الخِصْلَةُ العَابِثَةُ نَفْسُهَا
والشِّفَّةُ المُعْجِزَةُ نَفْسُهَا
ونَظْرَةُ الاسْتِنْطَاق الصَّامِتَة نَفْسُهَا ..
قُلت : تُشْبِهِينَهَا
قَالَت : مَنْ هِيَ ؟
قُلتْ : هِيَ ..!!
حَاوَلَتْ مُدَارَاة بَسْمَتِهَا ..
وحَاوَلْتُْ مُدَارَاة لَوْعَتِي ..
كَانَتْ تَرْقُصْ لِوَحْدِهَا ..
وكُنْت أَشْرَبُ لِوَحْدِي ..
تَرْقُص شَارِِدَة ..
يُخَيَّل إِلَيّ والرَّاقِصُون يَفْصِلون بَينَنَا
أنَّ لَهَا رَائِحَة العِطْر الثَّمل نَفْسِه ..
قُلْتُ فِي نَفْسِي : يااااااااااااااااه كم تُشبهِينَها ..
فَنَظَرَتْ إِلَيّْ وَابْتَسَمَتْ ..
عَلَى الغداء غَّنَّتْ مَوالاً كُرْدِياً
وقَفَت بِي عَلَى جِبَال الجَنُوب فِي تُركِيا
وقَالت : كَيفَ تَنْمُو الوَردة فِي الثلوج ..
قَاطَعْتُ مَوَّالَها الحَزِين : أُحِبُّكِ ..
وحِينَ التَفَتَت إلَيّْ ..
رَأَيْت فِي خِصْلَتِها العَابِثَة كَمْ كُنْتُ كَاذِباً ..!
تَنْظًرُ إلَيَّ بِعَيْنِ العَطْف ..
وَتُدْركْ أَنِّي أَرَى أَحَداً آخَر ..
وَأَنْظُرُ إِلَيْهَا بِعَيْنِ الحِيرَة !!
وَأُدْرِك أَنِّي لَمْ أَعُد أَستَطِيعُ التَّمْيِيز ..
غَضِبَتْ حِينَ تَسَمَّرَتْ عَينَايَ بِهَا لأَوَّلِ مَرَّة ..
قَالَتْ :: إِنَّهَا زَبُونَة وَلَيْسَت مِنْ دُمَى المَكَان ..
قُلْت : لَيْسَ لِلدُّمَى هَذا الجَمَال ..!
فَقَالَت : وَلِلشُّعَرَاء نَفْسُ الدَّمَامَة ؟!
حَاوَلْتُ تَجَنُّبَ النَّظَرِ إِلَيْهَا ..
فَوَجَدْتُ يَدَهَا عَلَى كَتِفِي وَهِي تَقُول :
لِمَاذَا كُنْتَ تَصْرُخ فِي أَحْلاَمِك ؟
أَجَبْت :
لأنِّي لا أَسْتَطِيع الصُّرَاخ فِي يَقَظَتِي !!
عَلَى طَاوِلَتِهَا كَانَتْ تُدَخِّن بِغَضَبْ ..
نَظْرَتُهَا إِلَي تَقُول :
خَلِيجِي ثَرِيّْ يُرِيد إِفْتِرَاس كُلّ الفَتَيَات..
وَكُنْت أُحَاوِل تَمْيِيز الصُّورَة ؟!؟؟
فَأَنَا أَعْرِفْ أَنَّهَا لاَ تُدَخِّن ..
تُمًسِّد شَعْرِي قَائِلَة :
يَا صَغِيري المِسْكِين .. آنَ لكَ أَنْ تَشْعُر بِالأِمَان ..
فَدَعْ صَحْرَاءُك فِي مَكَانِها .. وابْكِ بَيْنَ يَدَيّ ..
قٌلْت :
كِلْتَاهُمَا لاَ تَدَعَانِي ..!!!!
نَظَرَتْ إِلَيَّ بِاسْتِغْرَاب وَأَنَا أَطْرُدُ الدُّمَى المُتَحَلِّقَة ..!!
وَحِينَ قُلْتُ للمُغَنِّي :
أَنْشِدْنَا (حَامِلُ الهَوَى تَعِبُ )
إِنْطَلَقَت تَرقُص مُتَحَاشِيَةً النظر إلَيّ..
وحِينَ ابْتَسَمَت لِي .. بَعْدَ تَهَرٌّب ..
قَالَ المُغَنِّي :
تَضْحَكِين لاَهِيَة .. والمُحِبٌّ يَنْتَحِبُ ..!!
قَطَعَتْ سَرْمَدِيَّة السُّكُون :
إنْظٌرْ .. القَمَر مَخْنُوق بِغُيُوم سَوْدَاء ..
قلت :
يَا لِوَحْشَةِ النَّخِيل ..!!
جَاءَ النَّادِلُ بِكَأسٍ وَبِطَاقَة كُتِبَ عَلَيْهَا :
تَقَبَّلْ هَذَا الكَأس اعْتِذَاراً صَادِقا ..
شَرِبْتُ الكَأس ..
وَأَعَدْتُ البِطَاقَة مَكْتُوباً علَى ظَهْرِهَا :
وَلَكِنِّي لاَ أَعْذُر جَمَالكِ .!!
بَعْدَ المَوَّالُ الكُرْدِي أَشَاحَتْ بِوَجْهِهَا حَاجِبَةً دُمُوعَهَا ..
وَحِينَ احْتَضَنْتْ حُزْنَهَا ..
انْدَسَّتْ كَعُصْفُورٍ مَذْعُور فِي صَدْرِي ..
صَافَحَتْنِي ..
قَالَت : أَنَا شِيلاَن ..
قُلت : كُنْت أَعْرِفُكِ بِإِسمٍ آخَر !
قَالَت : أُرِيدُ الاعْتِذَار ..
فَأَشَرْت لَهَا بِالصَّمْت والجُلُوسُ بِجِوَارِي ..
حِينَ قَالَتْ بَاكِيَة :
حَدَثَ مَا خَشِيتُه .. إنَّنِي أُحِبُّك ..!! َ
تَوَقَفْتُ عَنِ المُقَارَنَة بَيْنَ الابْتِسَامَتَين !!
قُلْت : تُشْبِهِينَهَا !!
قَالَتْ : مَنْ هِيَ ؟
قُلْت : هِيَ ؟!؟
؟!؟
الكاتب ::
؟؟؟؟