البرهان في شيوخ زهران
أُثيرت في الأيام الماضيه مواضيع تتحدث بإسهاب عن حقيقة دور مشائخنا تجاه ما يخص قبيلتنا , وقد نويت من قبل يومين بالإدلاء بدلوي في هذا الأمر , ولكنني آثرت التريث قليلاً لما لمحته من إنحراف الحوار وإنجرافه نحو مستنقع المُهاترات والمُماحكات التي لا تُسمن و لا تُغني من جوع .
وها أنا أعود الأن بعد هدوء تلكم التلاطمات والتصادمات الجداليه المُسّتعره , لإعادة طرح الأمر من جديد , "عبر رؤيا لشاهد عيان في دور الأعيان بنقاع زهران" , فأنا أزعم بأنني قريب من تلكم البيوتات المشائخيه الجليله , وأعرف ما لا تعرفون من أمور خافيه ونافيه عن أبناء وبنات زهران الأحرار .
فمشائخُنا الكرام كانوا ولازالوا عند حسن الظن بهم , فهم لم يدخروا جهداً إلا وقد هدوه عن طيب خاطر إلى قبيلتهم العزيزه , فضحوا بالغالي والنفيس من أجل رفعة قبائلهم , ونحن نعلم كم تبرعوا بمساحات كبيره من بلادهم لِقاء شقٍ لطريق أو فسحٍ لسبيل , دون أخذٍ لتعويض أو سُمعةٍ لإفخار .
وأنا هنا أود أن اُجلي ما قد دُفن , وأن أُظهر ما قد بُطن عن دور مشائخنا الكرام في خدمة قبائلهم , فهم قد أُوصلوا معانات وحاجيات قبائلهم إلى المعنيين بالحل والعقد , والفك والربط , من مسئولين حكوميين ووجهاء معروفين , ولكن وكما قال الأول "لقد أسمعت إذ ناديت حياً , ولكن لا حياة لمن تُنادي" .
ونحن نعلم أيضاً بأنهُ قبل أكثر من عامين آتى إلى منطقة الباحه الملك عبدالله أبن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه , وقد إستقبلوه شيوخ كعب الأزد من زهران وغامد أفضل إستقبال , وأحتفوا بهم أجمل إحتفاء , سجيةً منهم دون مراء , وجِبلّةٍ دون تكلف , وطبيعةٍ دون تزلف , فهم أبناء سُلالةِ كرمٍ وجود , شهد لهم بها من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكانوا كُرماء و أجواد لمن يستحق الجود والكرم .
ثم بعد هذا الإحتفاء و الإستقبال , طرحوا ما لديهم من إيضاحات لحال المنطقه وأبنائها , فطالبوا مطالبةً صريحه ومباشره بالماء والكهرباء و الصحه , بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حيثُ طالبوا في النظر لوقف الهجره الكبيره من أبناء المنطقه لمنطقتهم , وذلك بتوفير فرص العمل , وإحياء المنطقه بما يستوجب إحيائها .
وكانت مطالبتهم كما ذكرت آنفاً صريحه ومباشره لا يُخالطها تزلف ولا يُمازجُّها تملق , فهم قد أوصلوا حاجيات ومعانات قبائلهم إلى أعلى سلطه , وبُلغةً قويه وجريئه لم يخشوا فيها لومة لائم ولا تقريعُ قارع , ليبّروا إلى الله ويُوفوا تجاه عشائرهم وقبائلهم , فجزاهم الله عنا كل خير
يا صلب زهران الأحرار ,,
إن الملك عبدالله حفظه الله ومشائخنا الكرام لم يألوا جُهداً إلا فدوه إلى رعيتهم راغبين لا مُكرهين , لذلك فإن الخلل لهذه التنميه المتأخره لم تأتي من قِبلهم , وإنما آتت من قِبل الفساد الإداري المُمتلئ لدى توابع الإدارات والمؤسسات الحكوميه والغير حكوميه , لهذا كان لزاماً على من أراد النقد أن يوجه سِهام نِقاده إلى المعنيين من ذوي العقد والحل , فلا يرمي المنتقد بنقده كيفما يطيشُ برميه , خَشَيتَ أن يُصيب قوماً بجهاله , فيصبح على ما فعل من النادمين .
