السخرية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السخرية الذى يرى حال الأمة الإسلامية في وقتنا الحالي، وما أصابها من الضعف والهوان، وما سلط عليها من الذل على أيدي أعدائها، بعد أن كانت أمة مهيبة الجناح مصونة.. ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله.. يرى أمة أسرفت على نفسها كثيرا وتمادت فى طغيانها أمدا بعيدا، واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضا الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل .. يقول الله تعالى: "ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم" لو تأملنا الآية الكريمة: وما تحمل من تحذير ونهي عن ارتكاب تلك العادة السيئة، فكثيرا نتلوها ونسمعها، ولكن..!!! لا نعيها بكل أسف.
إن حال الأمة الإسلامية الآن يخجل، لأنها تعيش مرحلة ضعيفة هرمة، ولم يتبق لنا نحن المسلمون إلا أن نمضي سويا فى مخالفة صريحة لهذا النهي الإلهي الذي أوجده الله لعباده في كتابه العزيز وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان الله.. كثير من المسلمين يسخر بعضهم من بعض وينتقض بعضهم بعضا على أتفه الأمور الدنيوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع كلعبة كرة القدم أو كاللبس والأكل والفقر، كل أهل بلد يرون أنهم أفضل من الأخرى، ومن هنا تبدأ السخرية ونسمع عن الهمز واللمز والنكت والتعليقات المستفزة الجارحة، فجماعة يسخرون من جماعة أخرى ويطلقون عليهم النكات والتعليقات التي يتهمونهم فيها بالغباء مثلا وغيرها من المسببات الواهية التي لاتولد إلا الكره والبغض والحقد والضغينة بين الشعوب التي تزيد الفرقة وتشق الصف وتورث البغضاء بين المسلمين الذين ينبغي أن يكونوا أمة واحدة على قلب رجل واحد وجاءت الفضائيات وبعض الكتاب الذين لا يخافون الله عز وجل في تلوين السموم وغرسها فى نفوس البشر الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة.
"إذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال" وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض، سبحانه لا يزيل نعمه عنهم ولا يسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ما حرم عليهم . هذا هو عهد الله وآية السخرية واضحة حيث بدأت بنداء الإيمان "ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم": نداء تلطف ورحمة أي يامن اتصفتم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانطويت تحت لوائها صفة الإيمان لا الحسب ولا النسب ولا المال ولا الجاه ولا اللون ولا غيرها "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم" أي لايهزأ جماعة بجماعة، ولايسخر أحد من أحد فقد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن وأيضا لايسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكون المحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرة ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب أي ولايعب بعضكم بعضا ولايدع بعضكم بعضاً بلقب السوء وإنما قال أنفسكم لأن المسلمين كنفس واحدة بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان أي بئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً، وفي الحديث : "يا من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم "فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" أخرجه الحافظ. وختم الآية بقوله تعالى: "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" أي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيث أنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ماحرم عليها.
لنتذكر أخي: أن الأصول الكريمة الطيبة العريقة لا تعرف عجلة الزمن فلنعلم أبناءنا وإخواننا وزملاءنا وأصدقاءنا وننهاهم عن تلك العادات الذميمة. نسأل الله العظيم أن يعف ألسنتنا عن أعراض المسلمين وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة ومساوئ الأخلاق وأن يرحمنا ويغفر لنا إنه هو الغفور الرحيم .
منقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة محمد حسن الزهراني ; 09-02-2010 الساعة 07:00 PM.
|