الموضوع
:
عيشو مع هذه اللحظات
عرض مشاركة واحدة
#
1
13-01-2010, 01:28 AM
الهيثم 07
قلم مميز
عيشو مع هذه اللحظات
بسم الله الرحمن الرحيم
لحظاتٌ أعيشها الآن ، و أردتُ أن أنقلها إليكم ، لعلكم تُعايشوا إيَّاها ..
الساعة الآن العاشـرة و عشـر دقائق مساءًا
و الكهرباءُ منقطعةٌ فى بيتنا ..
تخيلوا معى هذه اللحظات التى قد تحدث كثيرًا ،، خاصةً فى فصل الصيف .حولى ظلامٌ
لا
أرى فيه إلا أشياءَ قليلة ،
منها الورقة التى أكتبُ فيها هذه الكلمات
على ضوء كَشَّافٍ صغير
و فى هذا الظلام ..
.
تتوقعين ماذا أتذكـر ؟!!
×××× إنه أمـرٌ واحـد ××××
هـــو :
×××××× القـبر ××××××
نعـم ... هـذا الظلام يُذَكِّرنى بـ ظُلمـة القـبر .. مـع الفروق .
فأنا الآن مع أهلى ،، لكنى فى القبر سأكونُ وحـدى .
لا أنيس و لا رفيق ، لا أخ و لا صديق ، لا صاحب و لا ولد .
سأعيشُ فى ظلامٍ لا تضيئه المصابيح ،،
سأعيشُ فى قبرٍ لا تدخله الشمس .
.
فكيف سيكونُ حالى ..؟!
إنها لحظاتٌ صعبة ..!
فقارنى - أختى - بين ظلامٍ فى الدنيا قد لا تحبيه و لا ترغبين فيه
و بين ظلامٍ فى القبر لا تتحكمين فيه ، و لا تنتظرين شمسًا تُشرقُ عليكِ
فتُضئ المكان و تُذهب الظلام .
الآن - و مـع انقطاع الكهرباء - أجدُ الجَو شديد الحرارة ،
لا مراوح و لا مُكيفات
فأتذكر تلك اللحظات التى تدنو فيها الشمسُ من الرؤوس ... حين تقومُ الساعة ...
حين يملؤنا العرق ... نسألُ اللهَ السلامة .
أيهما أشـد ..؟!
لا شك أنَّ حَـرَّ الآخرة أشـد بكثير من حَـرِّ الدنيا .
و مع إحساسى بهذا الحر الشديد أتذكرُ أيضًا النار .. فإنَّ حَرَّها شديد ،
و قعرها بعيد ، و مقامعها حديد .... نسألُ اللهَ العافية .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - أريد أن أشرب ماءًا باردًا
لكنْ مِن أين لى به ؟
فالماءُ بالثلاجة قد أصبح حارًا ،،،،
و هنا أيضًا أتذكر يومَ القيامة بحَرِّه الشديد ،و لا ماء
.
اللهم سَلِّم سَلِّم .
الآن - و مع انقطاع الكهرباء - و اتصالنا بمصلحة الكهرباء أكثرَ من مَرَّة لإصلاح العُطل
الموجود ، و لا نجدُ استجابة ، أتذكرُ دعوة رَبِّنا سبحانه و تعالى لنا بالتوبة :
(( يَا أَيُّا الَّذِينَ آمَنوا تُوبوا إلى اللهِ تَوبةً نَصوحًا )) ،،
و وعده سبحانه لنا بتكفير السيئات و دخول الجنات :
(( عَسَى رَبُّكُم أن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيئاتِكُم وَ يُدخِلَكُم جَنَّاتٍ تَجرى مِن تَحتِها الأنهارُ ))[التحريم : 8] ..
و أقارن بين الحالين : بين مخلوقٍ تطلب منه خِدمةً يُقدِّمُها لك ، فيُعرِض عنك ،
و يتجاهل طلبك ،، و بين خالقٍ رؤوفٍ رحيم ، يدعوكِ إليه ، و يعدكِ بالثواب
و مغفرة الذنوب باستجابتك .
فـ مَن تختارين ..؟!
ما زِلتُ أكتبُ هذه الكلمات ،، و ما زالت الكهرباء منقطعة ...
ماذا لو جاءنى مَلَكُ الموتِ الآن ...؟!
