زلزال هايتي يضع الآلاف في عداد القتلى والمفقودين ويسبب دماراً هائلا في المباني والممتلكات والقصر الرئاسي
نجاة الرئيس بريغال وتحرك دولي للمساعدة إزاء «الكارثة الكبيرة»

امراة اثناء اخراجها من تحت الانقاض (Alwatan)
بور او برنس - ا ف ب: ضرب زلزال عنيف هايتي الثلاثاء، يعتبر الاقوى الذي تشهده هذه الدولة الكاريبية الفقيرة خلال اكثر من قرن، ما اثار مخاوف من سقوط آلاف القتلى والجرحى اثر الدمار الكبير الذي خلفه.
ودمر الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات، ابرز مباني البلاد بما في ذلك القصر الرئاسي، فيما اظهرت بعض المشاهد بوضوح جثث القتلى ممددة في الشوارع. وامضى العديد من سكان هايتي ليلتهم في العراء خوفاً، اثر الزلزال الذي وقع على بعد 15 كلم غرب العاصمة المكتظة بالسكان، في انتظار حلول الصباح للبدء باحصاء القتلى وتقييم الخسائر. وقالت الخبيرة في المرصد الامريكي لرصد الزلازل سوزان بوتر ان آخر زلزال بمثل هذه القوة ضرب هايتي كان في العام 1897. واستمر الزلزال لاكثر من دقيقة وخلف دماراً كبيراً في عدة مبان بما في ذلك القصر الرئاسي والبرلمان ووزارات عدة.
نجاة الرئيس
واكد سفير هايتي في المكسيك روبرت مانويل ان رئيس هايتي رينيه بريفال «على قيد الحياة» بعدما ادى الزلزال الى دمار القصر الرئاسي. وقال «كل ما يمكنني ان اؤكده هو ان الرئيس وزوجته على قيد الحياة»، مشيراً الى ان «الوضع خطير جداً». وسادت أعمال النهب الاربعاء في شمال العاصمة الهايتية، فيما كان هناك العديد من الجثث على جانبي الطرقات.
وفي باريس قال وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون آلان جويانديه ان حوالي 200 شخص يعتبرون في عداد المفقودين بعدما طمروا تحت انقاض فندق كبير في العاصمة الهايتية. واوضح الوزير «وصلتنا معلومات بان فندق لو مونتانا انهار وانه كان في داخله نحو 300 شخص وانه خرج منه فقط مئة شخص، وهذا الامر يثير قلقنا الشديد». ومع هبوط الليل سجلت عدة هزات ارتدادية، فيما وصف احد المسؤولين الهايتيين الزلزال بأنه «كارثة كبيرة».
24 هزة ارتدادية
واعلن المركز الامريكي لرصد الزلازل ان 24 هزة ارتدادية تلت الزلزال. وعبرت هيئة الاغاثة الكاثوليكية عن مخاوفها من ان تؤدي الهزات الارتدادية الى انهيار المزيد من المباني. وقالت موظفة في الهيئة «معظم موظفي هيئة الاغاثة الكاثوليكية سينامون في العراء لانهم خائفون من النوم داخل المبنى»، مشيرة الى ان «بعض المباني انهارت».
واظهرت الصور التي نشرها سكان ومصورون على موقع تويتر دماراً هائلاً لحق بالكثير من المباني والسيارات. وبثت شبكة سي ان ان الامريكية مشاهد للزلزال ظهرت فيها سحابة كبيرة من الغبار ترتفع من عشرات المباني المنهارة.
وقال سفير هايتي في الولايات المتحدة ريمون - السيد جوزف لشبكة سي ان ان «أعتقد انها كارثة من حجم كبير». ودمر مقر بعثة الامم المتحدة في هايتي حيث تنتشر قوة سلام منذ العام 2004 متأثراً بالزلزال. وقال موظف محلي «لقد دمر مقر بعثة الامم المتحدة لارساء الاستقرار في هايتي الى حد كبير. وهناك العديد من الاشخاص تحت الانقاض بين قتيل وجريح».
تحرك عالمي
وبدأت الدول في العالم بعرض مساعدتها فيما استعدت الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وحكومات في أمريكا اللاتينية لتقديم المساعدات. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما «افكاري وصلواتي تتجه نحو المتضررين من هذا الزلزال»، فيما بدأت وزارة الخارجية والبنتاغون والقيادة الامريكية الجنوبية تجهيز فرق المساعدة، وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان بلادها «تعرض مساعدتها الكاملة على هايتي وعلى الآخرين في المنطقة».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان فرنسا «تعبر عن تضامنها الكامل» مع هايتي. واعلن وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون لوكالة فرانس برس ان طائرتين تنقلان رجال اسعاف ومساعدة انسانية ستغادران الى هايتي. وقالت كندا التي تتواجد فيها جالية من 80 الف هايتي انها «قلقة جداً». وتم اصدار انذار باحتمال حدوث تسونامي لكنه الغي سريعاً.
الدولة الافقر
وهايتي التي تعتبر الدولة الافقر في الامريكيتين سبق ان شهدت سلسلة من الكوارث في الاونة الاخيرة. فقد ضربتها ثلاثة اعاصير وعاصفة استوائية في العام 2008 ما ادى الى مقتل 793 شخصاً وفقدان اكثر من 300 آخرين بحسب ارقام الحكومة. كما شهدت البلاد توتراً سياسياً في العام 2008 نجمت عنه اعمال شغب اثر رفع اسعار المواد الغذائية في العام 2008.