[الراسية]

[بسم الله

بقلب خاشع ..و بنفس راضية ..و بدموع سخية شقت إخدودها على وجنتيّ بمشاعر إرتبطت بك ..بكل الأسى و الحزن

داخل قلبي ..يشيع جثمانك الطاهر على نعشٍ يرقد جسد لأول مرة بلا تلك الروح الزكية ..

لأول مرة لاتكون ضمن وفود العزآء ..

لأول مرةٍ لا تكون أول من يقف بشموخك المعهود ..في ساحة تخص جماعتك في جميع الأقطار ..

ترافقك إلى مثواك الأخير أجمل الذكريات ..أعطر الكلمات ..كل الرجولة في زمن شحّ فيه الرجال ..

إرقد بسلام ..بعيداً عن دنيا فانية ..بعد أن لوّنت لوحات الواجب ..و كنت مرآفىء المواقف الأبيّة .. و أكملت

مشوار ( الرجل ) الحلم ..و بعد أن شكّلت مدارات بإسمك أنت فقط أضحت بوصلة لكل من أراد أن يهتدي لعظمة

التاريخ ...و سمو حاضر الشرف في كل الصور ..

عميد أسرة سلّمتك القيادة ..فما خاب فيك الرجآء ..

حين تخبو كل أضوآء القناديل كان يبقى مشعل ( أحمد ) منيراً سماوات الجهل بعقله الراجح و هالة نور تحفه

كيف ...لا يكون و نظرته الثاقبة لطالما أعادت أموراً لنصابها ..

كان لا يهدأ لك بال حتى تخيّم أجوآء من الصفآء على القلوب ..فإصلاح ذات البين كانت رسالتك السامية ..

و إرسآء قواعد الخير ما دأبت عليه سجيتك ..

أسد النصباء - كما يسميك العامة - و فارس بني كنانة ..تلك رسالتي الأخيرة ..قبل أن يواريك التراب ..

و تفصل مابيننا طبقات منه ..و قبل أن يصلي عليك الأنام ..آخر صلوات تصلك بالدنيا..

حبيبي و قرة عيني ..وداعاً ..و داعاً يآ أنبل الرجال ..و ليرحمك ربي و يجعل الفردوس الأعلى من

الجنان ..دارك الأبدية ..و ليخفف عليك الحساب و ليسامحك و يعفو عنك ..و ليبدلك أهلاً خيراً من أهلك

و زوجاً خيراً من زوجك ..و ليعيننا على ماتبقى لنا من العمر نقضيه بدون عذب كلماتك و يدك الحانية

تمسك بأيدينا حتى لا نعود نشعر بمفترق الطرق في حياتنا ..رحمك الله و غفر لك