في زمن أصبح العاري من ملابسة قدوة ، و الوسيم بلا أخلاق مثال يحتذي به ، تدمع القلوب قبل العيون عندما نرى أخوات لنا يتباهون بمشاهير الكفره ليسوا من جلدتنا و لا ديننا ، وإخوان لنا يرون في الممثلات و الفنانات معالم الجمال وهم قد حاربوا الحجاب و العفة و الأدهى والأمر أن تكون المقارنة بالطاهرات العفيفات ، شتان بين هذا وذاك ولكن من يقنع الديك !!
دعوني أخبركم قصة الديك و الدودة وسأترك قياس حالنا على هذه القصة لكم !!
كان هناك طفل صغير مشاغب لا يكف عن الحركة واللعب و إزعاج والديه ، حتى ابتكر الوالدين طريقة لإخافة هذا الطفل ، فقالوا للطفل أنت دودة ، واذا لم تكف عن إزعاجنا سنجعل الديك يأكلك لان الديك يأكل الدود ، وفعلا كان علاجاً ناجحاً ورادعاً للطفل.
كبر الطفل ودرس و تخرج ثم اغترب ودرس الهندسة ونجح بتفوق حتى اصبح مهندساً مشهوراً ، ولكن رغم ان المهندس تعلم كل العلوم و فهمها إلا انه لا يزال يخاف من الديك لدرجة أنه اذا شاهد ديك تصيبه نوبة من العصبية و القلق والخوف ، وذات مرة اخذ الوالدين المهندس إلى طبيب نفسي ليعالج حالته ، فاستغرب الطبيب وقال يا ابني انت انسان و هذا ديك ، أنت لست دودة ، لا تخف !!
قال الأبن نعم كلامك صحيح لا داعي للخوف ، ولكن عندما رجع إلى البيت و شاهد الديك فزع و خاف فاستغربوا منه وقالوا ما يخيفك و أنت تعلم أنك انسان ولست دودة.
قال المهندس الابن بأعلى صوته : والله العظيم أعلم بأني انسان ولست دودة و أن الديك لا يستطيع أن يأكل الانسان ، ولكن من يقنع هذا الديك بأني لست دودة ؟؟!!.
منقول