هل
سأفرحُ بذلك ..؟! أم سأحزن ..؟!
و هل
سيقبض رُوحى على طاعة ..؟! أم سيقبضها على معصية ..؟!
هل سيحزن أهلى لموتى ..؟! أم أنَّ الأمرَ سيكونُ عاديَّاً بالنسبة لهم ..؟!أيامٌ و سينسونى ...!
هل سأجدُ مَن يترحَّمُ عَلَىَّ و يدعوا لى بالمغفرة و دخول الجنة ..؟!
بل هل سأجدُ مَن يتذكرنى بعد موتى ..؟!
و هل سيتذكرونى بالخير أم بالشر ..؟!
هل سيدعون لى ..؟! أم سيدعون عَلَىَّ ..؟!
هل سيكونُ هناك مَن يفتقدنى بعد موتى ..؟!
لعل كل مَن يعرفنى سينسانى بعد موتى ،، و كأنِّى لم أكن بينهم ..
ما زالت الكهرباءُ مُنقطعة ،، و أنا أشعرُ بضيقٍ بداخلى مع وجود هذا الظلام
حولى .. أنتظرُ طلوعَ الصبح لأرى ضوءَ الشمس يُنيرُ الكون ...
و ما زالت الأفكارُ تترى ...
ماذا لو جاء الصبحُ و لم تطلع الشمسُ ..؟
!
ماذا لو أصبحتُ و وجدتُ الشمسَ قد طلعت من مغربها ..؟!
يا إلهى .....!!!
إنها علامةٌ من علامات الساعة ،، التى إذا ظهرت لا تنفعُ التوبة و لا تُقبَل ..
رُحماكَ يا رَبِّ ...!
فتوبى يا نفسى ... توبى قبل فوات الأوان ،، و اعصى الهوى
و الشيطان ،، و اجعلى هدفكِ أعالى الجِنان .
الآن : الساعة الحادية عشرة و الربع مساءًا ...
و قد عادت الكهرباء بعد انقطاعٍ دام ساعات ... و قد أُضِيئَت المصابيح
بعد ظلام ... و عملت ....المراوح...
..
فجاءت بالهواء بعد حَرٍّ شديد .الآن ... و قد تغير الحال ، هل تغير معه إحساسى ..؟!
بالتأكيـد ... نعـم ...
و الأسئـلة التى تشغلنى الآن هى :
هل نحن بحاجةٍ إلى أن نعيش لحظات ألمٍ و تعبٍ و معاناة كى نتقرب إلى الله سبحانه و تعالى ..؟!
هل إيماننا ضعيفٌ لدرجة أننا لا نتأثر إلا بالمواقف الصعبة ،،
و لا تؤثر فينا المواقف السريعة و العابرة ..؟!هل تذكُّرُنا للموت قد يُنَغِّصُ علينا حياتنا ..؟!
أقـول :
نحن بحاجةٍ لأشياء كثيرة فى حياتنا ،، منها ما هو مادىٌّ ،و منها ما هو معنوىٌّ .
ولكن
مع احتياجنا لهذه الأشياء ينبغى الاعتدال فيها 0فخير الأمور الوسط و نحن الأمة الوسط .
فنقصان الشئ أو زيادته قد يؤدى إلى غير المقصود منه ،و قد تكون له نتائج سيئة .
فتذكرنا للموت مثلاً ينبغى ألا يسيطر على حياتنا ،، لأننا لو
تذكرناه فى كل لحظة لتوقفت حياتنا ، و لانقطعت عباداتنا ،
و لَمَا استطعنا السير على أقدامنا ..
كما أننا لو لم نتذكره لعشنا فى الدنيا نلهو و نلعب ،
و نعصى و نُذنب ، و لا نجد لنا رادعًا و لا واعظًا0
و كفى بالموت واعظًا ...!
فنتذكره ... لكنْ ليس فى كل لحظة ، و ليس فى كل وقت ،و ليس فى كل مناسبة ..
و هكذا مع باقى الأمور فى حياتنا .كانت هذه لحظاتٍ عشتها و إليكم نقلتها ....
فأسألُ اللهَ سبحانه و تعالى أن يقينا عذابه ،، و أن يُدخلنا جناته
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين
أخر مواضيعي
الهيثم 07
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الهيثم 07