[نسيم السروات]

كل غربة تهون إلا غربة الموت هي التي تترك في قلوبنا حسرة

وفي نفوسنا وحشه كلما تذكرنا من فقدناهم وفارقناهم فراق أبدي

ليس فيه عودة ولا ورجعه وحتى في الأحلام نتمني نراهم ولكن حتى

أحلامنا صارت تأبى أن نقف معهم لحظات لكي نشبع عيوننا من النظر إليهم والحديث معهم

كنت أرى والدي المتوفي في أحلامي وكنت أحب الليل متى يظلم لكي أرى فيه أبي

يأتيني في أحلامي يتحدث إلي وأمتع عيوني بشوفته . ولكنه منذ فترة لم يعد يأتيني

في الأحلام مما ضيق علي العيش وزاد علي الحزن وصرت أدعو الله أن يعيد عليه تلك

الروءا وما زلت أنتظر أن يحقق الله لي أمنيتي وتعود لي الأحلام التي صارت هي الممر الوحيد

للوصول إلى من أخذه القدر منا بلا عودة .

أأأهـ من الغربه أخي العندليب لقد حركت المواجع .

كان بيت الأب والأم هو العش الدافئ الي يضم بين جنباته كل أفراد الأسرة

أخوة وأخوات وأب وأم يضمهم ذلك العش تحت سقف واحد في ألفة ومحبة وسعادة

ماكنا نعمل لها حساب ولم نكن نعلم بأن الزمن سوف يفرقنا يوم من الأيام عن بعض

وماهي إلا سنوات تمضي ويذهب كل شخص إلى حال سبيله يتوظف الأبن ويبعد عن ذلك العش

في إحدى المدن المجاورة وتتزوج البنت وترافق زوجها إلى أين مايكون فلا يبقى إلا الأم والأب الذين

بدأوا حياتهم أثنين وأنتهوا أثنين وأصبح الإجتماع العائلي من الأحلام والذكريات وحتى وأن حدث ذلك

الأجتماع ماهي إلا أيام وتجتثه رياح الغربه ويعود كل شخص في غربته ينتظر لقاء أخر ....

وهكذا تمضي السنين وإحنا في إنتظار وإنتظاروحنين وشوق وأستلهام للذكريات الجميله


سامحك الله ياقلم العندليب لقد أستبحت الدموع الليلة في هذا المتصفح

وأثرت شجون الذكريات فقد صادف قلمك قلب يعشق الحزن والذكريات

فراق لي ما كتبت وغسلت الدموع بعض ترسبات الحنين إلى أرواح الأحبه

غفر الله لأمواتنا وحفظ لنا من بقي ذخراً لنا في هذه الحياة

وشكراً حتى الثماله أخي العندليب على هذه الروح الوفية

وتقبل أحترامي ومروري المتواضع .