أيها الكُتاب الأكارم ,,
إن جعل المنتديات مطايا لكل كلام بلا خطامِ تمحيص ولا زمامِ توجيه , يجعل من المرء عرضةً لكبوه أو سقطةً مُره , فيندم على ما خطى من خطأ , ويحزن على ما حبّرَ من خبر , فليس كل ما يُعرف يُقال , وليس كل ما يُعلم يُفعل , فالناس تتباين عقولهم و تختلف فهومهم , لهذا نجد أنهُ عندما يكثر اللغط , يشتد في حينها اللضض بين الأخ وأخيه , وأبن العم و ذويه , فيحدث ما لا يُحمد عُقباه و لا يُحسن خُتماه , وذلك كلهُ من أجل جدالٍ سقيم أو سجالٍ عقيم .
فيا رجال زهران الأماجد ,,
إن أُمةٍ تروم إلى مجدٍ مروم , كان حليٌ بها أن تُأمم إمامُها , وأن تُعظم عظيمُها , حتى تحوز على هذا المجد المروم الذي تنشدُ له وتبحثُ عنه , لهذا يجب علينا كقبيله عربيه أن نُعزز من مكانة مشائخنا الإجلاء , وأن نشُد من أزرهم , وأن نعضُد من عضدهم , لأن عزهم من عزنا , وشرفهم من شرفنا .
فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً من مشائخنا لا سمح الله آتى بالمنكر والعار , لطُأطأت رؤوسنا بين القبائل , ولتُدّلدلت نواصينا بين العوائل , وعندها سوف تكون القاضيه لشرف القبيله وعزها , فيصبح مجدها هباءً منثورا , وعهناً منفوشا .
[frame="7 10"]
ولله الحمد
في أن مشائخنا الكرام لم يأتوا في يومٍ ما بِمعرةٍ نستعرُ منها ,,!
فهم لم يركعوا كما يركع غيرهم ليقبلوا أيادي الوجهاء ,,!
وهم لم يتبطحوا كما يتبطح غيرهم عند بلاط الحكام ,,!
وهم لم يتملقوا كما يتملق غيرهم عند أبواب الوزراء ,,!
وهم لم يتزلفوا كما يتزلف غيرهم عند منابر الساحات ,,!
وهم لم يستعبدوا نساء قبيلتهم كما يستعبد غيرهم نساء قبائلهم في إهدائهم لذوي المكانات ,,!
وهم لم يستغنوا عن هويتهم الوطنيه كما أستغنى غيرهم حين حصولهم على الهويه الكويتيه ,,!
وهم لم يتفاخروا بمجدٍ للقبيله كما يتفاخر غيرهم عند أذناب الدواب وبعر البهائم ,,!
[/frame]
فطيبوا نفساً يا أبناء وبنات زهران , فشيوخكم الكرام هم شُمّ الأنوف , وشُّمرُ السواعد , لهم أنفتٍ وعزه موروثةً من أجدادهم , وهذا ليس بغريبٌ عنهم فهم من سُلالة "أزد شنؤه" ذات الأنفةِ و المكانه .
وإن كان شيوخنا الكرام في هذا الزمان ليست لهم حضوه وقرب عند الإدارات الحكوميه والوزارات , فهذا ليس بعيبهم وإنما العيب يقع على من أختار الرديء على الطيب , فحال شيوخنا تُوصفها هذه الأبيات :
تموتُ الأُسدُ في الغابات جوعا *** ولحم الضأن تأكلهُ الكلابُ
وعبدٌ قد ينامُ على حريرٍ *** و ذو نسب مفارشهُ ترابُ
************************************************** ****
"همسه"
يُذكر في السير والتاريخ بأن معاويه بن أبي سفيان رضي الله عنه قد أجتمع عنده جمع من عُلية القبائل وسادات العشائر , فأخذت كل قبيله تفاخر بأمجادها عند الخليفه , ثم نظر الخليفه بُرهةً إلى قبيلة الأزد وسيدها الزهراني "صبره بن شيمان" , فأستغرب عدم مفاخرتهم بأمجادهم كما يفاخر غيرهم من العرب بأنفسهم ,
فقام صبرةٌ بن شيمان فقال :
يا أمير المؤمنين : إنّا حيٌ فُعال ولسنا بحيٍ مقال .
فقال معاويه : "صدقت"
**************************************
"أظن بأن الهمسه قد وصلت إليكم"
***********************************
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|