أنا ......... ومن أنا بدونه؟
وهل أنا موجود في غيابه؟
وهل سأعيش أو أتقبل الحياة بعده وهو عصب حياتي وأملي الوحيد؟؟
أنا بدونه جثة هامدة بلا روح!
أنا بدونه قلب تستوطنه الجروح!
أنا بدونه بيت بلا أركان!
أنا بدونه دولة بلا سكان!
أنا بدونه ولا شيء!
أنا بدونه الميت الحي!
أنا عندما عرفته عرفت ذاتي ، وعرفت أن الحياة مهما صفت لي ومهما أعطتني من
ملذات كل ذلك لا يعتبر جزء أو جزيء مقابل إحساسي بوجوده بجانبي يشاركني
أحزاني قبل أفراحي .. أحسّ إنه نصفي الثاني إن لم يكن هو نفسي!!
أنا ...... كنت قبله كتلة مختلطة .. آهااااااااات ، ضيااااااااع ، أوهااااااام ،
بقايا روح في هيكل إنسان ، يقودني الجهل الباطني إلى مابعد حدود النهاية!!
أعبر السراب وأجول في الظلام الحالك دون أدنى بصيص ، أهرول عبثاً من غير هدى
علّي أصل إلى المستقبل المجهول في زمن الماضي الغابر ممسكاً بخيوط الوهم
متسلّحاً بذكرياتٍ أليمة !!
دليلي ومرشدي أفكار يملي عليّ بها عقلي الباطني معتمداً على ذاكرة كل ماتبقى
منها صور الألم والضياع في غياهب التجارب التي وإن ظهر لي أو لاح بشائر
نتائجها " الفشل "...
أعترف بالفشل.....!!
فشلت في معظم إن لم يكن مجمل حياتي..
فشلت في إيجاد حقيقتي..
فشلت في إنصاف ذاتي..
فشلت في إيجابيات الحياة التي هي حق مكتسب لأي شخص وأبسط حقوقه..
فشلت في موازنة معايير الآمال والألام ...
فآلامي قد طغت وتعدت على آمالي وأغتالتها..
فشلت في تحديد إتجاهاتي فغدوت أركض في جميع الإتجاهات دون رشد..
فشلت في كشف جوهري وفضلت التستر بستار عار أقل مايقال عنه " الفضح "..
خضت معارك ضارية بيني وبيني وكنت أنا دائماً " الفائز المنهزم "...
كان كل نصر أنتصر به يعقبه هزائم تجرّ أذيال " الفشل "..
كنت ما أن أصل إلى نقطة النهاية حتى تتفرع وتتشعب النقطة إلى آلاف الطرق
المحفوفة بالمخاطر والتجارب وكان لزاماً عليّ أن أسلكها مسيّراً لا مخيّراً !!
إذ أن لا سبيل للتراجع فكل الأبواب مؤصدة في الجانب الآخر..
هو ... وهو وحده الجانب المشرق والنجم المضيء الساطع في حياتي..
هو ... وهو وحده نبراسي وشمعي الذي من خلال نور جبينه أرى كل جميل..
هو ... وهو وحده معبري الوحيد إلى الحياة الهانئة بعد أن أغلقت جميع المنافذ أمامي..
هو ... وهو وحده الشاطيء الذي طالما أشتقت للوصول إليه بعدما تكسّرت مجاديفي
وقارب قاربي على الغرق بعد معركة بيني وبين الموت الذي جرحتني أظافره
وقطعتني أنيابه الحادة وأنا أقاوم الأمواج العاتية..والموت ينتظرني..
وفرصة النجاة قد باتت أعلى قمة المستحيل..
وأرى الأيام المتبقية تطوى سراعاً ، وحين بدأت أحسّ بالإنهزامية والرضوخ لليأس ..
وبدأت جيوشي بالتخاذل.. فقلبي بدأ بالتراجع..وعزيمتي بدأت بالتراخي..وأملي بدأ
بالإستسلام!!
رأيت ذلك الشاطيء الجميل ، ذلك الأرخبيل ، تلك الجنة تلقي علي بحبل النجاة..
فذلك هو حبيبي!!
عشت معه أجمل أيام عمري .. لم أشعر يوماً بغير السعادة..لم أتذوق يوماً أحلى من
كلامه .. لم أجد يوماً أحنّ منه عليّ ومنّي عليه..
كنّا جسدين بروحٍ واحدة.. كنّا بعقلين وتفكيرٍ واحد..
كان لي الكثير والأغلى والأعلى مكانه.. ولا يدور بخلدي أن يرث أحداً مكانه!!
والآن بعد أن ألتحمنا روحياً ببعضنا !!!!!!!!!!!
رجع إلينا السبب نفسه الذي جمعنا ببعض وكنّا نعتبره أحلى سبب في حياتينا!!
وأحب سبب إلى نفسينا ..
عاد ولكن بوجهٍ آخر غير الذي قد عهدناااااااااااااهـ !!
عاد بوجه الفرااااااااق ..
فآهـ ثم آهـ