[خليل الحريري]

الأهلي... إلى أين؟

سليمان الجمهور

في عالم الاحتراف لا بد أن تتطور الكثير من المفاهيم، فهذا الاحتراف الذي وجدنا أنفسنا في معمعته ما زال بكل صراحة يحبو بيننا من دون أن نعطيه جل اهتمامنا، والاحتراف لن نقول عنه إنه صناعة الغرب فقط، بل هو التطوير بعينه الذي يجب أن نسلكه بكل صنوفه في ما يحقق الأهداف منه، صحيح أننا وجدنا أنفسنا محاطين بهذا المشروع من دون أن نستعد له قياساً بالمتغيرات الإيجابية أو السلبية في عموم مناحي الحياة.

اليوم لدينا أندية تجهّز فريق كرة القدم للموسم وتدفع الملايين، لكي يكون حاضراً لمنافسات الموسم على أمل تحقيق بطولة الدوري، من خلال شراء أو استئجار عقود اللاعبين الأجانب على أساس أن هذا هو جزء من العملية الاحترافية، وهو أمر مقبول قد يؤدي إلى طموحات أكبر، لكن تطبيق الاحتراف (أتحدث عن كرة القدم) يجب أن يكون في غاية الدقة، فالبطولات التي لا تتحقق في هذا الموسم أو الذي يليه ستتحقق في المستقبل، من خلال مشاريع علمية تبنى على قواعد صلبة، لتبرهن في النهاية أن مشروع الاحتراف يجب أن يقابله محترفون، وهو في نظرنا مفقود حتى هذه الساعة بشكل عام.

ولكن في النادي الأهلي في جدة هناك حقيقة شاخصة لا يمكن لأحد تجاهلها حتى وإن كان موقف النادي عن تحقيق بطولة الدوري حالياًً شبه صعب، لكن هذا الموقف ليس بذلك السوء، ومسيرو النادي يبدو أنهم يعملون بطرق حديثة وفعالة هدفهم تحقيق المصلحة العامة للكرة السعودية، وفي المقام ذاته هو نقلة حضارية لقلعة الكؤوس في المستقبل القريب.

وأجزم هنا بأن ما صرف على فريق كرة القدم في الاتحاد، باعتباره الجار القريب من الأهلي في السنوات العشر الأخيرة يفوق بمراحل ما يصرف على الأهلي للفترة نفسها، لكن أين هو الاتحاد؟ سؤال تحتاج إجابته إلى الكثير من الهدوء، فالبطولات زارت الاتحاد أكثر من الأهلي، والأهلي نافس على جزء منها وحقق البعض منها، لكن الأهلي في هذه الفترة قدم للمنتخبات الوطنية ما لم يقدمه الاتحاد (الاتحاد أسوقه كمثل على رغم أن هذا ينطبق على الأندية من دون استثناء)، والأهلي اختار رئيسه كأول ناد بطريقة حضارية، ثم آتي إلى أهم شيء في العملية الاحترافية وهو قيام الأهلي بإشهار أكاديمية في منتهى الروعة وعلى أسس سليمة.

إن الأكاديمية الخضراء ستحقق قفزة كبيرة في الحركة الرياضية، وما سمعنا عن وجود كل مقومات الرياضة متوافر فيها الآن، منها القاعات الرياضية والطبية الحديثة، لفحص اللاعبين وتحديد القدرات الجسمانية للاعبين، فضلاً عن وجود المكتبة التي تضم آلاف الكتب، وفيها فهارس علمية وبحوث رياضية متقدمة، إضافة الى وجود مقر سكن خاص للاعبين، وهناك ملاعب رياضية في الأكاديمية تخدم جميع الألعاب، أضف إلى ذلك توافر المختصين والمعلمين والمدربين.

الرياضة اليوم أصبحت مرتبطة بالجانب العلمي والثقافي والطبي الحديث، ومن المهم جداً التعامل معها لتطوير الرياضة لبنائها بالشكل السليم، وهو ما يجري بكل اعتزاز في الأهلي، لكن بقي جانب مهم لا أعرف إن كان موجوداً في أكاديمية الأهلي أم لا، وهو ما يتعلق بالأرشيف الخاص، الذي يوثق الحركة الرياضية منذ مشاركاتها في جميع المحافل الدولية والدورات الأولمبية، لأن هذا جانب مهم، وباستطاعة القائمين على النادي الأهلي القيام بذلك.

شكراً للأهلي وشكراً لرمزه الرائع الأمير خالد بن عبدالله، الذي سيجد نفسه يتمتع بالمنافسة الشرسة بين الأندية الأخرى على مراكز الوصافة.