الموضوع: الأنوثة تحتضر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2010, 12:21 PM
الصورة الرمزية محمد حسن الزهراني
محمد حسن الزهراني محمد حسن الزهراني غير متواجد حالياً
 






محمد حسن الزهراني is on a distinguished road
افتراضي الأنوثة تحتضر

خصلا ت شعر اصطناعية بأحجام وماركات وألوان مختلفة تناسب كل أنواع البشرة ولمختلف المناسبات، رموش اصطناعية، عدسات لاصقة، أظافر اصطناعية أو مخالب أنثوية، وفي النهاية أنثى بشعر طويل ناعم منسدل على الكتفين وبعينين ملونتين وجفنين مصطبغين بأملشن بالألوان ورموش قاتلة، وأظافر توهم من تتجمل بها بأنها أميرة زمانها، وبأن مواد التنظيف وكيماويات المطبخ وأدواته ليس لها وجود في حياتها، أما مساحيق الوجه فحدث ولا حرج، طبقة ، طبقتان، ثلاث وما يتخللهما من منتجات لإخفاء العيوب، ولست أدري هل أصبح الجمال الحقيقي كما كل الأشياء في طريقه نحو الزوال فلم يتبق أمام النساء سوى تقمص دور الدمى كي يظهرن بمظهر أنثوي خادع، وأتساءل ولدي القدرة على معرفة الاصطناعي من الحقيقي: ماذا سيحصل لإحداهن لو مرت بظرف طارئ أفقدها شعرها ورموشها المستعارة وعدساتها اللاصقة وأزاح عن وجهها هذا الكم من الصبغات، كيف ستبدو؟ كيف ستواجه من حولها؟ وكيف ستواجه المرآة.
الأنوثة والجمال الحقيقي في حالة احتضار وقلما تجد أنثى تحتفظ وتحترم جمالها الطبيعي لأن النساء أصبحن يشوهن حتى الطبيعي مما يتبقى لديهن من جمال.
ليس المظهر وحده هو ما تحاول النساء التلاعب فيه كوسيلة لإثبات الأنوثة والجمال بمعايير زمن التزوير ولكنهن أيضا يتصنعن بالحديث، بطريقة الكلام، بالدلع المبالغ فيه، وباستخدام أقصى طاقات الابتذال الذي يعتقدنه من متممات الأنوثة، حتى إذا خلت إحداهن إلى نفسها ظهرت على حقيقتها، فلا الصوت هو الصوت ولا النعومة هي النعومة ذاتها أما الدلع فينقلب إلى حقيقته وتصبح من كانت أنثى في موقف ما رجلاً بصورة امرأة .
أحن كما يحن أي إنسان بغض النظر عن جنسه إلى مشاهدة الجمال الطبيعي، إلى التمتع بوجه امرأة استطاعت صاحبته أن تستغني عن مستحضرات مصانع الدمى الأنثوية، جمال حقيقي وروح أنثى حقيقية بلا تصنع ولا تجمل ولا تحايل ولا تزوير في زمن أصبحت به الأنوثة بكل مقاييسها فعليا في حالة احتضار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس